* تحقيق - عبدالرحمن المصيبيح:
يرعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض خلال الفترة من 7 - 17-8-1425هـ المعرض الدولي للكتاب الذي تنظمه جامعة الملك سعود.
وتحدث ل (الجزيرة) الدكتور عبدالمحسن الضَّويان وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي حديثاً شاملاً بمناسبة الرعاية الكريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان لهذه المناسبة واهتمام الجامعة بالكتب والمكتبات ومعرض الكتاب الدولي وأمور أخرى تناولها من خلال هذا اللقاء..
رعاية كريمة
* ماذا تعني لكم رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض لمعرض الرياض الدولي العاشر للكتاب؟
- إن لجامعة الملك سعود دورا فاعلا وحضورا متميزا في مساهمتها المستمرة في خدمة أبناء المجتمع الغالي من خلال الأنشطة العلمية والثقافية التي تقيمها في رحابها وخارجها. ويأتي تنظيم الجامعة لمعرض الرياض الدولي للكتاب في دورته العاشرة الذي يقام في رحاب الجامعة خلال الفترة من 7 - 17-8- 1425هـ الموافق 21-9: 1-10- 2004م امتدادا لرسالة الجامعة العلمية والثقافية، وان رعاية سمو الأمير سلمان لمعرض الرياض الدولي للكتاب تدل دلالة واضحة على اهتمام سموه الكريم بالجامعة ومنسوبيها، حيث عودنا على تشريف الجامعة في مثل هذه المناسبات. وان تنظيم معارض الكتاب يعد دليلا على تطور المجتمعات وحبا للعلم والثقافة، فالأمة القارئة هي الأمة المثقفة، ولقد واكبت معارض الكتاب في المملكة التطور الكبير الذي شهده مجتمعنا في العقود الأخيرة فكانت هذه المعارض خير دليل على المستوى العلمي والثقافي الذي وصل إليه مجتمع المملكة. ولقد اصبح هناك اهتمام كبير بهذه المعارض التي تشهد إقبالاً شديداً من قبل الجمهور مما يثلج الصدر ويجعل الإنسان يشعر بالفخر والاعتزاز.
اهتمام الجامعة بالكتب والمكتبات
* ماذا عن اهتمام الجامعة بالكتب والمكتبات؟
- تُعد المكتبات الجامعية من أهم مقومات التعليم العالي وهي دليل وشاهد على مستوى أي جامعة أو مؤسسة علمية. ولذا فقد اهتمت جامعة الملك سعود اهتماماً كبيراً بمكتباتها من حيث حجم ونوعية مقتنياتها من مصادر المعلومات وكذلك مستوى الخدمات المعلوماتية التي تقدمها تلك المكتبات لروادها.
ويعود اهتمام الجامعة بالكتب والمكتبات منذ إنشائها في عام 1377هـ، حيث أنشئت أول مكتبة مع افتتاح أول كلية في الجامعة وهي مكتبة كلية الآداب التي بدأت بحوالي 4000 مجلد وأربعة موظفين، وقد توالى افتتاح مكتبات في كل كلية جديدة يتم افتتاحها في الجامعة حتى وصل عددها إلى 18 مكتبة. كما أنشأت الجامعة في عام 1384هـ مكتبة مركزية تضم مختلف التخصصات وتخدم أكبر عدد ممكن من منسوبي الجامعة وغيرهم من الباحثين. وبعد اتاحة الفرصة للطالبات للدراسة في الجامعة تم افتتاح مكتبات تخدم الطالبات وعضوات هيئة التدريس. وامتدادا للتطور الذي توليه الجامعة لمكتباتها تم في عام 1395هـ إنشاء أول عمادة شؤون المكتبات لتتولى الإشراف الإداري والفني على مكتبات الجامعة، ويمثل عميدها مكتبات الجامعة في مجلس الجامعة.
