إيه... مريم...
كلَّما انتشر بساط اللَّيل في نهار العتمة...
كلَّما جئتِ بأنفاسِكِ النَّوريَّة تنفثين فيتطاير عن البساط الخيطُ الأسود...
حزامٌ شدَّ فانبلج ما بين نقطة بياض! ونقطة سواد...
والحرفُ يا مريمُ سلاح المجاهد في معركة الحقيقة...
والحرفُ يا مريمُ بلسم المريض في معترك الألم...
والحرفُ يا مريمُ يدٌ تربِّت على مهزوم، ولم يكن هزيمة تنسحب إلى الدَّرك!!
قلتِ لي: تعالي لنا بحروفكِ التي تخاطب ما في جوَّانياتنا...
ودعي المباشر للآخرين...
أنتِ رمزٌ بوصلة لآماد التَّأمل، والحلمُ، وكلّ الأوطان النقيَّة فكيف يقف بين البوصلة والمدن ظلُّ المُباشرِ...
يا مريمُ من يحملُ مؤونة الحلم، لا تتعثَّر به الأجنحة...
ويا مريمُ من يحمل عبء التَّأمل تنبسط له ساريات المراكب والبحر ممتدٌ لا تنفد منه الذَّرات كما لا يجهله المركب...، كما لا تتوِّهه الآماد...
أنصبُ بيني وبينكِ رايةً
وأبسط بيني وبينكِ جسراً...
لكنَّكِ وحدكِ من يمدُّ يديه ليرى سعة المساحة بين اليد والأخرى تلك التي صدري يمدُّها بحراً من الآماد كي تنمو فسائل الحلم، وتتخلَّق بذور النَّقاء...
يا مريمُ ها وإنِّي قد اقتعدت عند أريكة حلمكِ
يا مريمُ ها وإنِّي أقدِّم فوق الجسر قدميِّ...
يا مريمُ ها وإنِّي أرسم لكِ الحرف الذي تشائين ليكون لكِ الحلم الذي تتأمَّلين...
كم يا صغيرتي، يا كبيرتي، يا سيِّدتي، يا أنتِ سألتِني وتوقَّفتُ دون الإجابة...
لم يكن بين سؤالكِ وصمتي إلاَّ وشاية الماء... حين يكون الماءُ غسولَ الدَّرن، ومطهِّرِ الشَّجن...
معلَّقةٌ بين باب السُّؤال، وسراديب الإجابات ألفُ حيرة يا مريم...
لكنَّ الذي يتوضأ بالنُّور...
لن يخيب عندما يمتثل لصلاة الدُّعاء...
بيني وبينكِ يا مريمُ صلاة دعاء...
فهل أرضيتُ طموحك...، ومنحتكِ أمان الصِّدق الذي كنتِ تتردَّدين كلَّما وقفتِ بين الحرف والنُّور؟
|