الرياض - «الجزيرة»
قال خبراء إن قطاع التمويل الإسلامي انتقل من النطاق الضيق إلى النطاق الواسع في أوروبا فيما تأخذ المؤسسات والمصارف الغربية الأدوات الإسلامية بصورة متزايدة كخيارات تمويلية مهمة.
وفي أوروبا أصبحت بريطانيا وسويسرا مراكز عالمية لتطوير التمويل الإسلامي في سوق عالمية يقدر بشكل متحفظ أن حجمها يزيد عن نصف تريليون دولار.
والإسلام هو أسرع الديانات نمواً في أوروبا فيما تشهد عدة دول ارتفاعاً سريعاً في أعداد السكان المسلمين.. وفي بعضها وبخاصة المملكة المتحدة قاد ذلك إلى طلب متصاعد على منتجات تمويل إسلامية.. إلا أن الاهتمام في أوروبا بالتمويل الإسلامي ليس محصوراً بالمسلمين حيث سجلت إصدارات الصكوك مثلاً قفزة هائلة في النصف الأول من العام الحالي مع دخول المزيد من المصارف والمؤسسات المالية الإسلامية لهذا المجال الاستثماري.
وستكون موضوعات الابتكارات الهيكلية للصكوك ونموها في الأسواق غير الإسلامية ومخاطر الصكوك وإدارة السيولة هي بعض المواضيع التي ستطرح على بساط البحث خلال منتدى التمويل الإسلامي العالمي في أوروبا الذي يُقام في المركز التجاري العالمي بزيورخ السويسرية بين 29 أكتوبر و1 نوفمبر 2007م.
وحققت الصكوك نمواً هائلاً بنسبة 75% إلى 85 مليار دولار على شكل إصدارات جديدة جارية في النصف الأول من العام الحالي.. وتمَّ خلال النصف الأول من هذا العام جمع 24.5 مليار دولار من الأموال ليتجاوز ذلك تقريباً حجم الإصدارات الجديدة للصكوك بالكامل في عام 2006 الذي بلغ 26.8 مليار دولار وفقاً لخدمة المعلومات المالية الإسلامية، الشريك الإعلامي الشبكي للمنتدى.
وقال بنك لندن والشرق الأوسط، وهو ثاني أكبر بنك إسلامي استثماري في لندن وأحد البيوت المالية الإسلامية التي تشارك في منتدى زيوريخ، إن نمو سوق الصكوك هو نتيجة لوعي أكبر بالتمويل الإسلامي والقبول الأسرع في أوروبا للصكوك كوسيلة استثمارية.
ويشكل المستثمرون الغربيون حوالي 70-80% من مشتري الصكوك الصادرة في الشرق الأوسط مقابل 20-40% العام الماضي.. وبرز ذلك من خلال اثنين من أكبر إصدارات الصكوك هذا العام الأول بقيمة 1.5 مليار دولار الذي أصدرته موانئ دبي العالمية الذي خصص 60% منه لمستثمرين أوروبيين وإصدار بقيمة 2.53 مليار دولار من شركة الدار العقارية ومقرها أبوظبي التي شهدت شراء مستثمرين غربيين 80% منه.
واستقطبت سوق الصكوك اهتماماً واسعاً من البنوك الأوروبية وصناديق التأمين والتقاعد اعتقاداً منها بأن قوة اقتصادات منطقة الخليج حيث يتم إصدار العديد من الصكوك توفر عوائد جيدة مدعومة بالعوائد النفطية الكبيرة ومشاريع البنية التحتية الضخمة.
وقال سواتي تانيجا مدير المؤتمر من الشركة المنظمة آي آي آر الشرق الأوسط: (نمت سوق الصكوك بصورة درامية منذ افتتاح أول منتدى للتمويل الإسلامي في دبي عام 2002 حيث كانت قيمة الإصدارات الجديدة في ذلك الوقت تصل إلى أقل من 500 مليون دولار مقارنة إجمالي إصدارات بقدر بحوالي 50 مليار دولار في العام الحالي).
وتابع قائلاً: (معظم المحللين يعتقدون بأن سوق الصكوك على المدى المتوسط ستواصل النمو حتى في ظل أزمة الائتمان العالمية.. فبخلاف السندات التقليدية فإن الصك يمنح حامله ملكية نسبية للأصل المستند عليه إضافة إلى دخل يولده ذلك الأصل).
في غضون ذلك لم يكن هناك من مفر من أزمة الائتمان التي تمر بها الأسواق العالمية على سوق الصكوك حيث أعلنت دانة غاز الإماراتية عن تأجيل تسعير إصدارها من الصكوك بقيمة مليار دولار حتى سبتمبر المقبل بسبب ضعف سوق الائتمان.. كما قام بنك الخليج الأول في الإمارات وبنك اثمار البحريني قبل ذلك بتأجيل إصداراتهما من الصكوك.
وسيقوم منتدى التمويل الإسلامي العالمي أيضاً باستكشاف فرص توسع التمويل الإسلامي في أوروبا وموضوع التمويل الإسلامي ووكالات التصنيف والإستراتيجيات الجديدة في إدارة الثروات والصيرفة الخاصة والاستدامية في المنتجات المالية الإسلامية.
ومع أكثر من 40 متحدثاً وأكثر من 20 جلسة وورشتي عمل تفاعليتين فإن منتدى التمويل الإسلامي في أوروبا يحافظ على أهميته كأبرز المؤتمرات المتخصصة في هذا المجال للقطاع المالي الإسلامي.. ويُعقد المؤتمر بالتعاون مع مؤشرات داو جونز وإنترناشيونال تورنكي سيستمز راعياً بلاتينياً وباث سولوشنز راعياً ذهبياً.