* الجبيل - ظافر الدوسري:
تشكِّل مادة الرياضيات هاجساً نفسياً لدى الكثير من الطلاب، هل لكونها صعبة غير مهضومة؟ هل هي خيالية وبعيدة عن الواقع؟ لا بالطبع.. إذن ما الذي يجعل الكثير من طلابنا متأخرين في مستوياتهم؟.. يعود السبب كما يقول المختصون إلى أن أسباب التأخر الذي أصاب طلاب المدارس في المملكة في هذه المادة كونهم لا يربطون بين ما هو موجود في الكتب وما هو على أرض الواقع فيتلقى التلميذ معلومات كثيرة لا حصر لها ونجد أنها (مادة الرياضيات) مجردة في عمومها فلا بد من تطبيقها.
ومن هذا المنطلق ولتحقيق الهدف التطبيقي الذي يساير التطور التعليمي في العملية التدريسية خاصة في مادة الرياضيات حققت مدرسة طيبة الابتدائية بمجمع التحلية السكني بمحافظة الجبيل انجازاً يضاف الى انجازات إدارة المدرسة والمعلمين فيها حيث أنهت مؤخراً العمل في انشاء معمل لمادة الرياضيات ليكون جاهزاً لاستخدامه مع بداية العام الدراسي الحالي الجديد ليتمكن الطلاب من تطبيق هذه المادة على أرض الواقع ولعقد الدورات التنشيطية للمعلمين الجدد بالمحافظة في جو يسوده جو المادة، ولتسليط الضوء أكثر حول هذا المعمل وأهدافه والآمال المرجوة منه قامت (الجزيرة) بجولة فيه والتقت بالمختصين والمشرفين على هذا العمل.
معمل تطبيقي
في البداية تحدث مدير المدرسة الأستاذ أحمد العماري عن أهداف إنشاء معمل الرياضيات بمدرسة طيبة قائلاً: لتهيئة الجو الدراسي للتلاميذ وإخراجهم من الروتين السائد في أكثر المدارس في المملكة عمدنا إلى تدريس الرياضيات في جو يسوده المناخ التطبيقي الذي يتلاءم مع متطلبات المادة حيث إن الاستعداد النفسي والذهني سيكون مختلفاً تماماً عنه بالطرق التقليدية السابقة، كذلك تدريس الرياضيات بطريقة حديثة، ولعل من أهم أسباب التأخر الذي أصاب طلاب المدارس في المملكة كونهم لا يربطون بين ما هو موجود في الكتب وما هو على أرض الواقع، فيتلقى التلميذ معلومات كثيرة لا حصر لها ونجد أنها مجردة في عمومها لذلك عمدنا الى ايجاد معمل لمادة الرياضيات كونها مادة تطبيقية تعتمد على المحسوسات لا المجردات غالباً.
وتكمن أهمية المعمل في كونه يعرض المعلومة بشكل تدريجي محسوس وملموس بطرق حديثة بالاضافة الى أن هذا المعمل سيكون مهيأ لعقد الدورات التدريبية والدورات التنشيطية لمعلمي المادة على مدار العام، وأشار الأستاذ العماري الى أن الفضل يعود بعد الله إلى جهود الأستاذ ساير الجعيد الذي يملك حق الفكرة وتنفيذها، وهذا بلا شك سوف يعود بالنفع والفائدة الكبيرة على طلاب هذه المدرسة خصوصاً.
المعرض لا يقارن بالمعمل
بعد ذلك التقينا بالأستاذ ساير ساعد الجعيد خريج كلية المعلمين وصاحب فكرة هذا المعمل فقال إن هذا المعمل يختلف تماماً عن المعارض التي تقام لمادة الرياضيات إذ كثيراً ما نسمع بإقامة معارض لمادة الرياضيات والتي لا تحقق الفائدة الكبيرة لفهم الطالب وإنما يقتصر المعرض لمعرفة الشيء فقط ناهيك عن كونه وقتياً، ومن ثم تغلق أبوابه بينما المعمل شبه ثابت بالمدرسة يمارسه الطلاب ويطبقون المادة كما قلنا على أرض الواقع ويعيشون جو المادة، وسوف يخدم أكثر من 300 طالب بالمدرسة.
ورشة عمل رياضيات
وأضاف يقول إن المعمل هو عبارة عن ورشة عمل يمارس فيها الطالب مختلف المهارات الرياضية من تواجد الوسائل المعينة والمسهلة لفهم مادة الرياضيات كما انه عبارة عن بيئة يتعلم الطالب فيها الرياضيات من خلال اكتشاف المبادئ وتطبيق التجريدات الرياضية في مواقع عمله من خلال تمثيلها بأشياء ملموسة أو محسوسة ونماذج وأنشطة عملية مثل الألعاب.
