والعلم يحتاج الإخلاص وعدم المباهاة والتفاخر به، فعلى طالب العلم والعالم أن يخلص العمل والنية في علمه لله تعالى، ولا يقصد من ذلك إلا حفظ دينه وتعليمه الناس ونفعهم به، فلا يكون غرضه إلا فهم دينه وحفظه وتعليمه الناس كي ينتفعوا به، فلا يكون غرضه من تعلم العلم وتعليمه نيل منصب أو مال أو سمعة أو جاه، أو ليقال عنه إنه عالم، أو ليتعالى بعلمه على خلق الله عز وجل، ويجادل به أقرانه ويباريهم، فكل ذلك مذموم يحبط عمله، ويوقعه في سخط الله تبارك وتعالى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله تعالى، لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا، لم يجد عرف الجنة يوم القيامة) يعني ريحها. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من طلب العلم ليجاري به العلماء، أو يماري به السفهاء، ويصرف به وجوه الناس إليه، أدخله الله النار) وجاء أيضا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه.. رجل تعلم العلم وعلمه، وقرأ القرآن، فأتى به، فعرفه نعمة فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنك تعلمت ليقال: عالم، وقرأت ليقال: هو قارئ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار).
(*)الرياض |