وفي العام الدراسي 1404 - 1405هـ انتقلت عمادة شؤون المكتبات ومكتبات الجامعة إلى مقرها الجديد في مكان متوسط بين كليات الجامعة في المدينة الجامعية بطريق الدرعية واستتبع ذلك ضم بعض المكتبات الفرعية مع المكتبة المركزية. وقد شيد المبنى وفق أحدث التصميمات المعمارية للمكتبات، وزود بأفضل إمكانات الإضاءة والتهوية والأثاث، كما يوجد به نظام أمن إلكتروني ودائرة تلفزيونية مغلقة للسيطرة الآلية على مقتنيات المكتبة في جميع الطوابق.
ويتكون المبنى من ستة طوابق عدا الطابق الأرضي تبلغ مساحته 5200 متر مربع، يستوعب حوالي 3 ملايين مجلد ومادة. ويوجد به ما يقرب من 4500 مقعد و400 وحدة قراءة خاصة. ولعل من مظاهر التطور الذي تم في مكتبات الجامعة في السنوات الأخيرة وبالتحديد في عام 1421هـ هو تغيير اسم المكتبة المركزية لجامعة الملك سعود إلى مكتبة الأمير سلمان المركزية وذلك نظراً لما قدمه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض من خدمات جليلة لجامعة الملك سعود. وحالياً يتكون التشكيل المكتبي في جامعة الملك سعود من عمادة شؤون المكتبات ومكتبة مركزية وسبع مكتبات فرعية اثنتان منها للطالبات وأربع مكتبات طبية وواحدة للدراسات التطبيقية وخدمة المجتمع. ويبلغ إجمالي عدد أوعية المعلومات المقتناة بمكتبات جامعة الملك سعود مليوني مجلد ومادة من الكتب والدوريات والمطبوعات الحكومية والرسائل الجامعية والمصغرات الفيلمية وملفات المعلومات والمواد السمعية والبصرية والخرائط بالتخصصات المختلفة وباللغتين العربية والإنجليزية. وتقتني مكتبة الأمير سلمان المركزية مجموعة من المخطوطات الأصلية والمصورة يصل عددها حوالي 20000 مخطوطة بالإضافة إلى العديد من المطبوعات النادرة التي تمثل أوائل المطبوعات من كتب ومجلات وصحف.
هذا وتميزت الجامعة أيضاً بريادتها البحثية والعلمية، وذلك من خلال نشرها ما يزيد على 600 مطبوع من الكتب المؤلفة والمترجمة التي تغطي مختلف فروع العلم والمعرفة، بالإضافة إلى نشر ما يزيد عن 1000 بحث علمي محكم في السنة الواحدة. ويسعدني بهذه المناسبة إحاطة القراء الأعزاء بأن جامعة الملك سعود وعبر مكتباتها الجامعية تقدم الخدمة لأفراد المجتمع ومؤسساته من خلال إتاحة فرصة الاطلاع والقراءة بكنوزها من المخطوطات والكتب النادرة والكتب العامة والمرجعية والمجلات العلمية والعامة ومطبوعات الجهات الحكومية والمنظمات وغيرها من مصادر المعلومات المختلفة بما فيها المصادر الإلكترونية. كما تتاح لأفراد المجتمع خدمات أخرى مثل الإعارة والتصوير والبحث والخدمة المرجعية وغيرها من الخدمات المتوفرة.
معرض الرياض الدولي للكتاب
* نأمل إعطاءنا نبذة موجزة عن معرض الرياض الدولي للكتاب؟
- يأتي تنظيم جامعة الملك سعود لمعارض الرياض الدولية للكتاب انطلاقاً ومسايرة للتطور العلمي والثقافي الذي تعيشه المملكة والذي برز بشكل لافت للنظر في السنوات الأخيرة. وتجدر الإشارة إلى أن تنظيم معارض الكتاب الدولية في المملكة يرتبط ارتباطا وثيقاً بجامعة الملك سعود، من خلال تنظيمها لأول معرض دولي للكتاب يقام في المملكة في عام 1397هـ. ولقد لقي هذا المعرض قبولاً كبيراً من لدن الناشرين، كما حظي بالإقبال الكبير من قبل الزوار بكافة فئاتهم. وقد شجع نجاح المعرض الأول جامعة الملك سعود في الاستمرار بتنظيم معارض الكتاب في المملكة من خلال تنظيمها لمعارض الرياض الدولية للكتاب في دوراته اللاحقة.
