نائب رئيس المعهد الدولي للعلوم الإدارية بمنطقة الشرق الأوسط لـ( الجزيرة ):
نسعى لتأصيل التجارب الإدارية في المنطقة لتفعيل دورها على الساحة الدولية
إعادة انتخابي نائباً لرئيس المعهد تثمين للمكانة الدولية التي تحتلها المملكة على المستوى العالمي

* لقاء - مسلّم الشمري:
أعرب نائب مدير عام معهد الإدارة العامة للبحوث والمعلومات ونائب رئيس المعهد الدولي للعلوم الإدارية عن منطقة الشرق الأوسط الدكتور فهاد بن معتاد الحمد عن فخره واعتزازه بالمشاركة السعودية الفاعلة في اجتماعات المعهد الدولي الذي عُقد مؤخراً، مؤكداً أن إعادة انتخابه نائباً لرئيس المعهد الدولي للعلوم الإدارية عن منطقة الشرق الاوسط تثمين للمكانة الدولية العالية التي تحتلها المملكة العربية السعودية ولدورها الكبير في دعم مثل هذه المنظمات الدولية الفاعلة، موضحاً أن تحسين العمل الإداري في الأجهزة العامة هو هدف خطط وبرامج المعهد الدولي الذي يُعد المؤسسة الدولية الأقدم والأوحد المتخصصة في الإدارة العامة.
وأشاد د. الحمد في حوار أجرته معه (الجزيرة) إلى سعيه لتفعيل دور دول الشرق الأوسط في نشاطات المعهد الدولي للعلوم الإدارية، وتأصيل التجارب الإدارية في المنطقة.. كما نوه بما يُحظى به معهد الإدارة العامة من تقدير عالمي واسع لمشاركته الفاعلة طوال 35 عاماً في صنع القرارات والتوصيات ووضع الحلول لمشاكل إدارية وتنموية دولية، كما تطرق في حديثه إلى عدد من القضايا والموضوعات المتعلقة بنشاط المعهد الدولي واجتماعاته والدور العربي في تفعيل المحاور التي تهم المنطقة وتساهم في معالجة إشكاليات تنموية إدارية عديدة.. وفيما يلي نص الحوار:
*****
تطوير العلوم الإدارية
* بصفتكم نائباً لرئيس المعهد الدولي للعلوم الإدارية عن منطقة الشرق الأوسط.. هل لكم أن تطلعونا على ماهية هذا المعهد وما الأهداف التي أُنشىء من أجلها والأدوار التي يقوم بها لتحقيق هذه الأهداف؟
- المعهد الدولي للعلوم الإدارية منظمة دولية ذات هدف علمي ولقد تم إنشاؤه عام 1930م بناء على القرار الذي اتخذه المؤتمر الدولي للعلوم الإدارية والذي عقد بمدريد في نفس العام، ومقره مدينة بروكسل ببلجيكا.. ويُعد المعهد المؤسسة الدولية الأقدم والأوحد المتخصصة في العلوم الإدارية، وتتمثل أهداف المعهد الرئيسة في تطوير العلوم الإدارية والسعي للارتقاء بالإدارة الدولية، والوصول إلى تنظيم وتشغيل أفضل للمؤسسات والأجهزة الإدارية الحكومية، وتحسين الأساليب والإجراءات الإدارية فيها.. ويعمل المعهد على تحقيق هذه الأهداف المنشودة من خلال قيامه بالمهام والأنشطة التالية:
- تنظيم وإقامة مؤتمرات وندوات ولقاءات وورش عمل دولية تتناول قضايا ومشكلات الإدارة العامة الدولية والإقليمية والمحلية.
- تطوير العلاقات مع حكومات الدول الاعضاء في المعهد وأجهزتها الإدارية، والمؤسسات الدولية الإقليمية، والجمعيات العلمية والجامعات والمعاهد والخبراء في حقل العلوم الإدارية.
- جمع الوثائق ذات الصلة بنشاط المعهد، وتيسير الحصول عليها لحكومات الدول الأعضاء، والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية والباحثين والدارسين عند الطلب.
