Tuesday 25th January,200511807العددالثلاثاء 15 ,ذو الحجة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

نساء في مهب الريحنساء في مهب الريح
فيصل بن سليمان الخرشت/ سكرتير عضو مجلس الشورى

جبل الناس على حب سماع الحكايات والاستفادة منها قديماً وحديثاً، فأسلوب القصص والروايات محببة للنفوس، والرواية وإن كانت في ذاتها عملاً ادبياً، إلا انه في الغالب يقصد منها توجيه رسالة معينة لتحقيق أمر معين.
وهذا ما هدف إليه معالي الشيخ عبدالرحمن أبو حيمد عضو مجلس الشورى في عمله الإبداعي الروائي الذي خرج مؤخراً (نساء في مهب الريح) ولقد اختار المؤلف لروايته عنواناً لطيفاً يجذب القارئ ويستهويه.
الكتاب رواية معبرة تصور حالة المجتمع السعودي في فترة مضت، صور الكاتب من خلاله البيئة النجدية التي ينتمي إليها.
لن أدخل في تفاصيل الرواية ومناقشتها من الناحية الفنية أو الإبداعية، ذلك أن هذا الأمر له فرسانه والمتخصصون فيه.
وما أسطره هنا في محور حديثي هو التأكيد على أمر مهم وهو ان مجتمعنا المحلي الصغير هو محط أنظار العالم، وإخراج مثل هذه القصص والروايات التي تدرس المجتمع، وتبين حالته قبل الطفرة وبعدها، والنقلة النوعية والحضارية التي شملت جميع مناحي الحياة سيحظى بعناية الآخرين ومتابعتهم.
المملكة ليست بلداً تعيش بذاتها ولذاتها، بل هي محط أنظار المسلمين وقبلتهم ومحجهم. وهي في دائرة الاهتمام العالمي لما حباها الله به من المشاعر المقدسة والقيادة الحكيمة، والمصادر والثروة الطبيعية التي ساهمت وما زالت في النهضة الصناعية العالمية.
لقد لعبت المملكة وما زالت دوراً رئيسياً في استقرار العالم ونموه وازدهاره بما تنتجه وتصدره من نفط وبيعه بأسعار معقولة، من هذه المنطلقات صارت المملكة محط أنظار العالم ليس العالم العربي والإسلامي وانما العالم بأسره، وصار تاريخها وتراثها وإرثها الثقافي والتاريخي والاجتماعي محل اهتمام كبير، وشمل هذا الاهتمام الشؤون الثقافية والفكرية ومنها القصص والروايات.
ولا يخفى على كل متابع ان العديد من الروايات التي نجحت على مستوى العالم من الناحية الادبية في أصلها تصوير لأعمال محلية كما هو الحال بما كتب عن الفتوات في مصر القديمة، او احياء الشام في عهود ماضية، وكانت هذه الروايات والقصص محط عناية الادباء والمثقفين في كل مكان، ترجم بعضها الى لغات اخرى في حركة تبادلية بين الشعوب المختلفة للأدب والفنون والتراث.
مع عجزي عن تقييم ما كتبه الشيخ أبو حيمد لعدم التخصص، فأني أكاد أجزم انه حينما كتب هذه الرواية بعد خدمة في الدولة قاربت الاربعين عاماً، ومعايشة طويلة لهموم الوطن، فإنما كان يعرض ما يراه سبيلاً لمعالجة آمال الوطن والأمة.
المتأمل لهذه الرواية وأسلوبها القصصي يجزم بأن هذه الرواية ستحتل مكانة طيبة في تسليط الضوء على المجتمع السعودي.
ما أحوجنا الى ان تقوم انديتنا الادبية بدراسة مثل هذه الروايات وتحليلها ونقدها بغية الاستفادة منها وابراز ما تطرقت اليه من تراث وثقافة.
وختاماً دعواتي الصادقة لكاتب هذه الرواية بالتوفيق وأن يواصل مسيرته الكتابية بمثل هذه الإشراقات الجميلة التي تحفظ لنا جزءاً مهماً من تاريخنا الوطني بأسلوب أدبي راق.
وفقه الله الى كل ما يصبو اليه.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved