فجعنا نحن أبناء محافظة الخرج الغالية يوم الاثنين الموافق 21-12-1428هـ بوفاة والدتنا المربية الفاضلة والدة الدكتور عبدالله البكيري، حتى تولدت لدي رغبة صادقة نبعت من أعماق قلبي تدفعني إلى امتطاء صهوة القلم للكتابة عن رحيل هذه السيدة الفاضلة التي لبت نداء ربها، وعلى الرغم من إيماني الكامل بأن الموت نهاية كل إنسان كما هي حقيقة الحياة للسنوات التي يقدرها الخالق الباري لكل مخلوق من مخلوقات لا تتقدم ساعة ولا تتأخر أبداً، فالبقاء لله وحده سبحانه وتعالى فإنه رغم كل ذلك فإن الكتابة عن رحيل أم عبدالله أجدني مشدوداً إليها وغير قادر على الإحجام أو التوقف عن بيان مآثر هذه السيدة الفاضلة، فإن كل من عرف هذه المرأة الصالحة أو تعرف على أحد أبنائها الكرام فإنه لا يمكنه إلا أن يرفع يده إلى السماء بالدعاء لها بالمغفرة والرحمة.
وإن كنت أنسى فلن أنسى أنه عند استعدادي أنا وابنها الدكتور عبدالعزيز للسفر بهدف الدراسة في بريطانيا تدعو لنا بالتوفيق وتوصينا بتقوى الله، إن هذه المرأة لا فرق بيني وبين ابنها في الدعاء والحرص، وتضم بين ضلوعها قلباً ناصع البياض لا تحمل الحقد ولا الضغينة لأحد، كانت -رحمها الله- الأم المثلى. وأجد أن الحزن مع الألم يتجددان كلما وجهت وجهي نحو محافظة الخرج، حيث تقيم هذه المرأة الصالحة ومما يزيد في تقدير هذه المرأة الفاضلة أنها كانت صاحبة لوالدتي -رحمها الله- مما يزيد في حقها علي. وأعزي نفسي بعد فراق هذه المرأة الصالحة أنها أنجبت كوكبة من الأبناء والبنات الذين هم خير من يقتدى به في العلم والعمل. أدعو الله لها بالرحمة والمغفرة، سائلاً الله أن يحشرها بفضله وكرمه في زمرة عباده الصالحين وحسن أولئك رفيقاً.