- المساهمة في تطوير طرق وأساليب التدريس والتدريب في مجال العلوم الإدارية، وتطوير مناهجها.
- إجراء البحوث والدراسات والمسوح الميدانية، ووضع الخطط والبرامج، وإبرام الاتفاقيات مع الدول المعنية لتطوير التنظيم والإدارة.
- تشكيل مجالس ولجان لدراسة مشاكل إدارية معينة خاصة في مجالات القانون الإداري، والإدارة العامة أو الممارسات الإدارية.
- إنشاء اقسام وطنية مرتبطة بالمعهد بهدف الارتقاء بالإدارة العامة فناً وعلماً، ولتحقيق المساهمة في الدراسات الإدارية المقارنة.
- إنشاء أقسام دولية مرتبطة بالمعهد بهدف الارتقاء بالإدارة الدولية والدراسات الإدارية الدولية المقارنة.
- إصدار البحوث والدراسات العلمية في مجال العلوم الإدارية وإصدار المجلة الدولية للعلوم الإدارية بشكل دوري كل ثلاثة اشهر.
وينبثق عن المعهد جمعيتان متخصصتان هما الجمعية الدولية لمدارس ومعاهد الإدارة، والمجموعة الأوروبية للإدارة العامة، حيث تعملان مع المعهد لتحقيق أهدافه ويقدم المعهد الاستشارة والمشورة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى مثل البنك الدولي، واليونسكو، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، ومنظمة العمل الدولية وغيرها.
قضايا التنمية الإدارية
* إلى أي مدى تستفيد منطقة الشرق الأوسط من خبرات ومشورة المعهد الدولي في معالجة كافة قضايا التنمية الإدارية ومشكلات الأداء التي تواجه الوحدات والدوائر الحكومية ووضع الإطار المنهجي والعملي لحلها؟
- ذكرت ضمناً في إجابتي على السؤال السابق أن من الوسائل التي يسعى المعهد الدولي للعلوم الإدارية لتحقيق أهدافه من خلالها إجراء دراسات يمكن أن تؤدي إلى تحسين العمل الإداري وتقديم مساعدات فنية في هذا المجال، إضافة إلى العمل على تبادل الخبرات ووجهات النظر عن طريق المؤتمرات الدولية والندوات والحلقات والاتصال بالحكومات والجهات المختصة بهذا الشأن، حيث يتم في هذه المؤتمرات طرح تجارب الدول وقضاياها ومشاكلها الإدارية وأساليب تصديها لهذه القضايا والمشاكل، وكيف نجحت بعض الدول في تحقيق التطوير الإداري المنشود بينما أخفقت دول أخرى.. من هذا المنطلق تحتل قضايا التنمية الإدارية في دول المنطقة حيزا كبيرا من مناقشات ومداولات هذه المؤتمرات واللقاءات، كون هذه القضايا تتعلق بعمليات التطوير والتحديث التي تشهدها المنطقة فيما يخص النظم والاساليب الإدارية لمواكبة التطور التقني والمعرفي الذي يجتاح العالم.
متابعة القرارات والتوصيات
* تتعدد وتتنوع الاجتماعات التي يعقدها المعهد الدولي للعلوم الإدارية سواء للجنته التنفيذية أو مجلس الإدارة أو المؤتمرات الدولية.. وهذه الاجتماعات يصدر عنها عدد من القرارات المهمة حول تفعيل برامج التطوير والتنمية الإدارية في الدول الأعضاء فهل هناك متابعة من اللجنة التنفيذية لضمان تنفيذ مثل هذه القرارات الهامة؟
- مجلس الإدارة واللجنة التنفيذية هما جزء من الهيكل التنظيمي للمعهد وتتعلق اجتماعاتهما بإدارة المعهد ابتداء برسم السياسات العامة للمعهد وانتهاءً بالمتابعة والتقييم للبرامج والأنشطة.. ويتكون مجلس الإدارة من ممثلي الدول والأقسام الوطنية والدولية، والمنظمات ويعقد اجتماعاً كل سنتين. أما اللجنة التنفيذية فتتكون من رئيس المعهد ونوابه وعدد من الأعضاء والمدير العام للمعهد، وبالإضافة إلى دورها في اقتراح السياسات العامة للمعهد وإقرار الموازنات والحساب الختامي له تتولى اللجنة مسئولية الموافقة على مكان وزمان عقد المؤتمر السنوي وموضوعه الرئيس وموضوعاته الفرعية.