ولقد اكتسبت معارض الرياض الدولية للكتاب التي نظمتها جامعة الملك سعود شهرة واسعة في المحافل الدولية، حتى ان اسم معرض الرياض الدولي للكتاب أصبح متعارفا عليه دوليا ومسجلا لدى الكثير من الاتحادات والنقابات العربية والدولية التي تنظم معارض الكتاب. وتفتخر جامعة الملك سعود بأن معرض الرياض الدولي للكتاب كان - ولا يزال - أول وأكبر معارض الكتاب السعودية ومن أكثرها نجاحاً، بما يتميز به من حضور كبير سواء من قبل القراء والمثقفين أو من قبل كبريات دور النشر وموزعي الكتاب على المستوى الوطني والعربي والدولي، حيث يتم عرض أحدث ما تنتجه تلك المؤسسات الفكرية من مطبوعات تقليدية وغير تقليدية في شتى العلوم والمعارف. وبناء على هذه المعطيات تشرفت جامعة الملك سعود (كجامعة أمّ) بموافقة من المقام السامي الكريم بأن تنظم معرض الرياض الدولي للكتاب كل سنتين.
* متى وأين سيقام المعرض؟
- سوف يكون بمشيئة الله خلال الفترة 7-17 شعبان 1425هـ الموافق 21-9 : 1-10-2004م في البهو الرئيس لجامعة الملك سعود بالمدينة الجامعية بطريق الدرعية. وسوف يستمر المعرض لمدة عشرة أيام على فترتين صباحية ومسائية ما عدا يوم الجمعة فهو فترة مسائية. وقد تم اختيار تاريخ المعرض ليكون متزامنا تقريبا مع بدء الدراسة في العام الدراسي 1425هـ وذلك لكي تتاح الفرصة للطلاب والمدرسين لزيارة المعرض وتأمين ما يرغبونه من إصدارات علمية وثقافية وترفيهية بكافة الأشكال.
* ماذا عن استعداداتكم للمعرض؟
- منذ فترة والاستعدادات للمعرض تجري على كافة المستويات في جامعة الملك سعود وذلك لكي يخرج المعرض بالصورة التي يتطلع لها كافة الزوار من مثقفين وعلماء، والقراء بصفة عامة.
والجدير بالذكر أن معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالله الفيصل يولي معرض الرياض الدولي للكتاب جل اهتمامه ويتابع الاستعدادات الجارية له أولا بأول، ولقد وجه معاليه بتشكيل لجنة عليا برئاستنا وعضوية عدد من المختصين لرسم السياسة العامة للمعرض ووضع الخطط الكفيلة بنجاحه. وقد شكلت اللجنة العليا أربع لجان فرعية هي: لجنة الرعاية، واللجنة الإعلامية، ولجنة خاصة بالأنشطة الثقافية، ولجنة للأمن والسلامة. وكل لجنة من هذه اللجان الأربع تقوم بالأعمال والمهام الخاصة بها وتقدم تقاريرها للجنة العليا، واللجنة العليا تقوم بأعمال المتابعة والإشراف والرفع لمعالي مدير الجامعة بأعمالها. كما يوجد لجنة تنظيمية (تنفيذية) للإعداد للمعرض وإدارته وتشغيله ومتابعة اللجان الأخرى ويرأس هذه اللجنة الدكتور سليمان بن صالح العقلا عميد شؤون المكتبات. وقد تشكلت من اللجنة التنظيمية سبع فرق عمل خاصة بالمعرض تضم فرقة الإشراف والتنسيق والمتابعة، وفرقة التجهيزات الآلية، وفرقة العلاقات العامة والتوثيق، وفرقة الخدمات العامة، وفرقة المستودعات، وفرقة جناح الجامعة والجامعات السعودية، وفرقة التنسيق النسائية.
