من حقك أن تعترض وأن تتحدث في نقد ما حولك من الأخطاء والسلوكيات وفق القواعد والأسس المرعية في النقد، حتى يؤدي النقد والاعتراض الدور المرسوم له.
ويجب على الجميع أن يسمع لك حينما تعترض وتنتقد لأن الاعتراض والنقد لا يخلوان من فائدة أو تنبيه في أغلب الأحوال.
لكن الذي ليس من حقك أن تكون كذابًا في معارضتك وقحًا في طرحها متناقضًا في حديثك.. هذا ما يجب أن يقال لسعد الفقيه في لندن الذي يعترض من خلف الميكرفون ويزج بشباب وفتيات في طريق لا يعلمون أوله ولا آخره وتضيع أوقاتهم وجهودهم في لعبة هم أبعد الناس عنها ولا يعرفون حقيقتها، بل هم أدوات في يد من لا يفكر إلا في نفسه.
على العموم ما تجده في هذه الأسطر هو ما أراه معالم منهج سعد الفقيه وشخصيته من خلال حديثه وأطروحاته، أرجو ألا أكون قد ظلمته أو تجنيت عليه وإن كان هو الذي ظلم نفسه وظلم معه فئة من شباب المجتمع وتجنى عليهم.
فهذه الصفات بين يديك قارنها بما تعرفه وتسمعه عن الشخصية ومن ثم ليكن الحكم:
(1) الكذب
الفقيه كذاب، وأول من يعلم هذه الصفة عنه هو الفقيه نفسه، وبدأت بذكر صفة الكذب من صفات الفقيه لأن هذه الصفة لا تكون في مؤمن يراقب الله، ولا تكون إلا في شخص أبعد ما يكون عن الخيرية وحب الخير للآخرين.
في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المؤمن قد يسرق وقد يزني لكنه لا يكذب؛ فهل مر هذا الحديث النبوي الشريف على مؤسس ما يسمى الحركة الإسلامية للإصلاح أم أنه لا يعرفه ولا يعمل بمقتضى التحذير من الكذب الوارد فيه؟
هل يستطيع الفقيه أن يقسم بالله العلي العظيم قسمًا لا تورية فيه ولا كناية أن يتحرى الصدق في معارضته المزعومة ويبتعد عن الكذب؟
هل يستطيع الفقيه أن ينشر في شاشته قسمًا بالله العلي العظيم أنه صادق ومتحرٍ للصدق في القوائم الطويلة التي نشرها عن أناس لا ناقة لهم ولا جمل من صغار وكبار ورجال ونساء وموتى وأحياء.. هل يستطيع الفقيه أن يقسم بالله على ذلك؟
ويقول الفقيه إنه في يوم المظاهرات اعتقل في الرياض وجدة أربعة آلاف شخص(!!) وإنه في إحدى الاستراحات يوجد عوائل عددهم ستون شخصًا اعتقلوا بالكامل رجالاً ونساء وحتى الأطفال.
مع أن الفضائيات المغرضة (التي يعرفها الفقيه) أشارت إلى أن عدد المعتقلين هم ستة أشخاص.
(2) العبث بالدين!!
لا يختلف اثنان في أن العبادات في ديننا الإسلامي تشرع من النصوص الشرعية من القرآن الكريم أو السنة المطهرة ولا يحق للعقل أن يشرع أي شيء، بل هو تابع للنصوص، لكن هذا الكلام لا يروق لسعد الفقيه الذي (أفتى) عبر قناته سيئة الذكر بأنه في يوم المظاهرات يحق للناس أن يعملوا التالي: جمع الظهر مع العصر جمع تقديم ثم جمع المغرب مع العشاء جمع تأخير حتى يكون هناك فسحة من الوقت بينهما للقيام بالتظاهر!!
كذا قال؛ واستشهد هذا الفقيه غير الفقيه بحديث نبوي هو أبعد الناس عن فهمه وحديث العلماء الراسخين عنه.
