وعد بحلول عاجلة للمشاكل البلدية.. وأنها مقبلة على غربلة
رئيس بلدية حائل يكشف أسباب قصور النظافة وتأخر مشروع الصرف الصحي

* حائل - عبدالعزيز العيادة:
اعترف رئيس بلدية منطقة حائل الدكتور عبدالعزيز بن يوسف العمار بقصور خدمات النظافة حاليا بحائل، وأكد ل(الجزيرة) خلال الحوار الذي أجريناه معه أن شركة متخصصة سوف تقوم على نظافة جزء من مدينة حائل في القريب العاجل، كما اعترف بأن مشروع الصرف الصحي بحائل تأخر كثيرا ولا يغطي إلا جزءا بسيطا من مدينة حائل، ولكنه أكد أن المشروع أوشك على الانتهاء حاليا وهو في مراحله النهائية، وألمح إلى ميزانية الدولة القادمة في إشارة إلى حاجة البلدية للوظائف والكوادر الداعمة للتطوير، مؤكدا أن البلدية مقبلة على غربلة إدارية إلى الأفضل.. وشكك العمار بصلاحية شبكة المياه وهي من نوع الاستبوس، مؤكدا أنه يجرى حاليا استبدالها بأنابيب حديثة.
كما تحدث عن العديد من الجوانب المهمة ضمن الخدمات البلدية بحائل، وإليكم تفاصيل الحوار:
* بعد تكليفكم رئيسا لبلدية منطقة حائل ازدادت آمال المواطنين في إحداث نقلة نوعية في خدمات البلدية بالمنطقة.. بماذا شرعتم من أجل تحقيق هذا الهدف؟
- الهم الوطني لا يتوقف عند مكان أو في زمان؛ فنحن جنود مجندة لخدمة الدين والوطن والمليك، ومجيئي لحائل امتداد لعطاءات وخدمات سابقة، ودوري ازداد ضخامة كوني الآن مسؤولا عن خدمات منطقة رئيسية.. الموضوع في جملته كإجابة على سؤالك أنني أعتز بآمال المواطنين، راجيا أن أكون عند حسن تطلعاتهم، لكنني لا أعدهم بالكلام بل أعاهدهم أنني سأعمل مع زملائي في البلدية، والعمل هو الكفيل لإرضاء المسؤولين والمواطنين على حد سواء.
نحن الآن مشغولون لإعادة هيكلة أجهزة بلديات المنطقة على ضوء المستجدات والمتغيرات؛ كون بلدية المنطقة سوف تتحول إلى أمانة، وسبع مجمعات قروية تحولت إلى بلديات؛ لذا فالقادم يحتاج إلى جهد جهيد وعمل دؤوب لنترجم خطط الدولة إلى واقع متطور راق.
* خلال جولاتكم المتعددة منذ مباشرة العمل بحائل، ماذا وجدتم وماذا ينقص الخدمات البلدية من واقع ما شاهدتموه حتى الآن؟
- حقيقةً، لم يهدأ لي بال حتى تعرفت على مقومات مدن وقرى المنطقة من خلال جولات سريعة.. لقد وجدت فيها رجالا كراما أوفياء، وهذا يكفي للاستناد عليه لتطور المنطقة.. ما أدهشني أنني وجدت كوكبة من المدن لا تُعرف على مستوى الوطن.. أين الإعلام من مدينة كالحائط والقاعد مثلا، فضلا عن بقعاء ثاني مدن المنطقة وبقية المدن الأخرى؟! نحن في البلديات نعتز أننا نخدم هذه المدن لكن طموحنا رفعها إلى مراتب عليا بحول الله لتلبي رغبات سكانها، وهذا ما يدفعنا ويحرص عليه صاحب السمو الملكي وزير الشؤون البلدية والقروية، ولما وجدناه من تشجيع من صاحب السمو الملكي أمير المنطقة وسمو نائبه.
نعم، مدن وقرى المنطقة تحتاج إلى الكثير من الخدمات والمشاريع التي نثق أنها في الطريق للتنفيذ بحول الله، ونعدكم أنكم ستسمعون الكثير منها بحول الله.
* في مجال النظافة في حائل.. هل هناك حلول عملية قادمة لإعادة المركز المتقدم الذي كانت حائل تحتله قبل أن تتراجع في السنوات الماضية؟
- نعترف أن النظافة خدمة (مفرطة الحساسية)؛ لأن أطرافها ليس الحماس والاجتهاد فقط، بل توافر الامكانات وقدرتها على ملاحقة نمو المدينة، وهذا ليس متوافرا لدينا؛ فإمكانياتنا نموها بطيء جدا يقابلها نمو هائل للمدينة. صحيح أن المواطنين لهم إسهاماتهم التي قلت عن السابق، لكن مشكلتنا في الامكانات وعدد العمالة.