وقد تم والحمد لله الانتهاء من تحديد الجهات المشاركة وتم وضع اللمسات النهائية على مخططات المعرض وشكله النهائي، وتم إعداد الوثائق الخاصة بالمعرض ومنها دليل المشاركين ودليل الكتب المشاركة بالمعرض الذي سيطبع على شكل ورقي وإلكتروني وسوف يتاح كذلك على الإنترنت.
300 ناشر
* ما مساحة المعرض وكم عدد دور النشر التي سوف تشارك؟
- سوف يقام المعرض على مساحة تقدر بأكثر من ثلاثة آلاف متر مربع، حيث تم الاتفاق مع إحدى الشركات الوطنية لتجهيز مكان العرض على شكل أجنحة بمساحات مختلفة، وتزويد كل جناح بالمستلزمات الضرورية من طاولات وكراسي وفرش وأرفف وخطوط اتصالات وغيرها.
وبالنسبة للمشاركين فإنه - وحسب الإمكانات المتاحة والمساحات المتوفرة - قد تم التركيز في معرض هذا العام على الكيف وليس الكم حيث اتيحت الفرصة فقط لكبريات دور النشر وشركات المعلومات في مختلف دول العالم للمشاركة في المعرض وتقديم أحدث إنتاجها من إصدارات علمية وثقافية بشتى الموضوعات واللغات ولمختلف الأعمار والفئات ومنها بالطبع كتب المرأة والطفل وذلك بمختلف أشكال أوعية المعلومات بما فيها المواد الإلكترونية. ويصل عدد المشاركين الذين استوعبهم المكان المخصص والذين سمح لهم بالمشاركة بصفة مباشرة أو بتوكيل حوالي ثلاثمائة ناشر من دور النشر المحلية والعربية والإسلامية والأجنبية الصديقة. وسوف تعرض هذه الدور أحدث إنتاجها من الفكر العلمي والثقافي والذي يقدر بحوالي 100 ألف عنوان بمختلف التخصصات والأشكال. وسوف يلبي هذا التنوع إن شاء الله رغبات جميع فئات الزوار وسيتم التأكيد على دور النشر بمنح الخصم المناسب لتكون الأسعار بمتناول الجميع.
* ماذا عن الفعاليات الثقافية التي ستقام على هامش المعرض؟
- بعد نجاح الفعاليات الثقافية التي عادة تصاحب معرض الرياض الدولي للكتاب في دوراته السابقة فإنه يصاحب المعرض لهذا العام العديد من الأنشطة المتميزة ومنها المحاضرات، فعلى سبيل المثال سوف يكون هناك محاضرة لمعالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي يتكلم فيها عن تجاربه المتميزة في الرحلات، وهناك من ضمن الفعاليات الثقافية أمسية شعرية يشارك فيها عدد من الشعراء منهم الشاعر البحريني الكبير عبدالرحمن رفيع. كما ان هناك ندوة علمية مهنية عن نظام حقوق المؤلف الجديد يشارك فيها عدد من المهنيين المتخصصين في مجال صناعة النشر، وهي موجهة لجميع المهتمين بالنشر وصناعة الكتاب وخصوصاً طلاب مدارس المكتبات والمعلومات وأصحاب دور النشر. وسوف تقام هذه الفعاليات الثقافية في قاعة الشيخ حمد الجاسر في بهو الجامعة. وفي الختام فإن جامعة الملك سعود تقدم معرض الرياض الدولي العاشر للكتاب هدية إلى القراء والمثقفين في بلادنا الحبيبة، وذلك انطلاقاً من الدور الريادي الذي تقوم به جامعتنا العريقة تجاه مجتمعها وسعياً للتلاحم ومد جسور الثقافة بين فئاته المختلفة. وإني لأهيب برواد العلم والثقافة والقراء بصفة عامة وكما تعودنا في معارض الرياض الدولية للكتاب السابقة أن يستفيدوا من اجتماع هذا العدد الكبير من دور النشر وشركات المعلومات المحلية والعربية والعالمية في مكان واحد ولفترة محدودة، وهي فرصة كبيرة للمواطنين والمقيمين من داخل مدينة الرياض وخارجها لزيارة المعرض والاستفادة من معروضاته. كما أن هذا التجمع ينبغي أن لا يفوت طلاب وطالبات المدارس والجامعات.
كما تحدث ل(الجزيرة) معالي الدكتور صالح العذل رئيس مدينة الملك عبد العزيز فقال: لا شك أن رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض لهذا المعرض، تمثل اهتمام القيادات العليا في هذه البلاد بالكتاب والكتّاب والمثقفين، وتفعيل الجوانب الثقافية ورعايتها، كما تمثل دعماً حقيقياً للحركة الثقافية في المملكة، التي شهدت تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة مما مكّنها من احتلال مكانة ثقافية مرموقة بين دول المنطقة، حيث يحرص ولاة الأمر على استغلال العديد من الفعاليات والمناسبات الوطنية في دعم واثراء الحركة الثقافية وإبراز الوجه الحضاري للمملكة، ويلقى العديد من الكتّاب والمثقفين في هذه المناسبات التكريم اللائق بهم على ما قدموه من إنجازات في هذا المجال.
كما تناول معاليه أهمية مثل هذه المناسبات فقال: لا يخفى علينا جميعاً الدور الذي تمثله إقامة مثل هذه المعارض، فهي مناسبات كبيرة تجمع أهل القلم ورواد الحركة الثقافية وتجمعهم بعاشقي الحرف وفي الغالب يتم تنظيم العديد من الفعاليات في إطار معرض الكتاب ويتم تقديم العديد من الندوات والمحاضرات وهي فرص حقيقية تبرز فيها شواهد حية تمثل راصداً ومؤشراً لما آل إليه الوضع الثقافي كما تخلق الجو لإيجاد بيئة أفضل تسمح بتحقيق التواصل بين الأطراف المختلفة لدفع عجلة التقدم الثقافي. ومع التحولات العصرية الحديثة التي نعيشها في عصرنا الحالي نتيجة ثورة المعلومات وطفرتها، بدأت القراءة تفقد بريقها كنتيجة حتمية قاد إليها تأثر الإنسان بأدوات التقنية الحديثة وتنوع أدوات الحصول على المعرفة لديه بالطرق الآلية، وقد أحسنت جامعة الملك سعود صنعاً بتنظيم هذا المعرض سنوياً، وبهذا الحجم الكبير الذي يجمع العديد من دور النشر العربية والإسلامية، لتوصل رسالة علمية وثقافية وتوعوية إلى جميع فئات المجتمع من آباء وأبناء ومسؤولين، تتضمن التنويه إلى منزلة الكتاب وأهميته في تحقيق أهدافه الأساسية: البحث والتدريس وخدمة المجتمع، فضلاً عن أن هذا المعرض دعوة ضمنية إلى مزيد من الإقبال على القراءة والبحث والاطلاع على الجديد من الكتب، وشرائها بسعر أقل، كما أنه يعد ملتقى أدبياً، وساحة للحوار والنقاش المتبادل بين القراء والمثقفين ودور النشر.
وتطرق د. العذل إلى نشاطات المدينة في مجال البحوث والدراسات فقال: من المعلوم أن مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية تقوم بدعم الأبحاث العلمية الموجهة لخدمة قضايا التنمية المختلفة، وقد تم دعم العديد من الأبحاث في المجالات العلمية التطبيقية المختلفة كالطب والهندسة والزراعة والعلوم الأساس ومجالات العلوم الإنسانية كالاجتماع والاقتصاد والتربية.
ومن أبرز الأبحاث العلمية المدعمة التي كان لنتائجها الأثر الإيجابي على المجتمع ما يلي:
- برنامج الكشف عن الموهوبين ورعايتهم الذي يعد النواة الأساس لإنشاء مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين.
- أبحاث السلامة المرورية، وتشمل نحو 54 دراسة تتعلق بالتوعية والسلامة والنظم المرورية المحلية.
- أبحاث التعليم العام وتشمل نحو 11 بحثاً ذات علاقة بتطوير أساليب ومناهج التعليم.
- الطب الشعبي، ويهدف إلى التقييم العلمي لمحاسن ومساوئ العقاقير المستخدمة في الطب الشعبي السعودي، ودراسة مدى انتشار استخدام العقاقير الخامة في علاج الأمراض في مناطق المملكة المختلفة، إضافة إلى وضع تصور مبدئي للأدوية العشبية برصد النباتات الطبية المستخدمة في المملكة ووضع المعايير القياسية والأمنية والصحية لهذه النباتات وتنظيم كيفية التداول السليم لهذه الأعشاب.
- تقييم الحالة الغذائية لسكان المملكة العربية السعودية، وتم من خلال هذا البحث دراسة أنماط الاستهلاك الغذائي والعادات الغذائية السائدة بالمملكة، وتحديد المواد الغذائية الرئيسة المستهلكة محلياً، وإعداد جداول القيمة الغذائية للأغذية المحلية من واقع التحليل الكيميائية لتلك الأغذية، وتحديد مدى انتشار حالات سوء التغذية من ناحية التوزيع الجغرافي، وكذلك مدى انتشار أمراض الأسنان كإحدى المشاكل الصحية التي تواجه المجتمع السعودي.
- أمراض شرايين القلب والعوامل المسببة لها لدى السعوديين: وقد تم من خلال هذا المشروع الوطني دراسة هذا المرض ومسبباته دراسة شاملة بين السعوديين على المستوى الوطني وتحديد المعدل السنوي لهذا النوع من الإصابة الخطرة وخصائصه لدى المجتمع السعودي ومقارنتها مع المجتمعات الأخرى.
كما تدعم المدينة حالياً عدداً من الأبحاث الوطنية التي يتوقع أن تحقق نتائج إيجابية منها:
- حمى الوادي المتصدع: ويهدف إلى إجراء دراسات بحثية لمعرفة وبائية المرض وبناء نظام صحي متكامل لمعالجة حمى الوادي المتصدع واستئصاله من جميع مناطق المملكة بمشيئة الله.
- الاحتياجات المائية لمحاصيل الزراعية الاقتصادية بالمملكة العربية السعودية ويهدف البحث إلى تقدير الاحتياجات المائية للمحاصيل الاقتصادية بعدد من مناطق المملكة وتحديد التركيبة المحصولية المثلى في مناطق المملكة في ضوء نتائج الاحتياجات المائية.
ونحن مقبلون خلال الفترة القادمة على نشاط واسع تقام فيه العديد من الفعاليات التي تنظمها المدينة، ونرجو أن تثمر هذه الفعاليات عن الأهداف التي وضعت من أجلها، ومن هذه الفعاليات خلال الفترة القريبة القادمة (مؤتمر السلامة المرورية الثاني) الذي يقام في الرابع من شهر شعبان القادم ومنتدى إدارة الوثائق إلكترونياً في السادس من شعبان بالإضافة إلى حلقة نقاش بعنوان (الفحص الوراثي ودلالاته... نواحٍ أخلاقية) التي تعقدها المدينة يوم الأربعاء 15 شعبان.
