في مثل هذا اليوم من عام 1858 بعد عدّة محاولات فاشلة، تم إنشاء أول خط تلغراف عبر المحيط الأطلسي من خلال جهود التاجر الأمريكي سايروس ويست فيلد.
وقد ابتكر صموئيل إف.بي.مورس، ذلك الفنان الذي تحول إلى مخترع، التلغراف عام 1832 واقترح عدّة مخترعون أوروبيون مثل هذا الأداة، لكن مورس عمل بشكل مستقل وفي ثلاثينيات القرن التاسع عشر قام بإنشاء أول آلة تلغراف.
وفي أواخر ثلاثينيات القرن التاسع عشر قام بابتكار إشارات مورس وهي مجموعة من الإشارات التي يمكن أن تمثّل اللغة في الرسائل البرقية.
وفي مايو 1844 قام مورس بافتتاح أول خطّ تلغراف تجاري في العالم برسالة تقول (هذه مشيئة الله) وكانت مرسلة من الكابيتول الأمريكي إلى محطة سكة حديد بالتيمور.
وفي خلال عقد من الزمن، تم مد أكثر من 20.000 ميل من كابل التلغراف عبر الولايات المتحدة.
وأدت وسائل الاتصال السريعة إلى التوسّع الأمريكي وجعلت السفر بالسكك الحديدية أكثر أمانا كما أدت إلى ازدهار الاعمال التجارية في المناطق النائية عبر المسافات العظيمة للولايات المتّحدة.
وفي عام 1854 تبنى سايروس ويست فيلد فكرة كابل التلغراف وأبرم اتفاقاً لمد خطّ معزول بشكل جيد عبر المحيط الأطلسي، ومن خلال الحصول على مساعدة السفن البريطانية والأمريكية، قام بأربع محاولات فاشلة، بداية من 1857م.
وفي يوليو 1858 اجتمعت أربع سفن بريطانية وأمريكية في منتصف المحيط لإجراء المحاولة الخامسة.
وفي 29 يوليو، أبحرت سفينتان منهما حاملة الكوابل قاصدة خليج ترينتي، بنيوفوندلند، بينما اتجهن الأخريان إلى فالينتيا، بايرلندة.
وبحلول الخامس من أغسطس تم مد الكابل السلك بنجاح لمسافة 2000 ميل عبر الأطلسي وعلى عمق وصل في أغلب الأحيان أكثر من ميلين.
وفي يوم 16 أغسطس تبادل الرئيس جيمس بيوكانان والملكة فيكتوريا رسائل افتتاحية ولسوء الحظ، أثبت الكابل أنه ضعيف ولا يعتمد عليه، وتوقف الخط عن العمل مع بداية شهر سبتمبر، وقام فيلد بجمع المزيد من الأموال وعمل ترتيبات جديدة.
وفي عام 1866 نجحت إحدى السفن البريطانية في إنشاء أول خط تلغراف دائم عبر المحيط الأطلسي.
|