ان من الموضوعات التي يجب أن تحظى بالاهتمام والمناقشة استعانة بعض الطلاب بالخطاطين لعمل بعض الوسائل الايضاحية، وتذمر أولياء أمور الطلبة من ذلك - وحق لهم أن يتذمروا- فتكاليف عمل مثل هذه اللوحات عالية جداً.
إن تزاحم الطلاب على أبواب الخطاطين يلزم أطراف العملية التربوية بالتعاون والتكاتف في الحد من هذه الظاهرة، فلا يكلف المدرس الطالب بعمل يعجز عن تنفيذه، بل يترك الأمر لاختيار الطالب، ويشجع الطالب الذي يعتمد على نفسه في تنفيذ ما يختاره من عمل. وإذا اعتمد على غيره يشعره المعلم بسوء تصرفه، وإذا تكرر منه ذلك لا يقبل منه ذلك العمل.
وكذلك فإن ولي الأمر له دور رئيسي في الحد من تلك الظاهرة، عندما يطلب منه ابنه تنفيذ ما اختار من عمل عند الخطاط، لا يستجيب لطلبه بل يطلب منه أن يتولى أمره بنفسه، ويوضح له أن هذا أنفع له وأحب للمعلم. وإذا أصر الابن على موقفه وابدى اعذاره، فعليك أخي ولي الأمر مراجعة المدرسة ومناقشة المدرس. فلا أعتقد وجود مدرس ما يصر على اعتماد الطلاب على غيرهم في تنفيذ ما يسند إليهم من أعمال، لأنه إذا وقع ذلك انتفى تماماً الهدف المنشود من تكليف الطالب بعمل بعض وسائل الايضاح. فلن تنهض البلاد الا على أكتاف ذوي الهمم العالية، ولن يتأتى ذلك لجيل عاجز فاقد للثقة بالنفس.
ومما يساعد على انتشار هذه الظاهرة ما يحصل من اهتمام بالأعمال التي تنفذ من قبل الخطاطين، فيفسح لها المجال سواء داخل المدرسة، أو فيما يقام من معارض. لذا يجب استبعاد أي عمل لم يكن للطالب من جهد فيه، حتى لو نقش اسمه عليه. إذا أدرك الجميع دورهم في الحد من تلك الظاهرة فإن مصيرها الزوال.
محمد بن فيصل الفيصل /المجمعة |