حين يواجه الموظفون قرارات بدء الشروع والأخذ بأساليب التطوير وإعادة هيكلة كوادر المؤسسة ، فغالبا ما يريدون معرفة ما سيحدث لهم بسببها ، وبعدما يتم تطبيق بنودها ، والسبب وجيه وهو أن التغيير يعتمد أساساً على تحديثات معلوماتية وتقنية مصحوبة بأساليب عمل متطورة ، قد لا يعرفها بعض الموظفين من سابق خبرتهم ، رغم كل ما كسبوه من خلال سنوات طويلة قضيت في العمل ، وبدت معرفتها الوظيفية وكأنها قديمة الإبداع والإنتاج ، خاصة عند مقارنتها بما يطرح من تحديث معلوماتي في مجالات الصناعة أو الزراعة أو الخدمات ، فيقابل المترددون القرارات بشيء من التباطؤ بهدف إخفاء المستوى المعلوماتي التقليدي لهم ، الذي لا يواكب التطور الحاصل في أساليب هيكلة التركيبات والتنظيمات المهنية والمنهجية للألفية الثالثة ، فالتغيير سوف يستفيد منه أولئك القابلون له والمتحمسون إليه ، وهو ما سوف ينعكس عليهم في وقت لاحقا عندما يزدادون فهما وإدراكا لقرارات تحسين مستويات الأداء والكفاءة القادمة ، وان كان ينقص على بقية وبعض منهم فهم ما يحيط بهم من خطوات تحديث معلوماتي ورفع معدلات كفاءاتهم المهنية ، فمن النادر أن يخرج جميع الموظفين في معظم المؤسسات الاقتصادية سعداء من عمليات التغيير فقد يفقد الكثير منهم وظائفهم نتيجة له ، أو على الأقل يفقدون كثيرا من الامتيازات التي كانت تمنح لهم ، فركيزة التغيير الناجح في أي موقع جغرافي ربما تتطلب مساهمة فعالة في إنجاز جماعي يحقق خلاله التفوق على المنافس النظير.
وسواء كان هناك من سيخسر وتتراجع مكانته الوظيفية بسبب التغيير أو من سيكسب وسيرتقي خلاله ، فإن الحل الأمثل يبقى في استخدام أساليب التمويه وعدم إفشاء أخبار التغير والتخطيط له لعامة الموظفين إلا بعد أن يتم فعلا تنفيذ ما خططت له الإدارات العليا في المؤسسات الاقتصادية ، كما ان الاحتواء بالمشاركة وإقناع الموظفين المترددين بتبني طرق التغير العملي وإعادة الهياكل الإدارية والمنهجية في المؤسسة سوف يدفعهم للوصول إلى أعلى الدرجات الوظيفية ، وكل ما عليهم ان يفعلوه هو المشاركة الفعلية بدلا من ان يتحدثوا إلى خاسرين غير قادرين على متابعة أساليب التقدم والتطوير العصري ، وأولئك الذين تبادر المؤسسة بفصلهم من العمل وشغر مناصبهم بكوادر اكثر مرونة وإبداعا.
ونرى ان التغيير في أي قطاع اقتصادي محلي يجب أن يكون مقبولا وعمليا بحيث يحقق التوازن بين الاتجاهات التقليدية والحديثة وبين العادات والقيم القائمة المتأصلة في المجتمع السعودي .. والتغيير عملية صعبة تحتاج إلى وقت لأن معظم الموظفين سواء في القطاع الخاص أو القطاع العام يختلفون في طباعهم وفي مستويات ثقافاتهم وقدراتهم العملية والعلمية ، ويمكن القبول بالتغيير الجزئي المرحلي المدروس مع النظر إليه كمرحلة أولى ومؤشر جيد على الرغبة العامة في التغيير.
|