في مثل هذا اليوم من عام 1997م سقطت سادس طائرة أمريكية من طراز إف 17 تابعة للبحرية الأمريكية. والجدير بالذكر أنه منذ بداية معركة بريطانيا عام 1941م، فقدت الطائرات كأساطيل جوية خاصيِّة المفاجأة ذلك أن اختراع الرادار جعل من الطائرات المقاتلة هدفاً مرئياً للدفاعات الجوية المعادية. وهكذا، ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، عكف العلماء في الشرق والغرب على هذا الأمر لإيجاد طريقة لإخفاء الطائرات عن أعين الرادارات. وعلى هذا الأساس ظهرت الطائرة الشبح الأحدث في الأسطول الجوي الأمريكي. ففي عام 1987م، أُعلن رسمياً في الولايات المتحدة الأمريكية عن نجاح الاختبارات النهائية التي قامت بها شركة (نورثروب) في هذا المجال. وقد تطلب الحصول على تقنيات المواربة والتخفي جهود سبع من كبريات الشركات الأمريكية العاملة في ميدان الصناعة الجوية - الفضائية، وهي: لوكهيد، نورثروب، بوينج، ماكدونال دوجلاس، جنرال دينامكس، جرومان، روكويل إنترناشونال. وقد لزم هذا الأمر بحوثاً متصلة وجهوداً كبيرة على امتداد ثلاثة عشر عاماً ومليارات من الدولارات.
إن الثورة التقنية التي بدأت منذ العشرينيات من هذا القرن، وبالذات التقدم السريع الذي شهدته العلوم الإلكترونية، انعكس تطوراً هائلاً في وسائل المراقبة والكشف والاستطلاع. وهذا، بالتالي، أثر سلباً على مرونة وحركية الأساطيل الجوية. وبالرغم من تطور تقنيات التشويش الإلكتروني وتقنيات التشويش الإلكتروني المضاد، إلا أن احتمالات القيام بضربات جوية حاسمة وعلى نطاق واسع باتت منخفضة للغاية. وهنا ظهرت ضرورة تطوير تقنيات جديدة تسمح للطائرات المقاتلة بالاختفاء عن أعين الرادارات وشبكات الدفاع الجوي المعادية. وقد أطلق تعبير تقنيات التخفي والمواربة على هذه التقنيات المطلوبة.
|