Al Jazirah NewsPaper Monday  13/08/2007 G Issue 12737
الريـاضيـة
الأثنين 30 رجب 1428   العدد  12737
من القلب
العقوق الهلالي
صالح رضا

حاولت جاهداً أن أسبغ على نفسي نوعاً من التفاؤل بواقع هلالي إيجابي من خلال المقابلة التي أجراها الزميل أحمد العجلان مع سمو رئيس النادي الأمير محمد بن فيصل، ولكني تأكدت من سوء الواقع الهلالي من خلال تلك المقابلة؛ ففي إجابة سموه حول المستوى العالي لصفقات ناديي الشباب والنصر.. قال سموه بما معناه أن اللاعبين المتواجدين ممتازون ولا نحتاج إلى أي لاعب من خارج النادي عدا مالك معاذ وأسامة هوساوي!!

إجابة سموه تؤكد أن الواقع الهلالي يمر بفترة صعبة جداً في الوقت الذي تتسابق فيه الأندية الأخرى لبناء فرقها؛ فالهلال يلعب منذ فترة طويلة دون ظهيرين فاعلين، وإذا اعتبرنا الخثران والعنقري ظهيرين كفأين لفريق كبير كالهلال فهذه مصيبة بحد ذاتها، والمصيبة الأكبر أن تكون هناك قناعة بهما كظهيرين متمكنين.. فالهلال محتاج فعلاً إلى لاعبين من الداخل كحاجته إلى اللاعبين الأجانب، وأهم نقاط الضعف التي تحتاج إلى التغيير الشامل هي الأظهرة التي تسببت كثيراً في فقدان الفريق لهويته، وأيضاً يحتاج الفريق إلى صانع ألعاب وطني مع الشلهوب وعدم الاعتماد على التايب كلياً في هذا الصدد؛ لأنه معرض للمشاركة مع منتخب بلاده، كما يحتاج الفريق إلى مهاجم قوي إلى جانب ياسر القحطاني حتى لا نخسر ياسر بتركه وحيداً بين غابات السيقان والأرجل؛ فالهلال يحتاج حقيقة إلى أربعة لاعبين محليين على مستوى عال من التمكن والقدرة كحل عاجل للموسم الحالي حتى يبقى الزعيم متوهجاً وزعيماً.. هذا عدا إعطاء الفرصة بشجاعة للاعبين المصعدين من الدرجات الدنيا للفريق الأول، وهذه أشار إليها الأمير محمد بن فيصل مشكوراً في حديثه ل(الجزيرة).. شرط أن تكون الاستفادة من كوكبة اللاعبين الشباب المصعدين وفق آلية واضحة وليست نتاجاً لانفعال وقتي كما يبدو من كلام سمو رئيس النادي.

من ناحية أخرى فالوضع الإداري لا يطمئن أبداً.. فالاستقالات بدأت بالسيد عبدالرحمن المعمر وانتهت بالمهندس طارق التويجري - الشاب القدوة الذي لا يعوض -؛ مما يعني وجود هوة كبيرة بين الرئيس وأقرب الناس إليه وهم أعضاء مجلس إدارته، فضلاً عن الموقف السلبي للكثير من الشرفيين لسوء التواصل معهم.

ولأن الهلاليين جميعاً مسؤولون عن تردي أوضاع ناديهم بنسب متفاوتة.. فالجميع يمارس عقوقاً صريحاً مع الصرح الأزرق.. ليبق سؤال حائر وهو: من المنقذ؟!

تذمر عدد من اللاعبين في فريق برشلونة العتيد من جولتهم الآسيوية، وهم تحديداً مدافعا الفريق الفرنسي تورام والإيطالي زامبروتا. وقد انبرى للرد عليهم المدرب فرنك ريكارد اللاعب الهولندي السابق مدافعاً عن إيجابية الجولة الآسيوية. وتعجبت: أين رئيس النادي الكاتلوني خوان لابورتا من هذا الحدث وكيف لم يتصد للاعبين ولو من باب الحرص على الظهور الإعلامي الذي أشقى بعض رؤساء أنديتنا؟

فلو كان المنتقدون لاعبين محليين وفي ناد محلي لانبرى لهم رئيس النادي مقرعاً وموبخاً ومعنفاً، وموعزاً لجوقته الصحافية بشن حملة لا تبقي ولا تذر، فمن انتقد رحلة الفريق اليوم سيتجرأ وينتقد بعض آراء وأعمال صاحب السعادة رئيس النادي، ثم بعد تشبع (الريس) من الظهور الإعلامي يوعز للاعبين بنفي حديثهما التذمري وتنتهي الحكاية.

إن الظهور الإعلامي لدى بعض رؤساء أنديتنا هو مرض لدى البعض أخذ يتغلغل في دواخلهم حتى أصبحوا لا يطيقون بعداً عن الفلاشات وأضواء الكاميرات، حتى لو استدعى الأمر كذبة (بيضاء) فماشي الحال، أو كذبة (صفراء) فما في مشكلة.. فكله يهون في سبيل ظهور (الريس).. أما فرقة (حسب الله) لتلميع (الريس) فكل منهم يزايد على الآخر في التضحية بل التفنن في التضحية من أجل إظهار الإخلاص المنقطع النظير لسعادة الرئيس.

والرئيس الذي يؤخر رواتب صغار العاملين في النادي في الوقت الذي لا ينقطع فيه مدده عن الفرقة الإعلامية لهو رئيس ينعدم لديه الحس الإنساني أولاً ثم الحس بفداحة ظلم صغار العاملين بتقتير رزقهم عليهم ثانياً وهو حس حقوقي.. وواجب شرعاً ونظاماً لا ينبغي أن يغيب عند أي مسؤول؛ ف(كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).

والشيء بالشيء يذكر.. ومن خلال معرفة جيدة بسمو الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز.. أشهد لله أني لم أر مثل هذا الرجل حرصاً على حقوق صغار الموظفين بل المستضعفين بصورة عامة عندما كان رئيساً للنادي.. فهو يستمع لهم ويقف معهم ويتلمس حاجاتهم قبل غيرهم من كبار الموظفين في النادي أو حتى من اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية، وإلى الآن ووضعه كما هو بصفته عضو شرف، ووالله إني لأغبطه على هذا الحرص على حقوق صغار العاملين والتواضع لهم ونصرتهم في الحق، وهذا فضل من الله كبير لا يعطيه إلا لمن اجتبى من خلقه.. فكم يحتاج وسطنا الرياضي كخالد؟!!.. أترك الإجابة للقارئ الكريم!!

نبضات!!

* بعد التلاحم الجماهيري الكبير تشجيعاً ودعماً لمنتخب الوطن خلال بطولة أمم آسيا الأخيرة.. أرى أن تشفير مباريات المنتخب الوطني جريمة في حق الوطن!

* التنظيم الداخلي وتطبيق أنظمة الفيفا على الجميع ودون استثناءات هو الأساس في احتراف اللاعب السعودي خارجياً.. فلا بد من احترام الأنظمة وتطبيقها على الجميع لتصحيح وضع الاحتراف لدينا!!

* المحترف البرازيلي قصير القامة نحيل البنية في صفوف النصر لا يبشر بخير أبداً، فمهما تكن مهارته فإن بنيته لا تساعده على الكرّ والفرّ في المباريات ذات الطابع الرجولي.. في حين أن البنية القوية أصبحت من أساسيات كرة القدم الحديثة!!

* طلال المشعل عومل معاملة جافة من قبل الإدارة الأهلاوية، ولعلها ناتجة عن تصرفات سلبية سابقة للمشعل، وكنت أرى أن يُعطى فرصة أخيرة بحكم أن الإنسان كلما كبر كان أكثر نضجاً وتعقلاً!!

* اللقاء المفبرك مع طلال المشعل يوضح بجلاء أي مستنقع آسن يعيش فيه هؤلاء.. نسأل الله لهم الخروج من ضيق ذلك المستنقع!!

* كنت أتمنى من الإدارة الأهلاوية إعارة الهلال اللاعب مالك معاذ في البطولة الآسيوية مقابل ذلك المبلغ الذي ذكر أنه في حدود ثمانية ملايين ريال.. ولمَ لا؟!

* يقال إن العشق الذي يكنه الأهلاويون للاعب مالك معاذ هو سبب مباشر في عدم التفريط فيه حتى ولو لفترة محدودة.. ومن الحب ما قتل!!

* هناك من وجد الفرصة في خسارة المنتخب لنهائي كأس أمم آسيا ليعيد المطالبة باللاعبين المنتشري ونور، وهذه مقبولة، ولكن أن تصل المطالبة باللاعب محمد أمين حيدر بدلاً من ياسر أو معاذ.. فهذا نقص حقيقي في الإدراك!!

* الهلال سائر على خطى النصر بشكل متقن.. وقد يتعافى النصر هذا الموسم بينما الهلال يبقى يصارع على مراكز الوسط وما دون!!

نبضة:

السفل إذا تمكنوا استطالوا!!

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 6891 ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد