الله عزّ وجلّ قادر على خلق الإنسان، فقد خلقه في أحسن تقويم، وجعل أعضاءه ومفاصله في غاية الإبداع والتنظيم، وطلب منه أن ينظر في حنايا نفسه، وأن يتفكر في دقيق حواسه وعظامه، وخلايا لحمه وكريات دمه، ليتعرف على آيات الخالق المبدع سبحانه جلّ شأنه، والذي قال: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} (53) سورة فصلت، وقال: {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}(21)سورة الذاريات. وقد خص النبي - صلى الله عليه وسلم - السلاميات (وهي عظام الكف والأصابع والأرجل) بالذكر في حديثه، لما فيها من تنظيم وجمال، ومرونة وتقابل، ولذا هدد الله عز وجل، وتوعد كل معاند وكافر بالحرمان منها بقوله: {بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ} (4) سورة القيامة. وأي أن نجعل أصابع يديه ورجليه مستوية شيئاً واحداً، كخف البعير وحافر الحمار، فلا يمكنه أن يعمل بها شيئاً، كما يعمل بأصابعه المفرقة ذات المفاصل من فنون وأعمال. ومما ينبغي على المسلم والمسلمة حينما ينظر إلى قدرة الله تعالى في خلق عظام الإنسان وسلاميات جسمه، وغير ذلك يجب عليه شكر الله على سلامة الأعضاء، لأن سلامة أعضاء الجسم - حواسه ومفاصله وعظامه - نعمة كيبرة تستحق الشكر الكثير لله عز وجل صاحب النعم، وقد قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ} (6-8) سورة الانفطار.
(*) الرياض |