وتعقد اللجنة التنفيذية اجتماعين في العام.. أما المؤتمرات التي يعقدها المعهد فتمثل العمود الفقري لأنشطته حيث يعقد المعهد مؤتمراً كل سنة، حيث تخصص سنة لعقد المؤتمر الدولي المتخصص والذي يركز على تناول ودراسة ومعالجة موضوع حيوي خاص، وتخصص السنة التي تليها لعقد المؤتمر الدولي الإقليمي وذلك لدراسة ومعالجة موضوع هام يخص إقليماً بعينه من العالم، بينما تكون السنة الثالثة لعقد المؤتمر الرئيسي للمعهد وهو المؤتمر الدولي العام للعلوم الإدارية، ويشارك في جميع هذه المؤتمرات باحثون وأكاديميون وممارسون من جميع أنحاء العالم بهدف دراسة الموضوعات والمشكلات الإدارية التي تعاني منها الدول المختلفة وتقديم التوصيات والحلول بشأنها.
وعلاقة المعهد بهذه المؤتمرات لا تنتهي بانتهاء هذه المؤتمرات حيث يتولى المقرر العام للمؤتمر والمقررون المساعدون ومجموعات العمل المتخصصة متابعة ما انتهى إليه المؤتمر من نتائج وتوصيات، يتم صياغتها ووضعها في تقارير يتولى المعهد طباعتها ونشرها وتوزيعها على أعضائه كما يتم نشر بعض أبحاث ودراسات هذه المؤتمرات عن طريق المعهد كذلك.
العضوية في المعهد الدولي
* ما هي طبيعة العلاقة بين معهد الإدارة العامة والمعهد الدولي للعلوم الإدارية؟
- ترجع هذه العلاقة تحديداً إلى عام 1969م (1389هـ) حين انضم معهد الإدارة العامة لعضوية المعهد الدولي للعلوم الإدارية واشترك في مؤتمر المائدة المستديرة الذي عقد في الفترة من 23 - 28 يونيو 1969م بمدينة برشلونة، كما اشترك المعهد عام 1971م (1391هـ) في المؤتمر الدولي الخامس عشر للعلوم الإدارية بروما الذي اقامه المعهد الدولي في الفترة من 6 إلى 11 سبتمبر 1971م.
ومنذ ذلك الوقت ومعهد الإدارة العامة يسهم بفاعلية في نشاطات المعهد الدولي ويشارك في اجتماعات اللجنة التنفيذية ومجلس الإدارة بصفة مستمرة، كما يشارك في اجتماعات مجلس إدارة الجمعية الدولية لمدارس ومعاهد الإدارة والاجتماع السنوي للجمعية الدولية للتوثيق والمعلومات في الإدارة العامة.
أما مشاركة معهد الإدارة العامة في المعهد الدولي للعلوم الإدارية كعضو هيئة علمية فقد تطورت هذه العضوية إلى عضو دولة، وأصبحت المملكة العربية السعودية ممثلة في معهد الإدارة العامة عضو دولة في المعهد الدولي عام 1986م، وبعد أن أنشئت الأقسام الوطنية في المعهد الدولي في العام نفسه أصبحت المملكة عضواً كقسم وطني في المعهد، بالإضافة إلى أن معهد الإدارة العامة عضو فاعل في الجمعية الدولية لمعاهد ومدارس الإدارة منذ عام 1969م وعضو في الجمعية الدولية للمعلومات والتوثيق في الإدارة العامة منذ عام 1986م، والتي توقف نشاطها أخيراً وأصبحت جزءاً من النشاط الداخلي للمعهد.
