فكثيراً ما أوصى نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم أصحابه بالرفق بالحيوان، وجاء في هذا قوله صلى الله عليه وسلم: (لعن الله من مثَّل بالحيوان). وقوله صلى الله عليه وسلم: (أما بلغكم إني لعنت من وشم البهيمة في وجهها أو ضربها في وجهها). وقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا ركبتم هذه الدواب فأعطوها حقها في المنازل، ولا تكونوا عليها شياطين). ونهى صلى الله عليه وسلم عن خصاء الخيل والبهائم وعن التحريش بينها. وقال صلى الله عليه وسلم: (اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة فاركبوها صالحة وكلوها صالحة). وقال عليه السلام: (دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض). وقال عليه السلام: (ما من إنسان قتل عصفوراً فما فوقها بغير حقها إلا سأله الله عز وجل عنها). قيل: يا رسول الله وما حقها؟ قال صلى الله عليه وسلم: (يذبحها فيأكلها ولا يقطع رأسها يرف به). ولم تكن رحمته بالحيوان أقوالاً فقط، بل كان خلقاً سامياً تمثل به في أقواله وأفعاله كيف لا، وهو صلوات ربي وسلامه عليه قدوة للعالمين، فها هو صلى الله عليه وسلم يأكل يوماً رطباً في يمينه، فحفظ النوى في يساره، فمرت شاة، فأشار إليها بالنوى، فجعلت تأكل من كفه اليسرى هو يأكل بيمينه، حتى فرغ وانصرفت الشاة. وكان صلى الله عليه وسلم يأكل لحم الطير الذي يصاد، ولكنه لم يكن يتبعه ولا يصيدهن بل يحب أن يصاد له، ويؤتى به إليه فيأكله. هذه هي الرحمة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يقول: (إن الله يحب الرفق في الأمر كله).
(*) الرياض |