قبل لقاء ديربي العاصمة الذي جمع الهلال بالنصر، كانت المعطيات تصبُّ في صالح الفريق الأول، فالروح المعنوية مرتفعة لدى أفراده بعد التأهل للمباراة الختامية على كأس ولي العهد، في حين كان النصر يعيش أسوأ حالاته بعد الخروج المر من المسابقة، بعد أن تعرَّض لهزيمة مؤلمة من القادسية المتواضع، فقرر كلُّ محبي الفريق الأصفر الابتعاد عنه طوال تدريبات الأسبوع الماضي، وكان الحضور مقتصراً على عدد قليل من الإداريين .. وقبل المباراة بقليل وأثناء عملية الإحماء العادية، شاهد لاعبو النصر جماهيرهم مزدحمة في المدرجات المخصصة لهم، تطالبهم بالتعويض عن مافات وهزيمة الهلال .. وساهمت الصحيات الجماهيرية والهتافات لعشاق الأصفر البراق في عودة الروح لأفراده الموجودين داخل الملعب، وهو ما كان واضحاً في الدقائق الأولى للمباراة، حيث بدأ النصر بالهجوم وتحصّل على عدة فرص وضربات ركنية، لكن الهلال بدأ بهز الشِّباك عن طريق الأنجولي باولو دسليفا. لكن هذا الهدف لم يطفئ ثورة هجوم النصر ليحقق الموهوب الحارثي هدف التعادل الذي قدمه هدية لجماهيره التي هتفت له، وللطريقة الرائعة التي سجل بها الهدف، والأسلوب الاحترافي الذي تعامل به مع كرة البيشي. وبذل لاعبو النصر مجهوداًُ خرافياً لتعويض محبيهم عن الإخفاق في المباراة الماضية، وكانوا عند حسن الظن، بعد أن ترك ديمتروف الاقتراع واختيار الطريقة واللاعبين المناسبين لمثل هذه الموقعة الهامة، وكانت تبديلاته موفقة. لكن ما يعاب على النصر ضعف لياقة لاعبيه التي ساهم انخفاضها الواضح في سيطرة الهلال على الربع الساعة الأخيرة، والتي شهدت حصول الفريق الأزرق على فرص كثيرة للتسجيل، لكن الخوجلي، الذي عاد لمستواه الكبير، رفض أن يخرج النصر مهزوماً بعد أن تفاعل مع الحارثي سعد والعملاق (قلب الأسد) محسن، على قيادة الفريق الأصفر لتحقيق نتيجة مرضية، أقلّها الخروج بنقطة واحدة دفعت بهم لاحتلال موقع مناسب في المربع الذهبي .. ونالوا ما سعوا له بعد أن أعادت الجماهير النصراوية الروح لنجومها بحضورها الجيد للمباراة، لتؤكد عشقها الدائم لفريقها مهما طالت سنوات الحرمان، ليتفاعل معها الأمير ممدوح ويقدم لها الشكر على حضورها الرائع. وانهار الأهلي ثلاثة أهداف استقبلها مرمى الأهلي في المواجهة الأولى التي خاضها على ملعبه أمام فريق الصفاقس التونسي، لتضعف هذه الكمية الكبيرة من الأهداف حظوظ القلعة في المرور للمباراة الختامية أمام الفائز من الاتحاد والهلال .. ومن مجريات اللقاء تبين أنّ النادي الأهلي غير جاهز لمنافسة خصمه، فظل لاعبو الأخضر تائهين وتوالت الأهداف، وأكدت المباراة أنّ الأهلي ما زال يعاني من مصاعب وثغرات مكشوفة في الدفاع والحراسة، وأنّ هذا الأمر لا يمكن علاجه في المستقبل المنظور، أجل الأهلي دخل اللقاء في ظل غياب عدد من نجومه، لكن هذا ليس أمراً مقبولاً بالسماح بتلقِّي ثلاثة أهداف في مباراة واحدة مهمة، وفي دور متقدم، ولم تبق سوى خطوة واحدة على بلوغ المباراة النهائية على كأس العرب، التي حرص أبناء القلعة على أن يكونوا موجودين فيها. لقد أكدت أحداث مباراة الأهلي والصفاقس أنّ ممثلنا في البطولة ارتكبت إدارته عدة أخطاء، أبرزها كثرة المشاركات في البطولات المحلية والخارجية، وصلت إلى سبع بطولات في موسم واحد، وهو لا يملك البديل الجيد .. ليتعرض الفريق لإخفاقات متتالية وتضيق فرصته في الحصول على لقب واحد من مجموع المسابقات الكثيرة التي كان موجوداً فيها، فهل تستفيد إدارة الأهلي من مثل هذه المواقف الصعبة، وتعيد صياغة القرارات التي تتخذها في هذا الجانب المهم، لتكون المشاركة أكثر إيجابية. الهلال والاتحاد ومواجهة من نوع آخر بعد غد الاثنين يعود الاتحاد والهلال للتنافس من جديد لخطف بطاقة التأهل للمباراة النهائية لبطولة الملايين، بطولة العرب .. والمواجهة الصفراء والزرقاء هي الخامسة ضمن سبعة لقاءات مجدولة لهما في هذه الموسم، كأكبر مواجهات تجمعهما طوال سنواتهما. الفريقان يملكان عدداً من العناصر الجيدة، ومدربيْن هما الأفضل في الدوري السعودي. لكن اللقاء القادم يختلف عن المباريات المحلية، فهو سيقام على الصعيد العربي، فهناك بعض الأنظمة واللوائح ستكون مطبّقة فيه، وأبرزها أنّ الهدف المسجل خارج الأرض سيكون بهدفين، وهذا قد يشكلِّ ضغطاً رهيباً على أفراد الاتحاد والهلال. لكن ما هو مؤكد أنّ الزعيم والعميد سيقدمان مباراة رائعة تليق بهما، وبما وصلا إليه. محطات ساخنة * الشباب عاد الى مستواه الرفيع بعد أن تم الاستغناء عن زي ماريو فكسب العين والاتفاق ليتصدر مسابقة الدوري، ويعود لأجواء المنافسة لخطف بطاقة التأهل الآسيوي. * الرياض في طريقه للهبوط لأندية الدرجة الأولى لتغلق المدرسة أبوابها لإشعار آخر. * الخوجلي عوّض إخفاقه في مباراة القادسية وكان بطلاً في مرماه وتصدى لعدّة هجمات خطرة في مواجهة الهلال. * عاد محسن الحارثي للدفاع فعادت الثقة لخط ظهر الأصفر .. (قلب الأسد) كان سدَّاً منيعاً كعادته. * لياقة لاعبي النصر كانت في أضعف حالاتها. * مشعل الموري نجم كبير سيكون من أبرز اللاعبين في المستقبل القريب. * عزيز أثبت أنّه لاعب المحور الذي لا غنى عنه. * منصور الثقفي يكثر من الاحتفاظ بالكرة وبسببها عطَّل الكثير من الهجمات النصراوية. * بدر الحقباني يحتاج إلى الاستمرار في المباريات لكسب لياقته بعد أن فقدها أثناء توقُّفه الطويل لعدم تجديد عقده. * البرازيلي مارسيلو كامتشو أثبت أنّه اللاعب الأجنبي الأول. * نايف الدوسري اعتقد أنّه يعطي في مركز الظهير الأيمن أفضل من الأيسر. * إدارة النصر عليها معالجة مشكلة الصقور العملية والتجديد للثلاثي: الحلوي، الحارثي، هادي شريف قبل فوات الأوان.
|