تمويل أنشطة المعهد
*لا شك أن قضية التمويل المالي تُمثِّل لكثير من المنظمات الدولية هاجساً يقف أمام نجاح كثير من أجهزتها في تحقيق أهدافها.. فكيف يتم تمويل برامج وأنشطة المعهد الدولي بما يمكِّنه من الاستمرار في أداء دوره، وهل هذا التمويل قاصر فقط على الدول الأعضاء أم أن هناك ترتيبات معينة؟
- لا يختلف المعهد الدولي للعلوم الإدارية في تمويله عن المنظمات الدولية الأخرى حيث يتم تدبير الموارد المالية لتمويل أنشطة وبرامج المعهد من خلال رسوم العضوية السنوية، ومن إيرادات بيع المؤلفات والبحوث التي يصدرها، والخدمات الاستشارية التي يقدمها، ورسوم المؤتمرات التي يعقدها، ولا شك أن المعهد يعاني حالياً من قصور في موارده المالية بسبب عدم وفاء بعض الدول بالالتزام بدفع الرسوم المترتبة عليها.. بيد أن المعهد يعمل على زيادة موارده من المصادر الأخرى.
نحو جودة حكومية
* قمتم مؤخراً بافتتاح أعمال المؤتمر الدولي الثاني للعلوم الإدارية الذي عقد في مدينة نيودلهي وطرح فيه عدد من القضايا الهامة، كما ترأستم اجتماع اللجنة التنفيذية للمعهد الدولي للعلوم الإدارية الذي عقد على هامش الاجتماع... فما هو أبرز ما تم طرحه من مناقشات خلال هذه الاجتماعات؟
- عقد المؤتمر الدولي الثاني للعلوم الإدارية في مدينة نيودلهي بالهند خلال الفترة من 28 شعبان وحتى 4 رمضان 1423هـ تحت عنوان (نحو جودة حكومية من أجل نماء وتطوير مستمر)، وشارك فيه نخبة من المختصين في علوم الإدارة العامة من شتى أنحاء العالم، وقد قمت بافتتاح فعاليات هذا المؤتمر نيابة عن رئيس المعهد الدولي معالي الأستاذ جين ماري اتنغانا ميبارا، كما ترأست اجتماع اللجنة التنفيذية الذي عقد على هامش المؤتمر، وذلك بحكم منصبي كنائب للرئيس الذي أنابني لرئاسة الاجتماع لعدم سماح ظروفه العملية بالحضور خلال تلك الفترة.
ولقد حققت اجتماعات المؤتمر تنوعاً وعمقاً من خلال مداولات ومناقشات المندوبين المشاركين، إضافة إلى أبرز الباحثين والممارسين والمتخصصين في علوم الإدارة العامة الذين عرضوا أكثر من 150 بحثاً ودراسة متخصصة من مختلف أنحاء العالم.
وأنتهز هذه المناسبة لأعرب عن فخري واعتزازي بالدور السعودي في المؤتمر ومشاركة بعض الباحثين السعوديين في طرح ومناقشة قضايا إدارية ذات مساس مباشر بواقع الممارسات الإدارية في مجتمعات عصر المعلومات مثل التنمية المستدامة وتطوير وتوظيف القوى العاملة وكفاءة وشفافية ومسئولية الإدارة.
طبعة عربية للمجلة الدولية
* تصدر عن المعهد المجلة الدولية للعلوم الإدارية كل ثلاثة أشهر.. فما هي أبرز القضايا التي تتناولها هذه المجلة، وما اللغات التي تصدر بها، وما هو نطاق توزيعها؟
- تركز المجلة الدولية للعلوم الإدارية التي يصدرها المعهد على دراسات الإدارة العامة المقارنة وقضايا التنمية الإدارية في العالم كما تخصص بعض الأعداد لأبحاث ودراسات تناولت موضوعاً معيناً تم عرضها ومناقشتها في أحد المؤتمرات السنوية للمعهد.. وكانت المجلة تصدر باللغتين الإنجليزية والفرنسية، ثم أضيفت اللغة العربية مؤخراً، حيث يتولى إصدار الطبعة العربية من هذه المجلة معهد التنمية الإدارية بدولة الإمارات العربية المتحدة بموجب عقد مبرم بينه وبين المعهد الدولي للعلوم الإدارية في مطلع عام 1996م، وذلك من خلال ترجمة النص الإنجليزي لبعض الأعمال التي تنشرها ترجمة موضوعية وشاملة.
