بدعوة كريمة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، تحتضن العاصمة البحرينية المنامة أعمال الدورة الخامسة والعشرين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، تحتضنها في وقت غدت فيه دول الخليج رقمًا حيويًا في معادلة الأمن والسلام سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي في ضوء أحداث مرحلة جديدة تمر بها منطقة الخليج والعالم، وخاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب من جهة، وإرساء قواعد السلام في الشرق الأوسط من جهة أخرى، فقد كان للمجلس في هاتين القضيتين دور بارز من خلال التأكيد على ضرورة احترام قرارات الشرعية الدولية وتأييد التحرك العالمي، الذي يهدف إلى تخفيف حدة التوتر في المنطقة.
ها نحن نشهد اجتماعات المجلس الأعلى لمجلس التعاون في عقدها الخامس والعشرين في مسيرة حافلة بالعديد من الإنجازات على مختلف الأصعدة سياسية واقتصادية، عسكرية وإنسانية، ثقافية وإعلامية، ومما لا شك فيه بأن هذه الإنجازات جاءت ثمرة لحكمة وحنكة أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس الذين لا يألون جهدًا في دعم كل ما من شأنه تأمين حياة أفضل لمواطني دول المجلس وهذا لا يتأتى إلا بتعزيز مسيرة التعاون المشترك في مختلف المجالات، ولا سيما الاقتصادية منها، والتي يخطو فيها المجلس بخطى ثابتة نحو تحقيق التكامل الاقتصادي، وبحسب البيان الختامي لأعمال الدورة الرابعة والعشرين للمجلس الأعلى التي شهدتها دولة الكويت أواخر العام الماضي، فإن عام 2007م سيشهد بزوغ فجر السوق الخليجية المشتركة، والتي أكد المجلس على أن تطبق فيها المساواة الكاملة في معاملة مواطني دول المجلس معاملة مواطني الدولة نفسها.
ولا شك بأن مسيرة المجلس الرشيدة منذ انطلاقتها عام 1981م بدولة الإمارات العربية المتحدة مرت بمحن ومواقف أثبتت فيها الدول الأعضاء مدى متانة وعمق الروابط التي تجمع دول المنطقة وشعوبها، ولا شك بأن التكليف الذي جاء في البيان الختامي لأعمال المجلس الأعلى في دورته الماضية والذي كلفت بموجبه لجنة استشارية بدراسة مسيرة المجلس منذ انطلاقته إلى الدورة الماضية، لهو أبلغ دليل على رغبة جادة من أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون في الوقوف مع الذات وتقييم خمسة وعشرين سنة من مسيرة المجلس في محاولة لترشيد المسيرة من أجل صالح شعوب المنطقة. ولا يفوتنا هنا أن نستذكر مناقب الفقيد الراحل صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة -رحمه الله- أحد مؤسسي المجلس وداعميه الرئيسيين، والذي كان له الدور البارز في مسيرة المجلس، حيث كانت لآرائه السديدة ونظرته الثاقبة بجانب إخوانه أصحاب الجلالة والسمو الأثر الكبير في تثبيت دعائم وأسس التعاون الخليجي وترشيد مسيرة المجلس نحو ما هو خير وصلاح لشعوب المنطقة.
وأخيرًا نتضرع إلى المولى عز وجل أن يعيد علينا هذه المناسبة بالخير، وخليجنا المعطاء بأمن وأمان، تحت ظل قادته أصحاب الجلالة والسمو حفظهم الله ورعاهم.
* سفير دولة الكويت لدى مملكة البحرين |