* الدمام - خالد المرشود:
لم تبرز حتى الآن إحصائية تبيِّن نسبة عدد المصابين بالصم إلى مجموع عدد السكان، لكن المتوقَّع أنهم واحد من كل ألف، والإجراء الإحصائي لعدد السكان بالمملكة الذي يجري العمل على إنجازه اهتم بهذه الفئة من المجتمع لمزيد من توفير الخدمات التي تخصهم تعليمياً وفكرياً وعملياً ومهنياً وفي شتى مجالات حياتهم. وعن ذلك كله توجهنا إلى الدكتور زيد المسلط نائب رئيس الاتحاد العربي للهيئات العاملة في رعاية الصم، ليكشف عن جملة من الأنشطة والإنجازات، في حديثه التالي:
نشأة الاتحاد
قال البداية: إن الاتحاد العربي للهيئات العاملة في رعاية الصم أنشئ عام 1972م وكانت المملكة العربية السعودية من الدول السبَّاقة للانضمام للاتحاد العربي للصم ومن الدول كذلك المؤسسة للاتحاد والذي مقره الجمهورية العربية السورية بالعاصمة دمشق بحكم أنها هي التي دعت للاجتماع ودعت الدول العربية واستجاب لهذه الدعوة خمس دول وتعتبر المملكة من أوائلها.
وأضاف د. المسلط أن الأعضاء جميعهم من الدول العربية وليس جميع الدول العربية، وأن عضوية الاتحاد منقسمة إلى ثلاثة أقسام هي: عضوية عاملة وعضوية مؤازرة وعضوية شرفية. والعضوية العاملة تنقسم إلى ثلاثة أقسام، عضوية للدول وعضوية للجمعيات الخيرية والأندية وعضوية للجمعيات الطبية، مشيراً إلى أن معظم الدول العريبة أعضاء رسميون في الاتحاد وليس جميع الدول العربية.وقال إن الاتحاد تم إنشاؤه بموجب نظام الاتحاد العربي والأهداف الواضحة والأساسية التي هي التنسيق بين جميع الهيئات التي تقدم خدمات صحية وخدمات تربوية وخدمات اجتماعية في مجال رعاية الصم وتعليمهم وتأهيلهم وعلاجهم وتوفير حقوقهم ليكونوا مواطنين صالحين يخدمون أنفسهم ومجتمعاتهم، وهناك وسائل متعددة لتحقيق هذا الهدف.
وعن أهم المشاريع التي تمكن الاتحاد من إنجازها وتحقيقها قال: هناك عدة إنجازات ولعل من أهمها التجمع الذي يتم كل عامين تقريباً في مؤتمر عام أو ندوة علمية عامة في إحدى الدول العربية حول موضوع معيَّن يشارك فيه نخبة من المختصين التربويين ومن أطباء الأنف والأذن والحنجرة وذوي زراعة القوقعة، ومثلهم في التخصصات الطبية الأخرى إضافة إلى التخصصات السمعية إلى جانب الصم أنفسهم وأولياء أمورهم والمهتمين بهذه الفئة يجتمعون في مؤتمر واحد عام في دولة عربية يناقشون قضايا محددة في كل فترة يعقد بها إما مؤتمر أو ندوة، ومن الإنجازات أيضاً الأسبوع العربي للصم، حيث تشارك فيه جميع الدول العربية في وقت واحد في تنفيذ نشاطاتها لصالح الصم حول شعار محدد ومن أهم الإنجازات إعداد القاموس الإشاري العربي الموحَّد بالتعاون مع الجامعة العربية ومنظمة التربية والعلوم والثقافة والمتميزين من الصم والمترجمين لإعداد القاموس الإشاري الأول الذي يضم أكثر من 1200 مصطلح إشاري، مؤكداً من جهته أنه سيتبعه إن شاء الله قاموس إشاري آخر في المواد العلمية وأمور التقنية.
كذلك من إنجازات الاتحاد عقد عدة دورات في إعداد المعلمين في سوريا وفي الإمارات العربية المتحدة وفي جمهورية مصر العربية أشرف عليها الاتحاد إضافة إلى أن الاتحاد العربي يشارك في الاتحاد الدولي وهو أيضاً عضو في الاتحاد الدولي للصم إلى جانب وضع حقوق الصم من العرب وهناك حقوق تم الاتفاق عليها من قبل الدول العربية تتبنى القضايا التي تصل إليه من الأعضاء إضافة إلى وجود لجان علمية في الاتحاد كاللجنة الطبية واللجنة التربوية وأخرى اجتماعية وهي اللجنة الأساسية المقررة للموضوعات وأوراق العمل التي تقدم في المؤتمرات كما يقوم الاتحاد بترجمة المعلومات والأنظمة الجديدة وتوزيعها وتعميمها على الدول العربية.