والمجلة توزع على نطاق واسع عالمياً يساعد في تحقيق ذلك كونها تصدر باللغات الثلاث المذكورة، وتتولى مؤسسة سيج العالمية هذه المهمة، كما أنها تتعاون مع مجلات مماثلة لزيادة حجم التوزيع.
تأصيل التجارب الإدارية
* كيف يمكن تفعيل دور المملكة ودول الشرق الأوسط في دعم نشاطات المعهد الدولي والإسهام في وضع حلول لقضايا ومشاكل التنمية الإدارية في المنطقة؟
- تمثل عملية تفعيل دور المملكة في دعم نشاطات المعهد الدولي هاجساً ملحاً بالنسبة لي، كوني أولاً معنياً بالشأن الإداري وممارساً له ومعايشاً لقضاياه وهمومه كنائب لمدير عام معهد الإدارة العامة، وكوني ثانياً نائباً لرئيس المعهد الدولي للعلوم الإدارية عن منطقة الشرق الأوسط وهذا بحد ذاته يثقل كاهلي بآمال وتطلعات وطموحات أتمنى أن أراها مطبقة على أرض الواقع ولعل أبرز ما يشغلني لتفعيل هذه الأدوار هو تأصيل التجارب الإدارية في المنطقة على مستوى العالم أسوة بمثيلاتها في مناطق ودول مختلفة نظراً لما مرَّت به المنظمات والمؤسسات الإدارية في منطقة الشرق الأوسط من تجارب إدارية واقتصادية جديرة بالدراسة والتحليل، وجعلها متاحة أمام الدول الأخرى للاستفادة منها، أيضاً ولكون منطقة الشرق الأوسط رغم ما تضمه من كفاءات وطاقات وكثافة سكانية عالية ورغم ما تم من خطوات إصلاحية لا تزال ترزح تحت عدد من مشاكل التنمية الإدارية المزمنة والتي تحتاج إلى تكاتف جميع الأطراف المعنية لتضع لها حلولاً جذرية بما يمكِّن من تحقيق رفاهية وتنمية هذه المنطقة أسوة بغيرها من المناطق.
وقد استضاف عدد من الدول العربية خلال الأعوام الأخيرة مؤتمرات المعهد، حيث عقد المؤتمر الدولي للعلوم الإدارية في كل من المملكة المغربية والمملكة الأردنية ودولة الإمارات العربية المتحدة.. كما أن معالي الدكتور محمد الطويل (مدير عام معهد الإدارة العامة سابقاً) تقلَّد رئاسة المعهد لمدة ثلاث سنوات خلال الفترة من 1986م - 1989م استطاع خلالها تفعيل الدور العربي في المعهد وجعله حاضراً ومؤثراً في سياسات وقرارات المعهد.
وللمملكة دور هام وفاعل في دعم نشاطات المعهد والمشاركة فيها إذا ما قورن هذا الدور بدول المنطقة الأخرى.. فالمملكة تشارك في جميع مؤتمرات المعهد السنوية من خلال تقديم عدد لا بأس به من الباحثين بحوثاً ودراسات تتناول واقع الإدارة في المملكة بإيجابياتها وسلبياتها لاطلاع الآخرين على تجاربنا الخاصة والاستفادة من مداخلاتهم ومناقشاتهم في هذا الصدد والاستفادة من تجاربهم كذلك.. كما شارك عدد من الزملاء خلال الأعوام السابقة كمقررين ورؤساء جلسات في عدد من المؤتمرات.