وعن استخدام معمل الرياضيات عموماً قال إن الأنشطة المعملية تساعد في تحقيق الأهداف المعرفية والوجدانية وتساعد الطلاب على كيفية الاستقلال وتمكنهم من اكتشاف مبادئ ونماذج رياضية وممارسة أساليب القياس والتقريب والتقدير والتحويلات عن طريق الممارسة الفعلية والعملية.
ضعف مستويات الطلاب
وعن الطريقة التي جعلته يقوم بهذه الفكرة قال: بداية أن الأسباب التي دعته للقيام بانشاء هذا المعمل انه لاحظ ظاهرة ضعف الطلاب الشديد في مادة الرياضيات مما جعلني أسعى لطرح هذه الفكرة لكسر الروتين المعتاد في تدريس هذه المادة خاصة ان اللبنة الأولى في التعليم تعتمد على مادة الرياضيات في المرحلة الابتدائية فإذا لم يكن الأساس قوياً سوف يواجه الطلاب عقبات كبيرة في فهم الرياضيات المتطورة في المراحل ما بعد الابتدائية وهم غير ملامين في هذا الشأن إذا كنا نسير على الوتيرة العقيمة في تدريس هذه المادة كما هو في واقعنا حالياً، بالاضافة الى أنني شاهدت نتائج مذهلة حققها الأستاذان علي العامودي ورائد بخاري اللذان يدرِّسان في مدرسة الجاحظ بالطائف وعملت معهم لفترة في تطوير مستويات الطلاب عموماً وأردف يقول: كما أنني جعلت الطلاب المميزين يشاركونني الرأي في كيفية انشاء هذا المعمل، بعد ذلك قمت وتابعت العمل وواجهت صعوبات في جلب الادوات وترتيبها التي أخذت جل وقتي الى أن وصلنا لهذه المرحلة التي تنتظر التفعيل فقط.
وأضاف يقول: المعمل أُنشئ بوقفة جبارة من إدارة المدرسة التي شعرت بأهمية ودور المعمل في العملية التدريسية والنتائج المتوقعة بإذن الله لذا فإن هذا المعمل يجيَّر بحق وبجدارة باسم مدرسة طيبة الابتدائية كما لا أنسى هنا الدور الذي قامت به إدارة محطات تحلية المياه التي قدمت خدماتها منذ أول لبنة بدأناها في إنشاء المعمل وحتى الانتهاء منه وهذا بلا شك سيعود بالنفع على أبناء موظفي تحلية المياه خصوصاً.
تجاهل مكتب الإشراف
وعن مدى التعاون بينه وبين مكتب الاشراف بمحافظة الجبيل وهل تمَّ تكريمه عن هذا العمل قال: المسؤولون بمكتب الاشراف للأسف لم يحصل منهم أي تعاون أو دعم ولم يكن هناك أي تقبل لهذه الفكرة بالشكل المحفز سوى أن موقفهم كان في نطاق ضيق لا يكاد يذكر لأنهم لم يشعروا بأهمية المعمل وأهدافها المستقبلية المرجوة.
وأردف يقول: لم يتم أي تكريم سوى ورقة فاكس بسيطة كشكر لإدارة المدرسة على انشاء هذا المعمل.. لذا تقدمت متأسفاً بطلب نقل من هذا المكتب بسبب تجاهله للعمل والجهد الذي قمت به، وانني متأكد انه عندما أُنشئ مثل هذا المعمل في مكان آخر سيجد الاهتمام والتقدير بشكل يليق بأهمية وقيمة مثل هذه الانجازات والتي تجعلنا نتقدم حضارياً في طريقتنا التعليمية لأبنائنا.
معمل متنقل مستقبلياً
وعن آماله المستقبلية قال: سوف نقوم في الفترة القادمة بإذن الله بانشاء معمل لمادة الرياضيات متنقل وهو صورة مصغرة للمعمل الثابت، وهو يفيد المعلم في استخدامه في حال انشغال العمل، وهو عبارة عن سبورة به عجلات متحركة يمكن التنقل بها لأي فصل بالمدرسة وفيه أغلب الادوات الضرورية لتطبيق مادة الرياضيات بشكل حضاري، وناشد الأستاذ ساير بتفعيل هذا المعمل بشكل يساير التطور الحضاري في التعليم.
|