لجنة حقوقية
وعن اعتبار الاتحاد العربي للهيئات العاملة في رعاية الصم لجنة حقوقية للصم العرب، قال د. زيد المسلط: يعتبر الاتحاد مظلة لجميع الهيئات التي تعمل في مجال رعاية الصم ومظلة أيضاً للأفراد الصم لأن مجلس الإدارة أقر مبدأ إضافة خمسة من الصم ليكونوا أعضاء في مجلس الإدارة وهؤلاء يمثِّلون الدول العربية، فمثلاً من المملكة العربية السعودية تم اختيار الأخ سعيد محمد القحطاني رئيس اللجنة السعودية لرياضة الصم إلى جانب اختيار أصم من كل من الكويت والأردن وامرأة صماء من جمهورية مصر العربية وهؤلاء يمثِّلون عموم الصم في جميع الدول العربية في مجلس الإدارة للاتحاد العربي بحيث يتابعون ما يطرح للنقاش. وحيال تركز فعاليات الاتحاد العربي للصم على فئة الذكور دون الإناث قال جميع فعاليات الاتحاد العربي لا تخص ذكوراً أو إناثاً وهي عامة للجميع سواء الندوات أو المؤتمرات إلى جانب فعاليات أسبوع الأصم العالمي إضافة إلى أن الدورات عندما تعقد تكون للجميع بنين وبنات سواء العاملين أو الصم أنفسهم أو العاملين معهم، بل هناك تركيز خاص على المرأة الصماء لأجل أن توضح حقوقها وأمورها الخاصة والعامة وهذا ما حصل في الندوة السابقة بأن تم تخصيص جلسة خاصة لمناقشة قضايا المرأة الصماء من ناحية التعليم والتأهيل ومتطلباتها وتعريفها بحقوقها وقد حضرها كذلك العديد من النساء الصم والمتخصصات الاجتماعيات.
القاموس الإشاري
وعن آلية إعداد القاموس الإشاري والوقت المستغرق في إعداده قال د. المسلط: القاموس الإشاري استغرق أكثر من ثلاث سنوات حتى تم اعتماده وأخذ صفته الرسمية والحصول على الدعم المادي الذي يغطي كلفته المادية والعملية، وأشار إلى أنه تم وضع معايير محددة للإشارات وهناك معايير فنية للشخص الذي يقوم بأداء الإشارة الوصفية وهناك معايير محدودة في اختيار الكلمات أو الأوصاف المعبِّرة والابتعاد عن الأوصاف البذيئة أو الصفات التي تعطي معنى سلبياً لشيء ما أو الإشارة لبلد ما وكان هناك إشارات لبعض البلدان غير مقبولة وإن كان أهل البلد قد تبنوها لكن عندما يتم تعميمها كقاعدة تكون غير مقبولة. واستطرد المسلط: تم بإجماع مجموعة من الصم مع خبراء في الإشارة الوصفية مع مترجمين في أربع ورش عمل علماً بأن ورشة العمل الواحدة تأخذ حوالي أكثر من أسبوع تناقش الإشارة التي يتم الاتفاق عليها بحيث تكون قصيرة وخفيفة ومفيدة وواضحة وفي الوقت نفسه ليس لها أي علامة سلبية وبهذا تحقق المشروع الأول للقاموس الإشاري للصم، وأوضح أنه سيتم البدء بالمشروع الآخر وهو استكمال لهذا الجهد.
ثم تحدث د. زيد المسلط عن إمكانية الاستفادة بشكل مباشر ما بين القاموس الإشاري العربي والقاموس الإشاري الغربي قال: كمبدأ عام في الإشارة نعم تم الاستفادة وهي المبادئ الفنية مثلاً الإشارة تكون في الجزء الأعلى من جسم الإنسان وتكون الإشارة بيد واحدة أو يدين اثنتين، فأحياناً تكون بيد وأحياناً بيدين اثنتين، وكذلك عندما جاء تمثيل الحروف وتم الاطلاع على الحروف الموجودة في أمريكا وبريطانيا وفرنسا حتى في الإشارة الدولية هناك (2000) مصطلح وهي معممة، على جميع دول العالم بحيث يستطيع أي شخص أن يستخدمها ويمكن كذلك أن يعيش بها بحيث إذا تعلمت هذه الإشارة تستطيع أن تأكل وتشرب وتنام وتسافر وتذهب.. ولو أنك لا تعرف لغة لكنها محدودة جداً لا تعتبر لغة علم ولا شعر ولا أدب، ولكنها مجرد رموز واصطلاحات بسيطة تسهل كثيراً من أمور الإنسان وتساعده.
