إدارة الأحوال المدنية في جدة بين الماضي والحاضر
محمد عمر يوسف

لقد لاحظت تطور إدارة الأحوال المدنية في محافظة جدة إلى الأفضل مقارنة بالماضي القريب حيث تحسنت الخدمات بشكل كبير وشمل هذا التطور أو التحسن كافة المجالات والأقسام (باستثناء قسم واحد) حيث تم تسهيل وتسريع الاجراءات وأرجو أن تسمحوا لي بأن ألقي الضوء على أوجه التحسن الذي طرأ على ادارة الأحوال المدنية بجدة وأشيد بايجابياتها وانجازاتها الظاهرة للعيان ونقول للمحسن أحسنت، والإيجابيات التي أعنيها تتمثل فيما يلي:
1- تغير الجو داخل المبنى تغيراً شاملاً فقد حل جو مريح محل الجو الكئيب الذي كان يسود داخل المبنى لسنوات عديدة وقد يرجع هذا التغيير الملموس لعوامل عديدة منها على سبيل المثال لا الحصر:
أ - تغير عقلية الموظف واحساسه بأهمية وظيفته ودوره كمواطن صالح في خدمة مجتمعه وذلك بأداء واجبه على الوجه الأكمل بإخلاص وتفان وهذا يتطلب بطبيعة الحال ضرورة تواجده في مكتبه حيث كان في الماضي يتحايل على الدوام الرسمي سواءً في التأخير او الاختفاء المفاجئ مع مساهمة بعض الموظفين في التستر وتغطية بعضهم البعض وكان كلما زادت وسائل الرقابة تطورت وسائل التحايل.
ب - اختفاء الوجه العبوس وظهور الابتسامة العريضة إلى جانب اعتبار المراجع أنه يأتي ليس لازعاج الموظف وإنما لطلب خدمة من حقه أن يحصل عليها.
ج - تسهيل الاجراءات النظامية والحرص على عدم تعقيدها وكذلك إفهام المراجعين بأية نواقص تتطلبها الاجراءات بشأن معاملاتهم.
د - وضع لوحات إرشادية في أماكن بارزة تتضمن شرح الوثائق المطلوبة لكل حالة.
2- تنظيم الأقسام المختلفة وتوزيعها بطريقة سليمة ومريحة على أدوار المبنى الثلاثة.
3- تنظيم المراجعين وذلك باستحداث أرقام متسلسلة وهذا قضى تماماً على الفوضى التي كانت سائدة في الماضي والتي كانت تسبب الاحتكاك والعراك بين المراجعين بسبب تجاوز بعضهم لدورهم، بحيث يعرف المراجع الآن أين و متى يراجع.
4- توفير مقاعد كافية للمراجعين في كل دور من الأدوار الثلاثة بحيث يستريح المراجع حتى يأتي دوره.
5- العمل يسير بهدوء وتركيز تامين ويشعر المرء الآن أن المبنى اصبح كخلية نحل بحيث يقوم كل فرد بأداء دوره لتحقيق الهدف المنشود للادارة وهو تقديم خدمة متكاملة للمواطنين.
6- اهتمام المسئولين بتطوير أداء الموظفين وكذلك المتابعة المستمرة وتقديم التعليمات والارشادات اللازمة بشأن انجاز المعاملات والاهتمام بشكاوى المراجعين في حالة وجودها. وبما انني جار للمبنى الحالي لأحوال جدة (والرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بالجار) وحيث إنني عاصرت تطورها منذ انفصالها عن ادارة الجوازات وذلك عن قرب بحكم تعاملي الدائم معها أرى من واجبي أن أشيد بالجهود الواضحة التي تبذل في سبيل تطوير هذه الإدارة العامة والرقي بمستوى ادائها كي تتمكن من تقديم خدمات متميزة للمواطنين بأقل جهد ووقت وتكون واجهة حضارية لبلادنا العزيزة. اسأل الله العلي القدير أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه وأن يجنبنا الزلل. والله الهادي إلى سواء السبيل..