| |
أضواء أجندة الحروب جاسر بن عبدالعزيز الجاسر
|
|
مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات النصفية لأعضاء مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين يتخوف الجمهوريون من فقدان الأغلبية التي يتمتعون بها في السنتين الماضيتين مع تعاظم عدم الرضا داخل الولايات المتحدة الأمريكية عن السياسة الخارجية لإدارة الرئيس جورج بوش، إذ إن هذه الإدارة التي يهيمن عليها المحافظون من الجمهوريين ورغم الخسائر الفادحة في العراق لا تزال تدفع باللجوء إلى الحروب للسيطرة على موارد الطاقة في العالم والتأمين القانوني لهذه الحروب، تضع الإدارة قوانين أحادية تحت غطاء محاربة الإرهاب ومواجهة الأنظمة الدكتاتورية مستفيدة سابقاً من هيمنتها على الكونغرس، وتتضمن أجندة المحافظين الجدد بعد احتلال العراق السيطرة على إيران لتضمن الاستيلاء على احتياطات النفط في العراق وربط نفوط العراق وإيران والمخزون النفطي في بحر قزوين، ولتنفيذ هذه المهمة يذهب اللوبي المناصر للحرب لدى الإدارة الأمريكية المدعم باللوبي الصهيوني لتغذية التحريض للحرب على إيران. وقد اتسعت دائرة التحريض لتوريط الدول الأوروبية من خلال إشراك حلف الناتو في الإعداد لهذه الحرب والتهيئة لغزو إيران بمشاركة إسرائيل حتى تتوزع المسؤولية بين الأمريكيين والإسرائيليين والأوروبيين، وتتولى وسائل الإعلام التي يسيطر عليها الصهاينة من يهود أمريكا وأوروبا التغطية السياسية والإعلامية لمواجهة أي معارضة في أوروبا وأمريكا، خصوصاً بعد تكشف حجم الخسائر الفادحة التي أصيبت بها القوات الأمريكية في العراق، إذ وصلت إلى أكثر من ثلاثة آلاف قتيل وفق الأرقام الرسمية التي تشكك في صحتها المصادر الإعلامية التي تعطيها أضعاف هذا الرقم، بالإضافة إلى مقتل ستمئة وخمسة وخمسين ألف مواطن عراقي، وتشريد ملايين العراقيين في دول الجوار. على ضوء هذه الحصيلة المأسوية في العراق ومثلها في أفغانستان وتردي شعبية الجمهوريين ومنظريهم من المحافظين الذين تشير التقارير إلى خسارتهم المتوقعة في الانتخابات البرلمانية القادمة التي لم يبقَ عليها سوى أسبوعين، فإن الإدارة الأمريكية حتى وإن خسرت الأغلبية في الكونغرس ماضية لتنفيذ الأجندة الخاصة بها؛ وهي السيطرة على احتياطيات الطاقة في العالم عن طريق الحروب دون النظر عما تسببه من كوارث ومآسٍ وخسائر في الأرواح مستغلين أية أسباب وأعذار من مكافحة الإرهاب إلى محاصرة النشاط النووي.
jaser@al-jazirah.com.sa |
|
|
| |
|