* الرياض - حازم الشرقاوي:
رصدت المصارف السعودية هذا العام 2004م أكثر من (150) مليون ريال للمساهمة في العمل الإنساني والاجتماعي والخيري وذلك بنسبة زيادة تقدّر بأكثر من (30%) عن العام الماضي 2003م.
ويأتي هذا الدعم انسجاماً مع توجهات الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني في تأصيل قيم العمل التكافلي انطلاقاً من عقيدتنا الإسلامية. وتعد هذه البنوك أن العمل الاجتماعي هو نشاط مكمل لرسالتها من خلال لعب دور اجتماعي يتيح لها التواصل مع المجتمع وتلمس احتياجاته.
وتنتهج هذه البنوك والمصارف وسائل عدة لتقديم هذا الدعم إلى مستحقيه من خلال أكثر من (279) جمعية خيرية واجتماعية بالمملكة وتبتكر العديد من الأساليب والأفكار للمشاركة في أعمال البر.
وفي هذا التقرير نرصد جانباً من دور هذه المصارف كأحد الروافد الاقتصادية المهمة في القطاع الخاص في دعم العمل الخيري.
المصارف والعمل الإنساني:
إن مساهمة المصارف السعودية في الأعمال الخيرية عبر دعم الجمعيات الخيرية يأتي في حرص هذه البنوك في العمل الإنساني ودورها في المساهمة في بناء المجتمع السعودي وأن تخصيص المصارف السعودية مبالغ كبيرة لدعم الجمعيات الخيرية يعكس هذه البادرة الإنسانية لدى البنوك السعودية والقطاع الخاص بشكل عام. وأن إجمالي التبرعات للجمعيات والمؤسسات الخيرية خلال العام الماضي بلغ حوالي (1.3) مليار ريال، وأن مساهمة البنوك العشرة هي مساهمة كبيرة عند مقارنتها بعدد المنشآت بالقطاع الخاص الذي تقدّر بحوالي (490) ألف منشأة بالمملكة، وعدد الجمعيات الخيرية المسجلة لدى وزارة الشؤون الاجتماعية تبلغ حوالي (279) جمعية ومؤسسة خيرية وأن هناك آلية لمراقبة عمل الجمعيات مالياً لتعمل على مساعدة المحتاجين عبر التبرعات التي تصل إليها سواء زكاة أو صدقات أو غيرها من الدعم الإنساني.
وأن هناك تنامي في العمل الخيري بالمملكة وهذا يعكس التكافل والترابط في المجتمع السعودي، وأن المؤسسات والجمعيات الخيرية لديها برامج للتأهيل الدراسي لأفراد الأسر المحتاجة، ولديها التجارب العديدة في هذا المجال.
الصناديق الاستثمارية الإسلامية
إن الصندوق الاستثماري الإسلامي الذي يعدّ من البنوك السعودية هو إحدى الوسائل المطروحة كخدمة اجتماعية ذات هدف خيري يخدم جميع شرائح المجتمع والعملاء المستثمرين والراغبين في تقديم صدقاتهم الجارية، كما يعد من فئة الصناديق المفتوحة قصيرة الأجل وقليلة المخاطر ويستثمر اشتراكات المساهمين به في صفقات المرابحة المجازة شرعاً بصفة مستمرة، حيث يقوم الصندوق بتوزيع الأرباح الناجمة عن صفقات المرابحة بصفة شهرية على الجمعيات والهيئات الخيرية المسجلة رسمياً في المملكة.
وقد حاز الصندوق منذ طرحه على قبول ورغبة عدد كبير من المستثمرين لدى البنك، كما حاز على التقدير والتشجيع من قبل المسؤولين لدى الجمعيات الخيرية بالمملكة.
أوجه دعم البنوك السعودية:
إن تعدد أوجه الدعم التي تقدمها المصارف، منها الدعم المادي المباشر بمخصصات سنوية أو متقطعة أو حسب الطلب والدعم العيني من خلال عدد من البرامج وذلك دعماً لمشروعاتها الإنسانية التي يستفيد منها ومن أبرز هذه المشروعات التي تقدمها البنوك دعم الشباب بجانب دعم الجهات التعليمية كالجامعات ودعم القطاع الصحي ودعم إسكان الأسر المحتاجة والتبرعات المباشرة للأفراد والأسر ذوي الحاجة والمساعدات المباشرة لعلاج بعض المحتاجين ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة ودعم جمعيات الهلال الأحمر ودعم مناسبات الزواج الجماعي وتمويل بعض الأسر بمستلزمات الإنتاج ودعم الأنشطة التوعوية وبرامج التدريب الصيفي للطلاب وبرامج تدريب الخريجين وتأهيلهم بالمهارات اللازمة لدخول سوق العمل.
|