أستميح الأستاذ عبدالله الحصين مدير التعليم حاليا بالطائف - على ما أذكر - أستميحه عذرا حينما استعرت منه هذا العنوان، لأنه عنوان مقالة له نشرت في عكاظ بتاريخ 27- 4-1382هـ أي منذ عشر سنوات تقريباً وقد كان هذا العنوان عالقا بذهني منذ قرأته ولا يزال يعلق بالذهن كلما تذكرت المصايف في بلادنا وقد كانت مقالة الأستاذ الحصين هذه محصورة على (الطائف والهدى) وعجبت حينما لم يتطرق لبقية المصايف في المملكة كأبها بلد الجمال وموطن السحر الحلال، وبلاد غامد وزهران وبلاد الحجر، ولكنني أعذر الأستاذ الحصين وغيره ممن يجهلون هذه المناطق ولا يعرفون عنها إلا اليسير رغم ما كتب عنها في صحفنا ومجلاتنا المحلية.
لقد كانت مقالة الأستاذ الحصين دعوة صارخة للأثرياء في بلادنا بأن يولوا مصيف الطائف الجميل بعض الاهتمام ويكفي انه قد جمع المصايف في بلادنا من خلال عنوان مقالته، وعلى أية حال فإن المنصفين ممن زاروا هذه المناطق التي يوجد فيها عدة مصايف - أو من الذين سمعوا عنها - قد كتبوا كتابات ضافية تبين أهميتها وجمال الطبيعة فيها مما لا يتوفر في الطائف المربع الجميل، فمنطقة عسير مثلا تتوفر فيها المصايف الجميلة ولا غرو في ذلك فإننا لا نزال نذكر قول الشاعر إذ يقول عن (عسير):
بلاد إذا شمت من الغيث نفحة
تضوع منها طيب النبت بالعطر |
وفي الحقيقة انها أكبر بكثير عما وصفها به الشاعر، كما أن بعض السياح من المستشرقين قد قرروا بأن هذه المنطقة التي تمتاز بالمناظر الطبيعية الساحرة والجو اللطيف المنعش - خير مصيف في المملكة، ولا شك أن سمو الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير، قد أدرك هذه الحقيقة ولمسها بالذات فاهتم بشأنها - حيث أمر بتخطيط متنزهات في بعض أماكن المنطقة - الهدف منها اعطاء الفرصة لمعاشر المصطافين ولكي يحقق لهم الراحة والهناء - فقد أعد العدة لتهيئة هذه المصايف وجعلها مصايف من الدرجة الأولى ولكن وأف من لكن هذه.. هل الاثرياء في بلادنا يدركون هذه الحقيقة فيوفرون على أنفسهم من الجهد والمال اللذين يبذلونهما طوعا وكراهية عندما يذهبون الى الخارج لقضاء الصيف هنا..؟ هل يدركون الآن بأن هذه المصايف ستكون أفضل بكثير عن بعض المصايف في الخارج..؟ وإذا كانت الدعوة قد وجهت للاثرياء فإننا ندعو بقية الطبقات الأخرى كالموظفين مثلا لأنهم يشكلون قطاعاً كبيراً من الشعب.. إنني أعتقد جازما بأن العائق لزيارة مثل هؤلاء كان من جراء وعورة الطرقات في هذه المنطقة ومعظمهم يريد ان يتوجه بطريق البر، فهل يعلمون ان معظم الطرقات الآن قد مهدت والأمل كبير في انهاء سفلتتها قريباً إن شاء الله.
إن العمل في طريق الطائف أبها - وهو مهم جداً - قائم الآن على قدم وساق وسيهيء الفرصة السانحة للمصطافين والزوار، إننا نريد من أثريائنا الاكارم ان يولوا هذه المنطقة شيئا من عنايتهم واهتمامهم وأن يساهموا في تطوير هذه المصايف كما هو المأمول فيهم.. ومرة أخرى أقول: (مصايفنا أيها الأثرياء) والله من وراء القصد.
|