متابعة وتصوير - بندر الايداء

أغلقت الشركة المالكة لموقف سيارات الأجرة بين المدن بجنوب الرياض المدخل الرئيسي للموقع، كما قطعت التيار الكهربائي عن الصالات المعدة للجلوس وعن الخدمات المساندة لها مثل أماكن الوضوء ودورات المياه، فيما طالبت الشركة مئات السائقين مغادرة الموقع الذي تم تخصيصه لهم منذ سنوات.

(الجزيرة) زارت الموقع والتقت سائقي الأجرة الذين رفضوا الخروج من الموقف مطالبين الجهات المعنية بالتدخل ومتهمين الشركة بتضييق الخناق عليهم ومنعهم من الوقوف، مشيرين إلى أن الموقف خصص لهم منذ أكثر من ست سنوات بعد انتقالهم السابق من البطحاء إلى الموقع الحالي في مركز النقل العام جنوب الرياض. وطالبوا بتدخل الجهات الحكومية من أجل إيقاف قرار الشركة أو توجيههم لموقع بديل لحفظ مصدر الرزق الوحيد لهم في ظل الارتفاع المحموم لمتطلبات الحياة (بحسب تعبيرهم). ويؤكد السائق بادي العتيبي التزامه وجميع السائقين بالتوجيهات.. وأضاف: انتقلنا إلى هذا الموقع استجابة لهم قبل عدة سنوات ولكن يبدو أن ثمة إشكالات وقعت بين الشركة المالكة ومتعهدي سيارات الأجرة (الدلالين) دفعت الشركة لاتخاذ هذا الإجراء، حيث إن هذه المكاتب ملزمة بدفع قيمة الإيجارات سنوياً للشركة مقابل الحصول على موقع صغير يقدم خدمات التسجيل ويرصد حركة التفويج وأسماء الركاب المغادرين والقادمين، إضافة إلى تنظيم الدور بين سائقي الأجرة. ويواصل العتيبي حديثه قائلا: تتقاضى هذه المكاتب وعددها 4 مكاتب في الموقع نسبة 10% من كل سائق يستفيد من خدمات الموقع الإدارية والتنظيمية، إضافة إلى المرافق العامة عند مغادرته المنطقة. ويشرح العتيبي الوضع الذي يعيشه ويقول: هذه الوظيفة الوحيدة التي اعمل بها وعمري يتجاوز الستين عاماً وأعول تسعا من البنات ولا اعرف ماذا اعمل بعد أن أصبحت ضحية للاختلاف بين الشركة المالكة وأصحاب مكاتب التفويج (الدلالين).. وأشار إلى أن أصحاب المكاتب وهم الجهة المستأجرة من الشركة تواروا عن الأنظار فجأة في الوقت الذي لم يتلق هو وبقية السائقين أي إنذار من الشركة أو إشعار مسبق للخروج قبل أن يقعوا بتلك الإشكالية على حد تعبيره!.

من جهته قال أحد السائقين الذي رفض الإفصاح عن اسمه: قد تكون محاولة إبعادنا من الموقع بهذه الطريقة تهدف لمصالح جهات أخرى، حيث إن وجودنا في هذا الموقع قد يسبب مضايقة لمنافسين آخرين في نفس المجال وتابع: نحن نساهم في توفير بعض الخدمات الإضافية للموقع مثل المفارش وذلك على حسابنا الخاص منذ زمن بعيد وكنا على استعداد للمشاركة في دفع الإيجارات المتعثرة على مكاتب المتعهدين في حالة وجودها والسعي لإيجاد الشخص المناسب لاستئجار المكاتب في سبيل المحافظة على موقعنا المخصص لنا وسلامته الذي يمتاز بوجوده قرب مركز النقل العام ويحظى بتوافد المسافرين له من جميع مناطق المملكة. ويضيف.. كان من الواجب أن يتم التنسيق لإيجاد موقع بديل لنا قبل أن تفاجئنا الشركة بهذا التصرف التي تسبب في قطع مصدر الرزق الوحيد.مصادر (الجزيرة) أكدت أن الشركة اتخذت هذا الإجراء في حق المئات من السائقين نتيجة مماطلة ثلاثة من مكاتب المتعهدين (الدلالين) في الالتزام بدفع الإيجار المستحق عليهم في الوقت الذي اختفى فيه أصحاب تلك المكاتب عن الأنظار.