مشاركة فاعلة
* أُعيد انتخاب سعادتكم نائباً لرئيس المعهد الدولي للعلوم الإدارية عن منطقة الشرق الأوسط خلال المؤتمر العام الخامس والعشرين للمعهد الدولي للعلوم الإدارية الذي عُقد في العاصمة اليونانية أثينا في الفترة من 18 إلى 22 ربيع الآخر 1422هـ التي توافق من 9 إلى 13 يوليو 2001م ما الذي تعنيه إعادة الانتخاب بالنسبة لكم؟
- أستطيع القول إن إعادة انتخابي لفترة ثانية هي تثمين للمكانة الدولية التي تحتلها المملكة العربية السعودية ودورها الذي لا يقف عند حد في دعم المنظمات الدولية، كما أنها في الوقت ذاته تقدير من المعهد الدولي للعلوم الإدارية ومؤتمره العام لمعهد الإدارة العامة ولدوره الرائد في تحقيق التنمية الإدارية على المستوى المحلي والعربي والإسهام في تحقيقها على المستوى العالمي، وهي أدوار تتسق مع عراقة معهد الإدارة العامة وانضمامه المبكر لعضوية المعهد الدولي للعلوم الإدارية الذي يرجع لأكثر من 35 عاماً ومشاركته الفاعلة طوال هذه الفترة الزمنية الطويلة في صنع كثير من القرارات والتوصيات، ووضع عديد من الحلول لمشاكل إدارية وتنموية كانت تطرح للحوار والنقاش خلال الاجتماعات والمؤتمرات.
الهيكل التنظيمي
* لا شك أن المعهد الدولي للعلوم الإدارية بمسئولياته الكبيرة وحجم نشاطه الواسع ودوره المميز على الساحة العالمية يجعلنا نتساءل عما يضمه من منظمات فرعية دولية وعن الهيكل التنظيمي له وأجهزته المعاونة؟
- إضافة إلى الجمعية العمومية للمعهد والتي تمثل أعضاء المعهد من دول ومنظمات وافراد يتكون الهيكل التنظيمي للمعهد من: مجلس الإدارة، وهو السلطة العليا والجهاز التشريعي للمعهد الدولي والمنظمات الدولية المتفرعة منه، واللجنة التنفيذية التي تعتبر الجهاز التنفيذي للمعهد وتضم الرئيس والرئيس المتقاعد ونواب الرئيس ورؤساء اللجان ورؤساء المنظمات المتفرعة، والمجلس الاستشاري للبحوث، وهو الجهاز الذي يقدم الآراء والاقتراحات للجنة التنفيذية بخصوص الموضوع العام والموضوعات الفرعية للاجتماعات الرئيسية، كالمؤتمر الدولي العام، والمؤتمر الدولي المتخصص، والمؤتمر الدولي الإقليمي وكذلك التنسيق وتقييم الأنشطة العلمية للمنظمات الفرعية، ثم الإدارة العامة للمعهد والتي تشكل الجهاز الإداري للمعهد، ويرأسها المدير العام الذي يعينه مجلس إدارة المعهد بعد توصية اللجنة التنفيذية.. أما منظمات المعهد الفرعية حالياً فهي الجمعية الدولية لمدارس ومعاهد الإدارة وتعد ركناً أساسياً في المعهد الدولي للعلوم الإدارية، وتسعى إلى الارتقاء بأساليب وطرق التدريس في مجال الإدارة، وتطوير المناهج بما يتفق وروح العصر واحتياجاته.. ثم المجموعة الأوروبية للإدارة العامة والتي تقدم عوناً لا يُستهان به للمعهد في المجالات البحثية والأكاديمية وبهذه المناسبة أود أن أنوه بأن العمل في مجلس الإدارة أو اللجنة التنفيذية يتم في أجواء مفعمة بالإحساس بالمسئولية المشتركة وأهمية التعاون والتعاضد وتبادل الخبرة والمشورة على كل المستويات من أجل تحقيق الاهداف التي يسعى المعهد لتحقيقها.