الفرنسيون يسلمون نيو أورلينز للولايات المتحدة

في مثل هذا اليوم من عام 1803 ودون إطلاق طلقة واحدة، قام الفرنسيون بتسليم نيو أورلينز ولويزيانا إلى الولايات المتحدة الأمريكية. ففي إبريل عام 1803 قامت الولايات المتحدة الأمريكية بشراء 282000 ميل مربع من فرنسا والتي كانت تلقب بلويزيانا الفرنسية في السابق. وقسمت المنطقة إلى منطقتين، كان النصف الشمالي منها أرض لويزيانا والتي قام لويس وكلارك بعد ذلك باستكشافها، وأرض أورلينز الجنوبية التي قطنها الأوربيون.
وبخلاف الأرض الشمالية غير المكتشف أغلبها والمتشعبة فقد كانت أورلينز منطقة صغيرة مأهولة بالسكان تمثل شريحة صغيرة من فرنسا في العالم الجديد.وكانت منطقة لويزيانا موطناً لحوالي 500000 شخص، وهم سكان فرنسيو الأصل كانوا يعيشون تحت الإدارة الاسبانية. ولم يكن هؤلاء المواطنون يعرفون أي شيء عن القوانين والمؤسسات الأمريكية، وأوكلت مهمة جلبهم إلى السيادة الأمريكية إلى الحاكم حديث التعيين بمنطقة ويليام كليبورن البالغ من العمر ثمانية وعشرين عاماً.ولم يتوصل المؤرخون إلى أي دليل حقيقي يدل على استياء الفرنسيين من انتقالهم إلى السيطرة الأمريكية، رغم ادعاء أحد الشهود أن المواطنين الفرنسيين بكوا عند استبدال العلم الفرنسي بالعلم الأمريكي في نيو أورليانز. كما استاء الشعب الفرنسي من تعيين حاكمهم الجديد بدلاً من انتخابه، وكبح جماحهم عندما حاولت الحكومة الأمريكية جعل اللغة الإنجليزية اللغة الرسمية وإلغاء استخدام اللغة الفرنسية. ولم يشكل الأمر أي فرق بخصوص معرفة كون كليبورن باللغة الفرنسية أو الاسبانية. وبعد فترة قصيرة وجد كليبورن نفسه منغمساً في بحر من التوترات العرقية والاضطراب السياسي الذي لم يفهمه بالقدر الكافي. وفي شهر يناير كتب إلى توماس جيفرسون يقول ان الشعب متعب وجاهل وكسول وغير مفيد. وللأسف وجد كليبورن أنه يقضي معظم وقته ليس في إدارة شئون الحكم ولكن للتعامل مع الأزمات المستمرة من شغب وسرقات وتمرد العبيد وعلى الرغم من مخاوفه، فقد عرف كليبورن بطريقة ما أن هؤلاء الأشخاص يجب أن يكونوا مواطنين أمريكيين، ومع مرور الوقت أحرز تقدماً هائلاً في جذب المواطنين إلى الاتحاد.
وفي ديسمبر من عام 1804 كان سعيداً عندما أبلغ جيفرسون أنهم بدأوا يدركون أن انضمامهم إلى الولايات المتحدة أمر مفيد. وظهر الدليل على ذلك بعد ثماني سنوات عندما وضع شعب منطقته أورليانز مسودة للدستور ولمسوا بأنفسهم مزايا كونها الولاية الثامنة عشرة في الاتحاد.