تستقبل صناديق الأندية الرياضية ملايين الريالات سنوياً من أعضاء الشرف ومن الجماهير التي تدفع بأشكال مختلفة، هذا بخلاف الميزانيات الثابتة التي تحصل عليها من الدولة ومع ذلك فهي دائمة الشكوى من الفقر وانها بحاجة للمساعدة، ومناشدات رؤسائها للمتبرعين من أعضاء الشرف وغيرهم لا تخلو منها صحفنا اليومية! هذا بالرغم من انها أكثر الجهات استقبالا للمساعدات وربما تفوقت على الجمعيات الخيرية في هذه الخاصية! ومع ذلك فهي لا تشبع من استقبال التبرعات ولا تمل من الشكوى!
وفي نفس الوقت الذي تتحدث به الأندية عن فاقتها وحاجتها الماسة تفاجئنا بصفقات بملايين الريالات لشراء لاعبين والتعاقد مع مدربين!
وتأتي حكاية المدربين لتضيف ما يثير التساؤلات حول مسؤولية الأندية عن الميزانيات الكبيرة التي تبدد على المدربين الذين لا يكادون ينقطعون عن مطاراتنا فهم في حركة قدوم ومغادرة دائمة، واللافت للنظر ان المدرب الذي يفشل في تحقيق انتصارات مع فرقنا الرياضية يحقق انتصارات مع الاندية العالمية بل ومع منتخب بلاده! فيسارع ناد آخر بالتعاقد معه ولكنه يواجه نفس المصير المحتوم! وقد يمكث المدرب لعدة أسابيع أو أشهر وقبل وأثناء التعاقد معه تطلق حوله حملة إعلامية عنه وعن سمعته الكروية الممتازة وانه سيأتي بما لم تأت به الاوائل ولكنه بعد عدة مباريات يبدأ إطلاق التصريحات بأن المدرب سبب الخسائر ولهذا يقرر الرئيس (إنقاذ) سمعة النادي -والمدرب هو كبش الفداء الجاهز دائما- فيطرد غير مأسوف عليه ويغادر متأبطاً بضعة ملايين من خزينة النادي!
أنديتنا (الفقيرة) كانت سببا مباشرا في زيادة أرصدة الكثير من المدربين العالميين وليس (المحليين)!! لذا يحسب لها مشاركتها في رفع مستوى معيشة المدربين الأوروبيين والبرازيليين وغيرهم.. ولعله قد حان الوقت الذي يجب فيه توجيه الأندية في عدم التسرع في التعاقد والالغاء حرصا على ثبات مستوياتها وترشيد صرف ميزانياتها التي ما تزال تحت رحمة القرارات الفردية، على انه من الممكن ان يتم وضع لجان تشرف على الميزانيات لمساعدتها على التخلص من عجزها المالي المزمن الذي نحاول ان نقتنع به لولا عشرات الملايين التي تنفق على اللاعبين والمدربين!!
فهد الحوشاني
alhoshanei@hotmail.com