في مثل هذا اليوم من عام 1982 بدأت ميلشيات الكتائب اللبنانية مذبحة ضد اللاجئين الفلسطينيين بعد ساعات من اقتحام القوات الإسرائيلية لغرب بيروت.
تعتبر مجزرة صبرا وشاتيلا وهما اثنان من اثني عشر مخيما فلسطينيا في لبنان التي اقترفت في أيام 16 و17 و18 من أبشع المجازر الجماعية التي نفذت ضد الشعب الفلسطيني، ورغم أن منفذيها كانوا من قوات الكتائب اللبنانية العميلة، إلا أن مخططيها ومصمميها والمشرفين عليها كانوا قادة جيش الاحتلال (الإسرائيلي) آنذاك وعلى رأسهم أريل شارون الذي شغل منصب وزير الدفاع (الإسرائيلي)، ورفائيل ايتان الذي شغل منصب رئيس أركان الجيش (الإسرائيلي.
ففي أوج الحرب (الإسرائيلية) - الكتائبية ضد الفلسطينيين والحركة الوطنية اللبنانية قامت قوات الكتائب التي قدر عددها بـ12 مسلحا باقتحام المخيمين حيث قاموا بالتنكيل بسكانهما وذبح عدد كبير من أهل المخيمات من نساء وأطفال وشيوخ، أما بالنسبة للشهداء الذين ذبحوا ذبحا وقتلا بالرصاص فقد تفاوتت أعدادهم مع تفاوت واختلاف المصادر، فبينما تحدثت بعض المصادر عن استشهاد 3000-3500 بين طفل وامرأة وشيخ ورجل وشاب، تحدثت مصادر فلسطينية عن استشهاد أكثر من اثني عشر ألف فلسطيني.
وفي فبراير 1983م، أوردت لجنة التحقيق الإسرائيلية المكلفة بالتحقيق في الأحداث التي وقعت في مخيمي صبرا وشاتيلا، وهي لجنة مستقلة تتألف من ثلاثة أعضاء وتعرف باسم (لجنة كاهان) - أوردت اسم وزير الدفاع الإسرائيلي السابق أرييل شارون في نتائج تحقيقها باعتباره أحد الأفراد الذين (يتحملون مسؤولية شخصية) عن مجزرة صبرا وشاتيلا.
وتناول تقرير لجنة كاهان بالتفصيل الدور المباشر الذي قام به وزير الدفاع السابق أرييل شارون في السماح لأفراد ميليشيا الكتائب بدخول مخيمي صبرا وشاتيلا، فقد شهد الجنرال رفائيل إيتان، رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي آنذاك، على سبيل المثال، بأن دخول ميليشيا الكتائب المخيمين تم بناءً على اتفاق بينه وبين وزير الدفاع السابق أرييل شارون.
وفي وقت لاحق توجه شارون إلى المقر الرئيسي لميليشيا الكتائب حيث التقى بعدة أشخاص، من بينهم بعض قادة الكتائب.
وأصدر مكتب وزير الدفاع السابق أرييل شارون وثيقة تتضمن (تلخيص وزير الدفاع لأحداث الخامس عشر من سبتمبر 1982)، جاءت فيها عبارة تقول: (لتنفيذ عملية المخيمين يجب إرسال ميليشيا الكتائب)، كما ذكرت هذه الوثيقة أن (قوات الدفاع الإسرائيلي سوف تتولى قيادة القوات في المنطقة).
|