ثلاثة سيناريوهات لإشعال حرب أهلية في العراق

* بغداد - د.حميد عبد الله:
توصل باحثون استراتيجيون عراقيون إلى إن العراق يمكن أن ينزلق إلى حرب أهلية تستهلك كل ثرواته وتقضي على عدد كبير من أبنائه مشيرين إلى إن هناك عدة سيناريوهات لجر العراق إلى هذه الحرب رسمتها أطراف دولية وإقليمية وتشارك فيها أطراف محلية.
واشار المحللون في تقرير استراتيجي نصف سنوي صدر في بغداد الى إن وقوع حرب داخلية في العراق سينعكس على المنطقة بأسرها دافعاً بها الى دوامة من الإرباك والفوضى بما يسهل على إسرائيل تنفيذ جميع مخططاتها في المنطقة.
وافاد المحللون ان من بين هذه السيناريوهات الثلاثة أن تترك القوات الأمريكية للشيعة جموحهم نحو السيطرة على السلطة وللأكراد نزعتهم الانفصالية بما يؤدي إلى إغراق البلاد في دوامة من العنف والتصفيات التي لا يمكن لأحد أن يتصور نهاية لها.
ويتركز الخيار الثاني على انسحاب مبكر للقوات الأمريكية بنحو مبكر من العراق خاصة إذا فاز الديمقراطيون الذين سيجعلون من الخسائر التي يدفعها الجيش الأمريكي مبررا لانسحابهم خاصة وان كيري قد وصف الحرب على العراق بأنها حرب خطأ في الزمن الخطأ والمكان الخطأ!! وان الانسحاب المبكر للقوات الأمريكية سيجعل شهية بعض الفصائل العراقية مفتوحة على مصراعيها للقتل والتصفيات وعزل مناطق كاملة من العراق عن المركز خاصة وان هناك أطرافاً إقليمية تدعم هذا الفصيل أو ذاك.
إما السيناريو الثالث فهو أن تشرف الولايات المتحدة على إجراء انتخابات في العراق على أن تضمن فوز حكومة مرفوضة من قبل القاعدة العريضة من العراقيين الأمر الذي سيجعل إسقاط هذه الحكومة هدفاً وطنياً تسعى إليه جميع القوى غير المتأمركة وسيرافق ذلك استقطابات إقليمية حيث ستمنع تركيا الأكراد من تصفية التركمان أو التجاوز على كركوك أو تلعفر وستدعم إيران الفصائل الشيعية الموالية لها في العراق وسيقتتل العراقيون مع بعضهم بأسلحة جيرانهم وسيدفعون انهراً من الدم تسديداً لحسابات لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
ويقول التقرير انه لن يكون أحد سعيد للغاية لكن لن يحتكر أحد السلطة أيضا وستشرف الأمم المتحدة على إدارة الاستعدادت للانتخابات المقررة في يناير وستتجنب الولايات المتحدة أي محاولات للتحكم في النتيجة وستركز بدلاً من ذلك على توفير الأمن وان تشن القوات الأمريكية هجمات كبيرة على المناطق الحضرية وستسمح للميليشيا العراقية ولقوات الأمن الوطنية بالانتشار بضوء الحساسيات المحلية مثلما هو الحال في الفلوجة والنجف انقسام بعد الانسحاب الأمريكي ووفقاً لأسوأ السيناريوهات فإن العراق سينقسم، وإذا ما انسحبت القوات الأمريكية مبكراً فسيغرق في الحرب الأهلية ويرى التقرير انه حتى لو حاولت القوات الأمريكية التماسك ودعم السلطة المركزية فإنها قد تفقد السيطرة على الأمور والانفصال الكردي والجموح الشيعي سيعرقلان السير باتجاه الانتخابات فيما يواصل السنة نضالهم وسيتزايد العداء للقوات الأمريكية حتى لولم تظهر حركة قومية موحدة خصوصاً إذا ما نظر إلى واشنطن على أنها تتجاهل الحكومة المؤقتة أو أنها تصر على استمرار القتال.
مخاطر على الدول المجاورة
وفي أحسن الأحوال فإن عدم الاستقرار في العرق سيمتد إلى الدول المجاورة وسيتسبب في اضطرابات إقليمية قال التقرير عنها ستكون خارج حدود الولايات المتحدة أو المجتمع الدولي وسيمتد الجموح الشيعي إلى مناطق تجمعات الشيعة في كل مكان بما في ذلك الشيعة في شرق السعودية وسيتزايد نفوذ إيران الشيعية داخل العراق.