حتى الحديث كان منصبًا على الظهر مع العصر فكيف جاء الفقيه بزيادة المغرب والعشاء؟؟
هل مثل هذا الرجل يحترم قدسية العبادات وبخاصة الصلاة التي هي ثاني أركان الإسلام؟ هل هو بالفعل صاحب دعوة إصلاحية أم أنه جعل الدين له مطية؟
كلنا نعرف الآية العظيمة التي تقول: {وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} فهل الفقيه يعظم الشعائر أم يجعلها مطية له؟!
(3) بذاءة اللسان
لم أجد شخصًا يدعي الإصلاح والتصحيح الإسلامي وهو بعيد عنه كما هو الحال بسعد الفقيه، فديننا الإسلامي دين مكارم الأخلاق والسماحة والشهامة، لكن كل متأمل لسعد الفقيه في حديثه يندهش من عبارات يقولها أو يسكت عنها من متصليه، فهو يتحدث عن فضلاء وعلماء ووجهاء وأعيان البلد وكأنه يتحدث عن سقط المتاع بلغة سوقية وعبارات أقرب ما تكون إلى عبارات الشوارع ويتفاخر بذلك.
(4) الأمر بشيء وعدم تطبيقه
وهذه من صفات الفقيه المضحكة والمبكية، تأملوا حين يتصل به أحد ويختلف معه كيف يتهمه وكيف يتعامل معه وماذا يقول له (جاسوس؛ عميل، كلاب، مباحث) وبعبارات أخرى تدل على سلوكه، أيها الفقيه كيف تسن لنفسك المعارضة ولا تسمح لأحد أن يعارضك؟!
هب أن الذي اختلف معك هو بالفعل عميل لماذا لا تسمع له؟ لماذا تغلق الخط في وجهه؟
هل هذا هو خطك في الحياة تعترض ولا يعترض عليك؟!
(5) التناقض
يقول الفقيه إن حركته إسلامية (!) ونحن نقول هي أبعد ما تكون عن التقاليد الإسلامية، وحتى تعرفوا حجم تناقضه وأنه لا يعرف كيف يتصرف انظروا كيف يخاطب المرأة التي تتحدث من الداخل (السعودية) وكيف يتعامل مع من يقمن بالقرب منه في لندن؟
نحن في وطننا نعرف موقعنا في هذه الأمور لكن نريد من الفقيه أن يحدد لنا موقفه من قضايا كثيرة منها: (الإقامة في بلاد غير المسلمين وضوابطها، أخذ الدعم من حكومات لا تحتكم إلى الشريعة الإسلامية، المساحة المتاحة في التعددية المذهبية، ضوابط التعامل مع غير المسلمين، حكم استهداف المدنيين من الأجانب في السعودية، إطلاق لفظ الجهاديين على أفراد الفئة الضالة، الموقف من أسامة بن لادن)، أقولها لكم وقناعة كاملة لن يتحدث الفقيه في هذه الأمور وبصراحة كاملة طوال حياته.
(6) الأنانية
الفقيه أناني لا يحب إلا نفسه، حتى أقرب الناس إليه من مدعي المعارضة تسبب هو نفسه بالقذف بهم في متاهات السجون والإيقاف، ولو كان الفقيه صادقًا معهم لما ورطهم بتسجيلات تبث في كل مكان وتكون هي الإدانة الأكبر لانحرافهم.
فالشباب الذين ورطهم في رمضان المنصرم حينما طلب منهم عدم تسليم أنفسهم وطلب منهم تسجيل إجراءات أمنية نظامية لمجرد أن يتباهى في قناته، أليست هي دليل على الأنانية والرقص على جراح الآخرين؟!
ألم يتبرأ غير واحد من الفقيه في الصحف ويبينوا كم كان لا يفكر إلا في نفسه ويتمنى لو كان كل الناس في مشاكل مع الحكومة حتى يقنع الآخرين بأن ما يقوم به عمل صحيح؟ هل يعقل أن من يفكر بهذه الطريقة أحد يدعي المعارضة الإسلامية؟!
