* جدة - عدنان حسون:
تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة مكة المكرمة رعى صاحب السمو الأمير عبدالله بن فهد وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة للشؤون الأمنية حفل افتتاح فعاليات الملتقى الدولي الثاني حول الاستثمار في التكنولوجيا (الابتكار عربياً.. المنافسة عالمياً) والذي تنظمه المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا بالاشتراك مع البنك الإسلامي للتنمية وشركة عبداللطيف جميل المحدودة وبالتعاون مع الفرقة التجارية الصناعية بمحافظة جدة، ومجلس جدة للتسويق بفندق الهلتون بجدة، ويستمر الملتقى حتى اليوم الاثنين ألقى الدكتور غسان السليمان نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة ورئيس مجلس إدارة مجلس جدة للتسويق كلمة أكد فيها أهمية الملتقى الذي يمثل خريطة طريق يحتاجها اقتصاد المنطقة للبقاء والاستمرار على المدى البعيد والقريب.
بعد ذلك ألقى الدكتور سعد الغامدي نائب الرئيس ألقى الدكتور سعد الغامدي نائب الرئيس التنفيذي لشركة عبداللطيف جميل المحدودة كلمة قال فيها: ها نحن في جدة نلتقي في ظلال التكنولوجيا التي أصبحت سمة العصر وآيته، وشعاره ورايته، إنها بارزة في كل مجال من مجالات الحياة في الطب والعلوم، في المعلومات والاتصالات، في النقل والمواصلات، في التعليم والتدريب، في المكتب والمنزل وفي السلم في الحرب.
التكنولوجيا التي طورتها العقول فطورت أساليب الحياة ولكنها الوقت نفسه تحتاج إلى المال لتدر المال، وتحتاج إلى الوقت لتوفر الوقت، وتحتاج إلى ذهن متفتح لتوفر من الأيدي العاملة ومن الجهد وحركة الأبدان إلى ما يمكن أن ينصرف إلى مجال آخر من مجالات النفع، أو تجبر الإنسان على إعادة تدريب نفسه حتى أكثر صلاحية وأقرب إلى روح عصر يتنفس التكنولوجيا ويسمع بها ويبصر بها.
إنه العصر الذي لا يمكن للإنسان أن يعيش خارجه أو أن يعتزل حركته وسكونه، بل لا بد من أن يتفاعل معه بكل ما أوتي من ذهن وروح وكيان حتى يحقق له فيه مكانا يستطيع من خلال أن يثبت لنفسه وللناس من حوله أنه مؤهل للانتساب إلى الفئة التي تمتلك نصيباً - قل أم كثر - من آلة العصر ومن مفاتيح الحياة فيه، وإلا كان من الميتين الذين لا يحس بهم أحد ولا يلتفت إليهم أحد.
والتكنولوجيا لا تعرف حدوداً إلا في عالم الأذهان والأفكار أما في عالم الجغرافيا فهي متاحة بغير حدود، يتسابق القادرون إلى الأفضل منها وإلى الأكثر تأثيراً في مسار الحياة، لذلك استطاعت الشركات أن تعبر الحدود التقليدية لتنشئ لها كيانات هي أوسع بكثير من الكيانات السياسية والاقتصادية القائمة على الأرض بشكلها التقليدي، وأصبح للعولمة وجهان: وجه سياسي يحفز وينظر ويؤطر، ووجه اقتصادي يخطط وينتج ويجني الأرباح، وقد لا يصبح الوجهان جزءا من عملة واحدة إلا إذا التقت المصالح وتطابقت المنافع.
وحين تحتفي جدة بهذا الملتقى، وحينما نسعى هنا جميعاً إلى هذا اللقاء إنما لنؤكد حقيقة ذات أهمية: هي أننا في أمسِّ الحاجة إلى أن نسهم بأكبر قدر ممكن من الاستثمار في التكنولوجيا لأنها المفتاح الذي ننطلق به إلى بوابة العولمة التي لا خيار أمامنا إلا أن نلجها مدركين تحدياتها ومستشعرين واجباتنا فيها، ولا نقول ننتظر حتى نعرف عم تسفر، بل نبذل كل جهد ممكن في أن نحجز لنا مكاناً يحقق لنا فيها درجة - ولو في الحد الأدنى - ولا يلقى بنا خارج قطارها المتسارع يوماً إثر يوم.
إنها الدعوة إلى أن يصرف جزء من المال ومن الوقت ومن الجهد ومن الفكر في شيء هو من فرائض التفوق في عصر يتحتم علينا أن نبدع فيه وأن ننجز فيه وأن نسهم فيه.
وحين نسهم نحن في شركة عبداللطيف جميل في إقامة هذا الملتقى ومن قبل في اقامة الملتقى الأول إنما نمارس جزءاً من مسؤوليتنا الاجتماعية تجاه المجتمع الذي نمارس فيه نشاطنا ونزاول حركتنا، شيء نقوم به في هذا المجال الكبير الواسع الفسيح، كما أننا في الوقت نفسه نقوم بنشاطنا في إيجاد فرص العمل للمبتدئين والمبتدئات ومن شباب وفتيات هذا الوطن، إن فرص العمل هي المفتاح السحري لمشكلة البطالة، وإن التكنولوجيا هي الأفق الواسع الرحيب الذي سوف يفتح آفاقاً أوسع لنمو اقتصادي وتفوق حضاري وكسب مادي.
هذه الشراكة التي ننادي بها وندعو إليها بين أهل العمل وأهل الاقتصاد أو بين العقل وبين المال هي ضرورة لا مناص من تحقيقها والبحث عن أطراف ذات رؤى واعية عاقلة منصفة تسهم في بناء كيانات لها وزنها وفعاليتها وآثارها.
وبعد ذلك ألقى معالي الدكتور أحمد محمد علي رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية كلمة أوضح فيها اهتمام البنك بتشجيع الاستثمار في المشاريع ذات الطابع التكنولوجي وتركيز البنك على التنمية البشرية منذ إنشاء البنك.
وبعد ذلك ألقى الدكتور عبدالله النجار رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا كلمة شكر فيها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة لرعايته الملتقى كما شكر صاحب السمو الأمير عبدالله بن فهد وقد بين في كلمته أهمية شعار المؤتمر الذي يهدف إلى إقامة شبكة غير رسمية بين رواد التكنولوجيا والشركات والمؤسسات في العالم العربي لتشجيع المزيد من الاستثمار في التكنولوجيا المبتكرة.
وقام صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن فهد وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة للشؤون الأمنية بتكريم الجهات المنظمة للملتقى الدولي الثاني.. وفي الختام تسلم سموه درعاً تذكارياً بهذه المناسبة من رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا.
حضر الحفل العديد من رجال الأعمال والمستثمرين ورواد التكنولوجيا في العالم العربي والمؤسسات والشركات الرائدة في الابتكار والتكنولوجيا حيث إن الملتقى يشارك فيه 16 شركة عالمية من كبريات الشركات السعودية والدولية ومن الامارات والأردن ومصر والكويت وماليزيا وكندا وأمريكا.
|