بقي يوم ليحين موعد التئام المؤتمر الثاني للسلامة المرورية لبحث أسباب وآثار المخالفات المرورية وتدوين الأفكار التي سيقدمها المؤتمرون كحلول لها، ولا أظن أن هذه الحلول ستخلو من طروحات بشأن التوعية، ولا أظن أيضا أن ما سيقدم سيختلف كثيراً عما قدم في مؤتمرات وندوات ولقاءات سابقة، كلها كانت لاحتواء المخالفات المرورية، وتقليل مخاطر القيادة السيئة للمركبة.
ومن بين كل المواطنين ومستخدمي الطرق أجدني غير مقتنع بجدوى كل حملات التوعية التي عشناها وابتهجنا حينها، آملين نتائج مثمرة يتلقفها الشباب والمراهقون ويطبقونها على الطريق وهم داخل المركبة، فالمشاهد الحية آناء الليل والنهار تفسر لنا وتؤكد أن الحملات (على ما بذل فيها ولها من جهود وطاقات وأوقات) لم تقنع الفتيان بأهمية النفس والصحة والسلامة العامة لهم وللآخرين وللسيارات.
لو كنت من بين من سيجلسون على مقاعد اجتماعات المؤتمر لاقترحت البدء من جديد في حملة توعوية تهدف لتوعية من سيتولون توعية الآخرين بأهمية حسن القيادة؛ ذلكم لأن مهمة إيصال المعلومة والنصيحة مهمة شاقة تتطلب قدرات فائقة ونفساً طويلاً وفكراً نيراً متقداً يتفهم ظروف الآخرين ويفرق بين مراحلهم العمرية والعقلية؛ فالنشرات التي توزع عند إشارات المرور واللقاءات التلفزيونية الباهتة الاستعراضية لا تجدي في مخاطبة عقول كثير من فرسان الكباري والأنفاق.
|