في الشتاء. أتقمصها.. أكون هي.. أريد أن أكونها..
** أتخذ نفس جلستها أمام المدفأة وأرتدى شالاً يشبه شالها.. أريد أن أكونها..
** أريد أن أجدني هي.. في عيون أطفالي.. أريد أن أبهرهم بنسغ القهوة التي تصبها.. و(القشد) الذي يذوب على التمر القصيمي.. أمامها.. أريد أن أكون هي في ذاكرتهم.. أن تكون لهم شتاءات قادمة.. تحمل رائحتي حين أغيب.. أريد أن يكون الشتاء أنا والدفء/ أنا.. تماماً مثلما هو شتاؤها..
** كانت هي لنا وحدنا.. نمسي ونصبح على وجهها الكريم.. وألتقط أنا اللحظات.. استرق الوقت من الوقت.. أفر من حصار المدينة.. إلى أطرافها الرملية لأشعل النار في حطب (السمر) الشمالي.. وأذيب الزبدة على حمرة الجمر.. وأضع (الحنيني).. يمحضه الجمر.. وتسبغ عليه السماء الغائمة نكهتها الساحرة فينبهر الصغار.. وأكونها .. أكونها.. فألون الدنيا بفرح طفولي كنت أتلوه عليها في الليالي الباردات..!
** أكونها.. أريد أن أكونها.. إنها نكهة الشتاء التي تعودني.. تسكنني مع رذاذ المطر.. ولفحات البرد القارس في ثمامة الرياض.. مثلما كانت تلفحها برودة (مصفّر عنيزة).. وتتخذ من جمر الغضى عالماً خرافياً من الحكايات والروائح الضاجة التي تجعل من الشتاء هي.. وتجعلني لا أكف عن أن (أكونها).. (أكونها)!!
|