لدينا إشكالات متراكمة تتمثل بتناقص العمالة، وقِدَم الآليات؛ لذا تجد أحياء كثيرة لا يخدمها سوى عامل أو اثنين.. المدينة نشطة تجاريا وسياحيا.. الناس يقدمون لها لسمعتها في النظافة.. على كل حال لدينا حلول.. نحن نفكر بإسناد النظافة إلى شركات متخصصة.. ونعمل في الوقت الراهن إلى إسناد جزء من المدينة لشركة متخصصة في مجال النظافة وسيتم بالقريب العاجل ان شاء الله. الهدف من ذلك أن تكون حائل من أنظف المدن إن شاء الله متطلعين إلى تعاون المواطنين كما عودونا للارتقاء بجميع ما تقدمه البلدية من خدمات بما فيها وأهمها النظافة.
* تفتقر حائل إلى اللمسات الجمالية المكثفة والمتقنة في طريقة تنفيذ بعض الخدمات البلدية في بعض الشوارع الرئيسية المهمة، وكذلك بعض الميادين.. ماذا تنوي البلدية فعله لتطوير هذا الجانب؟
- في الأساس مدينة حائل حباها الخالق سبحانه وتعالى موقعاً فريداً طيعاً للجمال وفنونه؛ فجبالها المحيطة وأوديتها الكثيرة وطبيعتها الخلابة هي في الأصل مكونات جمالية كان من الأسهل تقديم جهد بسيط لتشكيلها في خدمة المظهر العام وهو ما تأكد لي.. لقد عزمت أن أجتهد في مجال جماليات حائل والبحث لها عن أثواب جميلة تتزين بها في كل فترة.. لقد اكتشفت المستوى المتطور للذائقة الراقية التي يتمتع به الحائليون من خلال أشكال منازلهم وحرصهم على الجمال، وهذه مسؤولية كبيرة: كيف نُرضي هؤلاء؟ إذن علينا أن نركز على هذا الجانب.
يجب أن نصمم مجسمات راقية وهذه مكلفة جدا.. نرجو أن يتعاون معنا رجال الأعمال وأصحاب الشركات والبنوك لنحصل على الدعم والمساندة.. والأيام ستكشف لنا المزيد من الإنجازات في هذا المجال إن شاء الله.
* كيف وجدت مشروع الصرف الصحي بالمنطقة حاليا ومستوى التنفيذ، وكم هي نسبة إنجازه، وهل هناك تأخير، ومتى يرتاح المواطنون من الحفريات والأتربة التي حولت الشوارع المسفلتة إلى شوارع بدائية دون أن تصلها يد الإصلاح والصيانة من جديد؟
- سؤالك تأكيد على ما قلته عن طبيعة الناس هنا.. الحفريات همهم وقلقهم.. أعرف أن الصرف الصحي تأخر كثيرا عن حائل بحجمها وكثافة سكانها، وقد اُعتمد منذ سنوات تقارب الأربع وفي جزء بسيط من المدينة فكانت الحفريات التي هي بيئة المشروع بالتأكيد.. الناس يريدونها أن تُنجز بأسرع وقت.. المشروع برمته (الخطوط والمحطة) في مراحله النهائية جدا، وقريباً سيتم استلامه بالكامل إن شاء الله، لدينا مشاريع لصيانة شوارع حي المنتزه.. فليطمئن المواطنون.
* هل في مخطط التطوير الذي تعتزمون به بالبلدية الاستعانة بالخبرات الإدارية من خارج البلدية والمنطقة.. وهل هناك غربلة إدارية سوف تتم أم سيبقى الحال كما هو عليه سابقاً؟
- يجب أن ننتظر معطيات ميزانية الخير القادمة، فإذا تضمنت وظائف جديدة فحتما ستشغل بكوادر وطنية مؤهلة.. وتأكد أننا نبحث عما يفيد جهازنا في وضعه الجديد.. أما الغربلة فحتما ستحل استجابة للمتغيرات والمستجدات (أمانة.. مجلس بلدي.. بلديات فرعية.. الخ) والتطوير لن يتوقف.. فقط هي مسألة وقت؛ لأن المشاورات قائمة في هذا الصدد.