الترجمة المتلفزة
ثم تحدث نائب رئيس الاتحاد العربي للهيئات العاملة في رعاية الصم عن جانب من الخطوات المباركة في تفعيل القاموس الإشاري، كما أجاب عن آلية دعم الاتحاد العربي لمشروع الترجمة عبر القنوات الفضائية سواء منها الخليجية أو العربية بحيث يستطيع الأصم أن يحاكي الأحداث والظروف المتلاحقة وإمكانية دعمه وتعميمه على جميع الفضائيات العربية والتلفزيونية، حيث قال د. المسلط هذا صحيح والاتحاد العربي عمَّم قبل سنة واحدة على جميع المراكز التابعة له والهيئات المرتبطة به بأن يدعموا موضوع تقديم النشرات الإخبارية والبرامج في التلفزيون المحلي وتترك للصم حرية اختيار ما يريدون مشاهدته، فمثلاً في المملكة العربية السعودية لما جاء الاستفتاء ماذا تريدون أن نترجم للصم؟ اتفق الصم على شيئين أساسيين، هما البرامج الدينية والرياضية إضافة إلى نشرة الأخبار الأسبوعية (ملخص الأخبار) هذا في المملكة.
وعن كيفية مساندة دعم زوال اللغات للإشارات المحلية بالمناطق والدول قال د. المسلط: إن وجود أكثر من إشارة لشيء واحد يعد معززاً للغة وليس عيباً، فمثلاً عندنا في اللغة العربية أن الجمل له (30) اسما ولا يمنع أن يكون في الإشارات أيضاً أشياء تعني نفس الشيء أحياناً وهناك إشارة مختصرة قد تكون تصف إشارة عند مجموعة من الناس لكن في الأمور العامة هناك اصطلاحات تعرفها جميع الدول العربية.. أما الإشارة المحلية فممكن أن تكون هذه الإشارة المقصود بها شيء محدد لكن إذا أمكن التعميم فمثلاً إشارة البنت لها أكثر من إشارة هل هي بشعر رأسها؟ أو هل هي بشيء آخر؟ وعندما اجتمعوا اتفقوا على شيء معيَّن بحيث لا يكون بها خدش للحياء، فكانت بعض الإشارات ترمز للصدر وهذه الإشارة غير مقبولة وتم استبعادها وإن كانت موجودة الآن بإحدى الدول وتم استخدام إشارة لطيفة أخرى لائقة وتم الاتفاق والإجماع عليها.
إحصائيات
وحيال الإحصائيات الموجودة لدى الاتحاد العربي للهيئات العاملة في رعاية الصم عن أعداد الصم الذكور والإناث في الدول العربية!! قال د. زيد المسلط: مع الأسف الشديد لا يوجود إحصائية دقيقة لا في الاتحاد العربي ولا في أي دولة عربية أخرى والدراسات محدودة، إما في مدينة أو بشكل عشوائي بهذا الجانب للصم، ولكن وفق الإحصائية العالمية فإن نسبة الصم هي واحد بالألف تقريباً.
وأضاف يأتي شخص بعمل بحث ويضع العوق السمعي كله ضعاف السمع وكبار السن والصغار ويعتبرهم كلهم مواليد صم، مشيراً إلى أن هناك خلطاً في المفاهيم وننتظر إن شاء الله أن يكون هناك دراسة علمية دقيقة ونتمنى ذلك ولكن الدراسات على مستوى العالم العربي ستكون مكلفة لكن لو أن كل دولة عربية عملت ذلك أثناء الإحصاء وهي تحصي السكان بحيث تحصي كم عدد المعاقين وفئاتهم.. وهذا طالبنا به أيضاً في المرة الأولى للإحصاء بأن يدرج من ضمن الإحصاء وهذا الشيء حقيقة يسهل علينا أشياء كثيرة ويعطي شرائح المجتمع وأعمارهم ونوع الإعاقة ودرجتها.
نقلة نوعية
وحول استفادة الصم بالمملكة والدول العربية من الاتحاد العربي، وهل هناك نقلة نوعية لهم في هذا الجانب وتعزيز لقدراتهم وكفاءاتهم!! قال المسلط: أنا ممن عايش الصم، وأذكرهم وهم أطفال، فمثلاً معهد واحد فيه (50) طالباً و(50) آخرون فوق الأربعين يعني مجموعتان الأولى وهم الأطفال واصلوا تعليمهم وهم الآن قيادات للصم وابتعثوا لأمريكا وبريطانيا. أما الفئة الثانية الصم الكبار فهم اعتمدوا على صناعات وتقنيات مهنية بسيطة.
|