| |
السفر.. وخواطر عن الدبلوماسيين مصطفى محمد كتوعة
|
|
خلال استقبال خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين لسفراء المملكة في الخارج، وجهاهم - حفظهما الله - بتقوى الله عزَّ وجلَّ وبالعمل على تعزيز العلاقات بين المملكة والدول المعينين بها وأن يكونوا خير سفراء لدينهم ثم وطنهم وشعبهم. والحقيقة وأنت في الخارج تشعر بحالة رائعة من الاطمئنان عندما تتذكر سفارة بلدك حتى وإن لم تزرها. وإذا كنت فيها تمنحك شعوراً فريداً من علاقة الحب للوطن والحنين إليه، ووجود المواطن في سفارة بلده لإنهاء معاملة أو زيارة يزيح إحساساً بغربة قد تأخذ المسافر أياماً أو أسابيع وربما شهوراً حسب الهدف من السفر زيارات عمل وسياحة أو دراسة للمبتعثين، وبالتالي تكون العلاقة مع سفارة الوطن في الخارج بمثابة الحبل السري لارتباطه بالوطن الذي يظل حالة خاصة من الحب، وكل ما قد تشاهده من جماليات في بلدان العالم تظل في الذاكرة مخزوناً معرفياً وذكريات عن تلك الشعوب، أما الوطن فيبقى حالة خاصة من الانتماء ومكونات الحياة والوجود الطبيعي. عادة عندما أزور بلداً أحرص على زيارة السفارة السعودية لأقابل أحبة وإخوة نلمس فيهم دائماً تفانيهم في أداء مسؤولياتهم. ومن الدول التي أحرص على زيارتها إندونيسيا، والتي نعرف شعبها الطيب الودود والمضياف، وهي كما نعرف أيضاً أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان وبيننا وبينها (عيش وملح)، وبيننا وبينهم أرحام، ومنهم من يعيشون في بلادنا ويقومون بأعمال ومنافع لنا ولهم، كما نستقبل أعداداً كبيرة من حجاجهم ومعتمريهم. وفي كل مرة أتوجه فيها لإندونيسيا لابد وأن أزور السفارة، وكم أعتز بمقابلات عديدة مع سعادة السفير عبدالله بن عبدالرحمن عالم، وكان سفيراً لخادم الحرمين الشريفين في جاكرتا على مدى سنوات طويلة قبل انتقاله سفيراً لخادم الحرمين الشريفين في مسقط، وأعرف أعضاء السفارة الذين أحمل لهم كل تقدير واحترام وفي مقدمتهم سعادة السفير المعين الجديد الأستاذ عبدالرحمن محمد أمين خياط، والذي أذكر له من باب العرفان أريحيته وأخلاقه الرفيعة وحرصه على متابعة شؤون المتعاملين مع السفارة والذين تستقبلهم من مواطنين وإندونيسيين. وهو خير خلف لخير سلف، فالسفير عبدالرحمن خياط أسجل له بكل الاحترام والتقدير سجاياه الحميدة وأخلاقه العالية في التعامل ومتابعته للتفاصيل، خاصة وأنه كان الرجل الثاني ويشغل رئيس القسم القنصلي قبل ذاك.. وسيتسلم عمله الجديد بعد أيام سفيراً معيناً جديداً في إندونيسيا.. ونهنئه بهذه الثقة الكريمة ونتمنى له ولأعضاء السفارة ولكل السفراء التوفيق.لقد عرفت السفير عبدالرحمن لفترات طويلة خلال زياراتي، وأذكر له مواقفه وجهده الدؤوب، بل لا أبالغ إذا قلت إنه كان (الدينمو) في منظومة السفارة، ويقيني أن العلاقات السعودية الإندونيسية تشهد بإذن الله المزيد من التعاون ترجمة لتوجيهات القيادة الرشيدة، خاصة وأن العلاقات بين البلدين تربطهما أواصر الدين والتعاون الاقتصادي والتقني، كما أن شعب إندونيسيا متدين بطبعه، ويحرص على زيارة الأراضي المقدسة في هذا البلد الطيب حجاجاً ومعتمرين، ويجدون في السفارة السعودية كل محبة وترحاب تعكس أصالة المملكة. إنني أعرف السفير عبدالرحمن خياط ليس فقط من خلال زيارتي لإندونيسيا ومقابلتي له في دار السفارة هناك، وإنما هي معرفة قديمة، حيث علاقتي بوالده - رحمه الله- الشيخ محمد أمين امتدت لسنوات طويلة بحكم علاقة الجوار، وأذكر لوالده طيب أخلاقه وحبه للناس، وجمعتنا أواصر المحبة، لذلك كلما زرت السفارة في جاكرتا أشعر عند مقابلتي للأستاذ عبدالرحمن خياط بامتداد هذه العلاقة الحياتية في جدة مع أسرته. تحية لهؤلاء الرجال وهذه الكوكبة من العاملين في السلك الدبلوماسي، ولكل ممثليات خادم الحرمين الشريفين من سفارات وقنصليات، وهم خير سفراء بإذن الله لهذا البلد الطيب الذي نسأل الله أن يديم عليه أمنه وأمانه ورخاءه وأن يحفظ لنا قيادتنا الرشيدة. حكمة: رب لك الحمد وأنت أهله... من لزم التقوى أنار عقله.
|
|
|
| |
|