قال تعالى: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} (سورة التكاثر: 8). والنعيم هنا: صحة الأبدان والأسماع والأبصار، يسأل الله العباد: فيم استعملوها، وهو أعلم بذلك منهم، وهو قوله تعالى: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} (سورة الإسراء: 36). وقال ابن مسعود: النعيم: الأمن والصحة، وأخرج الترمذي وابن ماجة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في أول ما يسأل العبد يوم القيامة قال: (فيقول الله: ألم نصح لك جسمك ونرويك من الماء البارد). وقال أبو الدرداء: الصحة نماء الجسد. وقال وهب بن منبه: مكتوب في حكمه آل داود: العافية الملك الخفي، أي: مهنئ النعيم، المسؤول عنه يوم القيامة. ومع هذا فإن كثيراً من الناس يغفلون عن هذه النعم العظيمة، ويتناسون ماهم فيه من سلامة وصحة وعافية، ويهملون النظر والتأمل في أنفسهم، ومن ثم يقصرون في شكر خالقهم. وكل هذا يتطلب من العبد أن يشكر ربه، فإن شكر الله على ما أعطى وأنعم يزيد في النعم ويجعلها دائمة مستمرة، قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ }(سورة إبراهيم: 7)، ولا يكفي أن يكون الإنسان شاكراً بلسانه، بل لابد مع القول من العمل. والله المستعان.
(*) الرياض |