(الجزيرة) تلتقي
بعدد من المسؤولين
وبهذه المناسبة التقت (الجزيرة) بعدد من المسؤولين الذين تحدثوا عن هذه المناسبة والرعاية الكريمة وتناولوا أهمية مثل هذه المناسبات الثقافية. حيث أعرب في البداية معالي الدكتور صالح بن عبدالله العبود مدير الجامعة الإسلامية بالمدينة عن عظيم امتنانه وسعادته لتفضل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وافتتاحه لهذا المعرض.
الكتاب وعاء أصيل
وتحدث معالي مدير الجامعة الإسلامية الدكتور صالح بن عبدالله العبود عن المعرض فقال: فإنه مهما تعددت وسائل المعرفة في العصر الحديث وتنوعت بفضل التقدم التقني والمعلوماتي، يبقى الكتاب هو الوعاء الأصيل لحفظ العلم، والنبع الصافي لتلقيه، ومن هنا يأتي اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وحكومته الرشيدة بالكتاب طباعة ونشرا سواء كان ذلك عن طريق المؤسسات التعليمية أو مختلف الجهات الحكومية ذات العلاقة، إضافة إلى تشجيع القطاع الخاص على طباعة الكتب النافعة ومن ثم نشرها في شتى أنحاء المملكة، ولا شك ان إقامة معارض الكتب تجسيد واضح لهذا الدعم اللا محدود الذي يلقاه قطاع الثقافة من لدن قيادتنا الرشيدة، وانطلاقا من هذا الدعم ساهمت الجامعة الإسلامية في طباعة الكتب ونشرها في مختلف العلوم والمعارف، كما كان لها مشاركة فاعلة في معارض الكتب داخل المملكة وخارجها، إضافة إلى المعرض السنوي الذي تنظمه الجامعة للكتاب الإسلامي.
وتنظيم جامعة الملك سعود للمعرض الدولي للكتاب تأكيد على اهتمام المسؤولين فيها، وعلى رأسهم معالي مديرها الأستاذ الدكتور عبدالله الفيصل بخدمة المجتمع من خلال المساهمة في تقديم الكتاب في الفنون المختلفة ومن شتى دول العالم، وتكرم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بافتتاح هذا المعرض دليل ملموس على اهتمامه - حفظه الله - ورعايته للثقافة وأهلها، وحرصه على دعم مؤسسات التعليم العالي، فلسموه الكريم نرفع خالص الشكر والتقدير، وندعو الله تعالى أن يجزل له الأجر والمثوبة وأن يجعل هذا في ميزان حسناته إنه سميع مجيب الدعاء. كما تحدث ل (الجزيرة) الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز فقال: لا شك أن رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لهذا المعرض تأكيد على ما تلقاه الفعاليات الثقافية في المملكة من اهتمام ورعاية من قِبَل ولاة الأمر في هذه البلاد الغالية، الذين جعلوا الرقي بالمستوى الثقافي لهذا الوطن في مقدمة مسؤولياتهم، آخذين بعين الاعتبار ما يمثله ذلك من استثمار مستقبلي في الإنسان الذي يعتبر أهم ركيزة من ركائز التنمية في هذا الوطن المعطاء. ووصف د. السماري هذه المعارض وأهميتها فقال: تعتبر معارض الكتب فرصة لعرض آخر ما أصدرته دور النشر تحت سقف واحد مما يتيح سهولة البحث، وتعدد جهات العرض، كما انها توفر على الباحث الجهد في البحث، إضافة إلى ذلك تعتبر مثل هذه المعارض حافزاً قوياً على القراء والاطلاع والبحث.
كما تحدث ل (الجزيرة) مدير عام التربية والتعليم بمنطقة الرياض د. عبدالله المعيلي والذي نوه برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وقال: إننا تعودنا من سموه هذه الرعاية الكريمة لكافة المناسبات الخيرة، وثمّن جهود واهتمام جامعة الملك سعود بالمعارض واسهاماتها في النواحي الثقافية، وقال إن مشاركة دور النشر في هذا المعرض سوف تمكّن الجميع من الاطلاع على ما تقدمه دور النشر من هذه الكتب والمطبوعات.
|