غالبا ما تعبر اجتماعات مجالس العمل عن ثقافة المؤسسة وطريقة تعامل الموظفين فيها، فإن صلحت المجالس في سرائرها وكان عنوانها التعاون والمشاركة صلح حالها ،وان توترت ضغائن النفوس فسدت كفاءة إنتاجيتها. بداية نتساءل هل اجتماعات العمل التي تعقد بين الحين والآخر تحقق غايتها التي تنشد؟
أم هي عبارة عن وقت ينفرط في مناقشات مسائل وقضايا هامشية لا تستحق البحث أو النظر في مضامينها؟ هل نعتبر اجتماعات العمل فرصة سانحة لتصحيح يهدف لكشف أخطاء العاملين على مرأى ومسمع من كل الحضور؟ أم انها تعتبر ضرورية لتصحيح الأخطاء والتعامل بكل موضوعية خاصة المستجدات المرتبة في أجندتها؟
اجتماعات العمل لها انواع متعددة منها ما يعقد للمراجعة ومنها ما هو لتقييم الأداء او لصناعة القرار. وكانت مبدئيا تختلف في تداولها وأهميتها وأنماطها إلا ان اهم ما يميز بين الاجتماعات الفعالة والاجتماعات الزائفة هو أن الاخيرة تعد كذلك عندما يمتدح الموظفون بعضهم بعضا، ويصبح الإطراء والنفاق صفة المجلس ليتفاخر اعضاؤه بما تم انجازه من اعمال تنسب إليهم ويرجع الفضل لهم. فلا جدوى من المجالس يقضى معظم وقتها للعتاب والعقاب وتكون فيها اقرب إلى ممارسة المناورات إلى أي شيء آخر يعود بالنفع على المؤسسة. وبذلك فهي لا خير في انعقادها لما يهدر فيها من وقت العمل ومن طاقاته، دون مردود أو تأثير إيجابي على انتاجية المؤسسة ومبيعاتها.
قد يتفق اعضاؤها على تطبيق حل ما لمشكلة ادارية او تسويقية تعاني منها المؤسسة أثناء انعقاد المجلس، ولكن في الحقيقة لا شيء يتغير جذريا حين يغادروا قاعة الاجتماع، وترى أن المشاكل والمعاناة والقصور يستمر حالها كما كان عليه قبل الاجتماع تماماً او بتغير طفيف لا يكاد يذكر. فتذهب جهود المجالس هباء لأنهم لا يعرفون من مسئول عن تنفيذ ماذا من الأوامر ولا يعرفون كيفية تنفيذه المسؤولية. وليس هناك جدول انجاز مهام ولا هناك استراتيجية ولا تخطيط ولا عمل. وقد يأتي احدهم إلى قاعة المجلس وهو مشغول البال بأعباء شخصية أو عائلية. وهذه ظاهرة متكررة والتي لا نتوقع فيها لهذه المجموعات أي مشاركة فعالة في الاجتماع، لأنهم قريبون بأنفسهم أمام الحاضرين ولكنهم في الواقع بعيدون عنهم بعقولهم وفكرهم. وقد يأتي البعض منهم متأخراً لأكثر من نصف ساعة، أو يقاطع حديث زملائه وينتقد اقتراحات الآخرين، كما يحلو له إن يسخر من المناقشات كلما سنحت له الفرصة. وهناك من يشتبك في أحاديث جانبية ودية متعمدا ذلك، دون اهتمام منه بالمواضيع المدرجة في جدول اعمال المجلس.
وبعض المجتمعين لا يستطيعون ان يجزموا امرهم خاصة إذا ما تعلق الأمر بالمفاضلة بين الحلول عندما يضيع وقتهم في التردد بين حل آخر ودون ان يستقروا على حل او اتفاق. وهو يفسر عجزا ناتجا عن عدم تحديد الحلول المناسبة ومواعيد استكمالها المدرجة، وان مشكلة اجتماعات العمل يتضح في انها لا تلتزم بانتهاج اسلوب حديث متطور يحقق لها نتائج جديدة. والقليل منها تريد أن تعرف كيف يمكن لها ان تطور اجتماعاتها لتصبح وسيلة حقيقة وأداة تستخدم لزيادة فعاليته وإنتاجية الشركة.
|