سعادة المدير من المؤمنين بجدوى تكرار الاجتماعات مع الموظفين، حتى وإن كان موضوع البحث والنقاش سطحياًالا انه قبل رمضان تكون هناك على طاولة الاجتماع فناجين الشاي والقهوة وعبوات من المياه الصحية يفوق عددها عدد المجتمعين بكثير حتى ليخيل للمشاهد أن الاجتماع يعقد فوق رمال الربع الخالي الساعة الواحد ظهراً في أحد أيام الصيف الحارة ، وفي هذه الوسائل ما يشجع على الاستماع لطرح سعادته على أضعف الأحوال.
أما مع دخول رمضان فإن طاولة الاجتماع ملساء تلمع لا تشاهد عليها الا انعكاس صور وجوه المجتمعين التي كلما دققوا فيها زادت كآبتهم وانقباضهم فالوقت ظهراً في رمضان لا يشجع على الاندماج ببحث أي مسألةادارية تكرر بحثها، وهنا يلجأ سعادته لاستحثاث الزملاء بأن أتى بمقدمة ومدخل للحديث تضمنت تشبيهات وأمثلة وحكماً تدور حول حمرة التوت وتكور اللقيمات وتثليث السمبوسة وحلاوة السكري وهكذا من المشهيات لطرد السأم، غير أن زميلاً في آخر الطاولة لم يحرك لعابه كل عام من المرغبات، فانتبه سعادته لحيلة أخرى لاستثارته بأن استذكر الأرجيله والجراك المشكل والسيجارة مع كاس شاي خاثر، فاعتدل ذاك الموظف ورفع رأسه عن راحة يده وأخذ يستمع للنقاش لكن عينه على ساحة الحائط!! لو كنت مديراً لقننت الاجتماعات، ولجعلتها مؤجلة في رمضان، ولقررت أن لا اجتماع الا لأمر يستحق الاحاطة به.
|