* شبكة المياه داخل أحياء حائل قديمة وربما بعضها تآكل وربما هناك تسربات تهدر المياه، هل هناك مشروع لاستبدالها، وماذا عن خدمات المياه للأحياء الجديدة؟
- نوافقك الرأي.. الأحياء القديمة تصلها المياه بواسطة شبكة من نوع الأستبوس الذي يشك في صلاحيته كناقل لمياه الشرب، فنحن ننفذ حاليا مشروع استبداله بأنابيب حديثة.. أما الأحياء الجديدة فلها دراسة متكاملة أعتقد أنها انتهت أو على وشك الانتهاء.. لقد أوقفنا تنفيذ الشبكات بواسطة الجهود الذاتية؛ لأن موضوع المياه بكامله انتقل إلى وزارة المياه والكهرباء وهي الأدرى بهذا الموضوع.
* سبع بلديات جديدة ماذا يعني هذا للمواطن.. هل سينعكس على تطور الخدمات البلدية أم هو مجرد تغيير اسم فقط.. أرجو شرح هذه النقطة بالذات؟
- رفع مستوى الخدمات البلدية في المدن الصغيرة والقرى هو بالضرورة مرتبط بأجهزتها الإدارية والفنية والمالية، ومدى قدرتها على التحرك السريع.. ولتطويرها يجرى حاليا تنفيذ عدة مراحل أولها تغيير الاسم، وهذا بالتأكيد له ارتياح نفسي لدى سكان تلك المدن، حيث ستراعى المراحل الفعلية في الميزانيات القادمة مثل اعتماد وظائف جديدة لزيادة المشاريع وتنوعها وفتح مكاتب خدمات في القرى الكبيرة.. وهكذا. ونحن نأمل افتتاح المزيد من البلديات والمجمعات القروية مستقبلا إن شاء الله.
* كيف وجدت مشروع البحيرات في حائل، وهل هناك تطوير لمستوى صيانتها وتحسين المناطق المحيطة بها أو إغلاقها، خصوصا بعد ظهور خطر بعض الأمراض مثل حمى الوادي المتصدع وغيرها، وكذلك شكوى المواطنين الذين يسكنون حولها من انتشار البعوض؟
- البحيرات الاصطناعية الثلاث في مدينة حائل زرتها ووقفت مع بعض مسؤولي البلدية عنها وتباحثنا الكثير من الأفكار حولها.. علما بأن بحيرة السمراء يستفاد منها بشكل جيد، حيث تعبأ من الآبار القريبة وبها نوافير وعليها سياج حديدي، وهي عنصر مهم في منتزه السمراء. أما بحيرة الخرشية فهي أيضا عنصر حيوي وهام جدا في منتزه الأمير سلطان ولها برنامج لمكافحة الحشرات مثل الرش وتشغيل نوافير.
أما بحيرة أجا بحي البادية فقد بدأنا الاهتمام بها من خلال استغلال الأرض المجاورة لموقع المشاتل المركزية بدلا من مشاتل القاعد (40 كم عن حائل).
* على الرغم من توجه المنطقة للسياحة إلا أن جهود البلدية - على الرغم مما تقدم في هذا المجال- مازالت دون المأمول، وغالباً ما تكتفي بمجرد تركيب إضاءات أو فرش بينما في مناطق أخرى تتولى بلدية المنطقة برامج سياحية أكثر تطورا وتقود العملية بشكل أفضل.. فهل لدى بلدية حائل العزم على تطوير جهودها مستقبلا في هذا الجانب؟
- استعداداتنا لصيف العام القادم بدأت من الآن.. سيكون محور برامجنا تجميل المدينة وتطوير المتنزهات واستكمال بعضها وإضافة الجديد منها.. فالقسم المختص يعد الآن خطة العمل، وهي بالفعل ستكون لصالح المدينة.. سيكون بحول الله صيف العام القادم مختلفا. هذا كل ما أود الحديث عنه في الوقت الحالي.
* الاستثمارات ببلدية حائل ألا تحتاج لمزيد من المرونة ومساعدة رجال الأعمال وتحفيزهم للإقبال عليها.. وماذا تقول لرجال الأعمال بهذا الخصوص؟
- أولى الخطوات التطويرية لهذا المجال الحيوي انه تم إسناد مهام تحصيل الإيرادات إلى متعهد، وقد بدأ العمل منذ شهر تقريبا، ولدينا بالتنسيق مع هذا المكتب خططا طموحة لزيادة فرص الاستثمار، وجارٍ هيكلة الإدارة المختصة ودعمها بالكوادر المؤهلة، نحن مهتمون بهذا الجانب لما له من دور فاعل وانعكاس إيجابي على المدينة وقاطنيها.