* الدمام - سامي اليوسف:
يبدو أن الفريق الاتفاقي لكرة القدم (تحت 23سنة) في طريقه نحو تأكيد تخصصه في لقب بطولة الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله -.. عندما تأهل للمرة الثالثة على التوالي لنهائي البطولة عقب فوز مستحق وثمين جاء من فم الأسد الأهلاوي الجريح بثلاثة أهداف مقابل هدف.. أكد بواسطتها الاتفاقيون أحقيتهم بالفوز المهم لعباً ونتيجة.
ولعل حوار مساعد المدرب الاتفاقي عمر باخشوين ل(الجزيرة) يوم المباراة عندما اتخذ من التفاؤل شعاراً له ولجميع الاتفاقيين في مواجهة الأهلي بين جماهيره في جدة.. جاء مطابقاً للواقع تماماً.. فالمدرب الاتفاقي قال: نحن نتفاءل بجدة.. وقد سبق لنا أخذ الكأس وهزيمة الأهلي بنفس الملعب وبنفس البطولة قبل موسمين.
وفي مباراة السبت.. لعب الاتفاق بخطة محكمة ومتوازنة رسمها المدرب الهولندي بيترهامبورغ الذي عرف كيف تؤكل الكتف الأهلاوية راسماً الخطة المناسبة وفق قدرات وإمكانات لاعبيه الذين طبقوا ما أراد بانضباطية شديدة.. فاللعب من لمسة واحدة والضغط على حامل الكرة واعتماد عنصر المفاجأة في الدقائق العشر الأولى من كلا الشوطين.. حيث خطف الموهبة الاتفاقية الشابة الجديدة خالد الحارثي الهدف الأول في الدقيقة السابعة، ثم أضاف القحطاني الهدف الثاني مع مطلع الشوط الثاني.. وفي كلتا الحالتين كان لاعبو الاتفاق يتراجعون للوراء لإقفال منطقتهم الدفاعية بإحكام وتنظيف منطقتهم من الكرات الأهلاوية أولاً بأول.. والمراقبة اللصيقة لمفاتيح اللعب الأهلاوية مع يقظة دفاعية وللحارس المتألق عدنان السلمان واعتماد على الهجوم المرتد الخاطف استثماراً لسرعة الباشا والقحطاني ومهاراتهما.. وأبلى اللاعب الجديد راكان الدرسوني بلاءً حسناً عندما لعب مباراة كاملة مع الاتفاق لأول مرة وقام بتأدية مهامه على الوجه الأكمل.. وواصل القحطاني تتويج عطاءاته ومستوياته اللافتة في هذه البطولة بعد أن أخذ فرصته الكافية باللعب أساسياً على خلاف مباريات الاتفاق في الدوري. حتى إن التغييرات الثلاثة التي أجراها هامبورغ جاءت في محلها تماماً، فالحارثي لم تسعفه خبرته للعب مباراة كاملة.. والمغنم قدَّم كل ما لديه ومخزونه اللياقي بدأ بالانخفاض، والقحطاني لم تسعفه الإصابة على إكمال المباراة فأصبح لزاماً أن يريحه المدرب كي لا يخسره في النهائي.. كما أن البدلاء قدموا المطلوب سواء في منطقة الوسط أو مؤازرة المدافعين وتكوين ساتر دفاعي في وجه الهجوم الأهلاوي.
أخطاء أهلاوية
في المقابل.. فإن الأهلي تأثر بغياب أبرز لاعبيه في الوسط وكذلك حالة اللا انسجام في العمق الدفاعي ودفع ثمن الأخطاء الفردية وتأخر مدربه البرازيلي فالمير في إجراء تغييرات.. فالجاسم والشهري ومسعد كانوا مطلوبين في وقت مبكر وبخاصة الثنائي الجاسم ومسعد اللذان كانا مطلوبين مع بداية المباراة في ظل تواضع أداء البرازيلي بيتشارا في الوسط.
ولعل عنصر المفاجأة أو (الصدمة) الاتفاقية بالهدفين الأول والثاني أربك الأهلاويين وأفقدهم التركيز في ألعابهم وشكَّل عامل ضغط نفسي وعصبي على اللاعبين الذين لعبوا وسط جماهيرهم.. التي كفت أيديها عن التشجيع بعد تسجيل الاتفاق هدفه الثاني وكأنها تعرضت هي الأخرى للصدمة. بينما تدخل حكم المباراة في تقليل عدد الأهداف الاتفاقية في المباراة عندما لم يحتسب ضربتي جزاء على مدار الشوطين إحداها كانت واضحة وضوح الشمس في الشوط الثاني عندما تعمد المدافع الأهلاوي أحمد القرني إبعاد الكرة بيده وهو ممدداً على الأرض في منطقة الجزاء من أمام المهاجم الاتفاقي عبد الرحمن القحطاني الذي تعرض هو الآخر للعرقلة داخل الصندوق الأهلاوي في الشوط الأول. ولعل بعد الحكم عن الحالتين وعدم وضوح زاوية الرؤية عنصران ساهما في عدم تقدير الحكم مطرف القحطاني التقدير السليم قانونياً للحالتين.
باختصار نقول: إن الاتفاق استحق التأهل للمباراة الختامية للمرة الثالثة على التوالي في تاريخ المسابقة وجاءت الثلاثية في شباك الأهلي مستحقة لعباً ونتيجة رغم افتقاده لمهاجمه المشاغب صالح بشير.. ولعبة المباراة بدون لاعب أجنبي.. وكأن لاعبين يقولون: (إن كأس فيصل بات تخصصاً اتفاقياً).
|