لنسلط إشعاعا بسيطا على هذه الكلمة علنا نخرج من ميداننا معها بنتيجة ولعلنا نستشف بعض محتوى هذه اللفظة.
السعادة هي ذلك الشعور الذي يغمر المرء عند تحقيقه عملا صالحا بذل فيه جهدا موفقا. والسعيد (إنسان) عرف ما عليه فقام به خير قيام على أتم وجه، وعرف ما له فأخذه راضيا لا ساخطا ولا طامعا.
إن كل شخص يستطيع أن يكون سعيدا ويصبح قرير العين لا يخاف طارق الشقاء المؤلم. ولكن أنى يكون له ما أراد إن لم يأت ما كلف به.
وإشراقة روحية تنبعث في أعماق المخلصين العاملين أنى كانوا.. المهم هو وجود حجر الأساس في صرح السعادة.. كم غني تطفر خزائنه بالورق.. لكن قلبه يطفر بالحزن.. وكم فقير لا يملك من دنياه إلا كوخه الحقير ويعيش معيشة السعادة في أسمى معانيها.. وهذه سنة الله في خلقه.
إن السعادة طائر طليق حر يطير ويعلو ويذهب حيث أراد ثم يهبط على الأيك الذي يريده ليصبح هذا الأيك ممرعا، وهذا الطائر لا يتقيد بمكان دون آخر.. فالوجود مسرحه وأيكه إن شاء هبط على أي غصن منه ليغرد..
قبل هنيهة قلت: إن المهم في وجود السعادة هو وجود حجر الأساس.. وهذا الجر الصلب إنما هو الإخلاص في العمل لمرضاة الله ثم الضمير.
والسعيد إنسان له مخبر ومعنى أسمى من أن يكون مظهريا سطحيا فحسب كما يفهم السواد الأعظم من الناس فهما خاطئا.
إنما السعيد من أسعد غيره وأشعرهم بروعة السعادة وعظمتها. والسعيد أيضا هو من أرضى الله عز وجل قبل كل شيء. وقد نوهت إلى هذا آنفا بأن السعادة لا تأتي إلى مريدها ما دام لم يعمل ما أريد منه من فرائض.
ما أحلى مذاق السعادة للسعداء وما أسهلها على من أرادها وبذل الغالي والرخيص مهرا لها غير متأفف ولا متأوه وهذا المهر هو العمل الصالح ديدنه في ذلك ديدين القائل، ومن يخطب الحسناء، لم يغله المهر.
فهلا كنا سعداء.. يا أعزاء..
أحمد بهكلي/ أبها |