سؤال مباشر نريد من الفقيه أن يجاوب عليه بصراحة كاملة: لماذا خلت قوائم الفقيه الطويلة من المقربين منك وأصدقائك في السعودية؟
هل أردت توريط الناس وإبعاد هؤلاء من المسؤولية؟
أم أن المقربين منك وأصدقاءك وهم يعرفونك جيدًا هم أبعد الناس من القناعة بتوجهاتك وأفكارك، ترى من يجيب على هذا السؤال؟
الفقيه باختصار يعمل بمقولة (أنا وبعدي الطوفان)
(7) الفرح بالمصائب
قيل لأحدهم قديمًا.. كيف تعرف الرجال؟ قال بحنينها إلى أوطانها والفقيه لا يحن إلى وطنه وانظروا كيف يتحدث عن أعمال العنف في السعودية وكأنه يتحدث عن تفجيرات في وسط أعداء الأمة في حين أنها في بلاد الحرمين!!
انظروا كيف يتعامل ويعلق على هذه الأحداث وكيف أنه لا يعيش إلا على المصائب.. لن أتحدث عن تفجيرات شرق الرياض أو المحيا بل أسأله سؤالاً واحداً.. هل يدين الفقيه تفجير مبنى المرور؟
(8) الحزن من الأخبار السارة
لم ير الناس الفقيه في يوم حزينًا ولا مغمومًا كيوم الإعلان عن مكافأة العسكريين وكأنه الشيطان في يوم عرفة كل الهموم فوق رأسه ومن شدة الهم لا يستطيع الفقيه إلا أن يخرج على الملأ ويقول إن هذه المكافأة هي رشوة من الحكومة للعسكريين.
أريد أن أفهم كيف تكون رشوة؟ هل يستطيع المفتي العلامة اللغوي سعد الفقيه أن يشرح لنا كيف أصبحت هذه المكافأة التي تصرف من قائد إلى جنده رشوة؟!
لكن قبل هذا وذاك.. هل يستطيع الفقيه أن يشرح لنا معنى كلمة رشوة؟!
(9) كره الإصلاح الحقيقي
حينما يأتي أي عمل يبشر بالخير في بلدنا وهو ينتظم في أعمال الإصلاح، انظروا كيف يتعامل الفقيه معه وكأنه وصله أسوأ خبر فهو يكذب أو يشك أو يقلل من أهمية هذه الخطوة، مع أن الفقيه يعلم جيدًا وضع المجتمع السعودي وأن خطوات الإصلاح فيه تحتاج أن تكون وفق نظام محدد وليست أعمالاً من نوع ردة الفعل.
باختصار.. الفقيه يسوؤه كل خير في هذا البلد، وبخاصة إذا كان هذا الخير للمواطنين، لأن ذلك ليس من صالحه، وهنا نقول.. ما أكثر الأخبار التي ستزيد الفقيه همًا على هم.
(10) الخيانة
قد يخفى على الكثير من الناس أن الفقيه حين أعلن قيام حركته هذه في لندن لم يذهب إلى لندن هاربًا أو متخفيًا، لا لم يقم بذلك، بل الفقيه كان في مهمة عمل رسمية وبتمويل من الجهة التي يعمل بها، ثم أعلن انشقاقه، أليست هذه الخيانة في أوضح صورها؟!
على أقل تقدير شريكه السابق وعدوه اللاحق (المسعري) كان أشرف منه، فقد هرب وتخفى ثم أعلن انشقاقه، هل عرفتم الآن كيف أن الفقيه خائن لمن أعطاه الثقة.
وعمومًا لو أردنا أن نتحدث عن منهج الفقيه في دعوى المعارضة لوجد الكثير والكثير من المغالطات التي تجعله في مزبلة التاريخ، لكن هذه إشارات تدل على بقية المنهج.
وفي الختام.. الفقيه هو أكثر من ينطبق عليه البيت العربي الشهير الذي يقول:
مساوئ لو قسمن على الغواني
لما أمهرن إلا بالطلاق!
فهو كذاب لا يحمل همًا دينيًا، ولا يتحلى بالرجولة أو مكارم الأخلاق (أناني يقدس نفسه حتى أقصى درجات التقديس، من أجل مصلحة نفسه قد يهلك أقرب الناس معه).. فهل يستحق مثل هذا أن يحظى بسماع الناس له، فضلاً عن إعطاء الثقة له؟!
للتواصل: فاكس: 2092858
|