في مثل هذا اليوم من عام 1958 تولى أيوب خان الحكم في باكستان. ولد (أيوب خان) في عام 1908 في بلدة (أبو تبد) الواقعة في منطقة الحدود الشمالية الغربية لشبه القارة الهندية، وكان أبوه ضابط صف يعمل في جيش الهند البريطاني، وتلقى أيوب خان تعليمه في جامعة (عليكرة) الإسلامية، ثم التحق بالكلية العسكرية الملكية في (ساند هيرست) بإنجلترا، وبعد تخرجه عمل بالجيش البريطاني في عام 1928، وظل به حتى اشترك في الحرب العالمية الثانية في بورما.
ترقى (أيوب خان) في المناصب العسكرية، فكان أول باكستاني يُعيّن قائداً لفرقة باكستان الشرقية، برتبة لواء في عام 1948 ثم رُقّي إلى رتبة فريق، ثم أصبح أول باكستاني يعمل قائداً عاماً لجيش باكستان، برتبة فريق أول في عام 1951 كما شغل منصب وزير الدفاع في أثناء اشتعال الأزمة السياسية التي نشأت نتيجة سخط البنغاليين واستيائهم من الأوضاع السياسية والاقتصادية، وذلك بين عامي (1954 - 1955).
استولى أيوب خان على مقاليد الأمور في البلاد إثر انقلاب أطاح بحكومة إسكندر ميرزا، وحرص في الفترة الأولى أن يكون الجيش بعيداً عن واجهة الأحداث، واتجه إلى القضايا التي ورثتها الحكومات السابقة منذ التقسيم، وأولاها عنايته، مثل مشكلة إسكان اللاجئين القادمين من الهند، وحاول علاج أوجه القصور في الإدارة الحكومية، بتنفيذ برنامج محدود للإصلاح الزراعي، ونقل العاصمة من (كراتشي) إلى (روالبندي)، ثم أصدر دستوراً جديداً للبلاد عام 1962 غيّر بمقتضاه اسم الدولة من (باكستان الإسلامية) إلى (الجمهورية الباكستانية)، واشترط الدستور أن يكون رئيس الجمهورية مسلماً، ويختار لمدة خمس سنوات ويجوز إعادة انتخابه، وجعل الدستور رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للدفاع، وهو الذي يختار الوزراء، ويصدر ما يراه ضرورياً من المراسيم في حالة غياب الجمعية الوطنية، ويحق له حلها قبل انتهاء مدتها، وفي الوقت نفسه يعد مستقيلاً، وعليه أن يرشح نفسه مرة أخرى.
وقد عارضت الأحزاب السياسية هذا الدستور الذي يعطي رئيس الجمهورية صلاحيات واسعة، ويجعل السلطة تتركز كلها في يديه، وفي الوقت نفسه دخل الرئيس أيوب في صراعات مع أحزاب المعارضة، فاتحدت كلها ضده في انتخابات الرئاسة التي عُقدت في عام 1965، ورشحت الآنسة (فاطمة جناح) شقيقة (محمد علي جناح) مؤسس دولة باكستان، وكانت بهذه الصلة موضع احترام الباكستانيين وتقديرهم، غير أنها لم تفلح في الفوز في الانتخابات، ومنيت المعارضة بهزيمة كبيرة.
|