عززت شركة (سابك) مكانتها المتينة في قطاع الصناعات البتروكيماوية بتأسيسها شركة (كيان السعودية) بهدف تطوير وإنشاء وتشغيل مجمع متكامل للصناعات البتروكيماوية على مستوى عالمي في مدينة الجبيل الصناعية، بطاقة إنتاجية حوالي 1.350 ألف طن متري في السنة من الإثيلين وما مجموعة 2.584 ألف طن متري في السنة من المنتجات النهائية، ليتم تسويقها ضمن خطة استراتيجية تبنتها شركة (سابك)، تنطلق من توقعات نمو الطلب العالمي للمنتجات النهائية، ومستفيدة من الميزة النسبية التي تمتلكها الصناعة في المملكة من حيث التكلفة، وقرب المشروع من مصادر المواد الخام ومنافذ التصدير في الجبيل والدمام، إضافة لقوة (سابك) التقنية وموقعها الريادي في الأسواق العالمية.
وتدشن (سابك) بتأسيس (كيان السعودية) مرحلة تشغيلية جديدة ضمن مسيرتها في قطاع صناعة البتروكيماويات تتمثل في إنتاج مجموعة المنتجات الكيماوية المتخصصة التي ستنتج لأول مرة من قبل الشركة على مستوى صناعة البتروكيماويات في المملكة، إضافة لمجموعة منتجات (سابك) القائمة حالياً، وغيرها من المنتجات التي تهيئ آفاقاً واسعةً أمام الصناعات التحويلية. إلى جانب تطبيق الشركة الجديدة أحدث التقنيات العالمية التي تعزز قدراتها التنافسية، كما تعتزم إنشاء مركز للتطبيقات، يعنى بتطوير المنتجات والتطبيقات الصناعية، وبخاصة أبحاث البولي كاربونيت، وصناعات تحويلية جديدة للمملكة ذات قيمة مضافة عالية.
وتنطلق (سابك)، مالكة نسبة 35% من أسهم (كيان السعودية) التي تم تأسيسها نتيجة اتفاق مشاركة بين (سابك) وشركة الكيان للبتروكيماويات (كيان) التي تمتلك نسبة 20% من (كيان السعودية)، مع احتفاظ (سابك) بحق الإدارة الكاملة للمشروع وتسويق وبيع جميع منتجات الشركة حصرياً في الأسواق الرئيسة، نحو تحقيق نقلات نوعية في عمليات توسيع خطوطها التشغيلية للمنتجات البتروكيماوية المتخصصة عبر القاعدة العالمية التي تمتلكها باعتبارها من المنصات الصناعية المهمة في القطاع.
ومن المقرر أن يبدأ الإنتاج التجاري لأول مصانع (كيان السعودية)، في مدينة (الجبيل الصناعية)، مع الربع الثالث من العام 2009م، على أن يتم التشغيل على التوالي، بحيث تستكمل آخر مرحلة من مراحل تشغيل الطاقة التصميمية في العام 2010م، ويتوقع أن تتجاوز الطاقة الإنتاجية السنوية 5.6 ملايين طن متري من المنتجات البتروكيماوية والكيماوية، في الوقت الذي تصل فيه الطاقة المصنعية للمجمع إلى 6.1 مليون طن متري.
وتشير الأرقام الحالية إلى أن الاستثمارات الإجمالية لمشاريع تطوير قطاع البتروكيماويات في المملكة العربية السعودية ستصل إلى 283 مليار دولار خلال السنوات القليلة القادمة، في الوقت الذي تقدر فيه حالياً الاستثمارات الإجمالية في مجال صناعات النفط والغاز بنحو 69 مليار دولار، فيما تشتمل خطط تطوير مشاريع البنية الأساسية التي تدعم مشاريع النفط والغاز على استثمارات بقيمة 40 مليار دولار و45 مليار دولار مستثمرة في قطاع البتروكيماويات.
وتستحوذ استثمارات شركتي أرامكو السعودية وسابك على النسبة العظمى من استثمارات المملكة في قطاع البتروكيماويات، ويرى متخصصون في مجال الصناعة أن (سابك)، وهي من أكبر عشر شركات عالمية في إنتاج البتروكيماويات، وعبر خططها التوسعية في الصناعة، ستلعب دوراً رئيساً في زيادة معدلات النمو المستقبلية في قطاع البتروكيماويات بمنطقة الشرق الأوسط من خلال عدد من المشاريع الجديدة منها توسعات في إنتاج الإيثلين، البروبلين، البولي بروبيلين، البولي إيثيلين، الفولاذ، الميثانول واليوريا، إلى جانب توقعات بأن يبلغ إنتاج سابك في العام 2015م ليصل إلى مائة مليون طن متري.
وتستفيد المشاريع البتروكيماوية في المملكة من توفر بنية تحتية قوية للصناعة إلى جانب مزايا التكاليف التنافسية المتعددة، بما في ذلك التكاليف الثابتة والمتغيرة، فضلاً عن توفر الغاز الطبيعي بأسعار متدنية، لتشكل هذه المزايا مجتمعة من المملكة وجهة رئيسة للاستثمار في إنتاج الأوليفيات ومشتقاتها المصاحبة.
وينظر للسعودية عالمياً بأنها ستكون في المرتبة الأعلى في الشرق الأوسط في الصناعة البتروكيماوية، والتي نمت بشكل مضطرد منذ عام 1983م وتصاعد الإنتاج الحقيقي في السنوات العشرين الماضية عشرة أضعاف، حيث تشكل الصناعة البتروكيماوية في السعودية حالياً 12% من الصناعات البتروكيماوية على المستوى العالمي، بإنتاج يصل إلى 42 مليون طن سنوياً، ويتوقع أن يرتفع ليصل إلى 50 مليون طن في السنوات العشرين القادمة، أي ما نسبته 13% من الإنتاج العالمي، خصوصاً مع ما يشكله إطلاق مشاريع مدينتي الجبيل (2) وينبع (2) كمؤشر على استراتيجية حكومة المملكة في تشجيع قطاع البتروكيماويات.