الجزيرة - فهد الشملاني

اتهم المتعاملون في سوق الخضار وأصحاب محال التجزئة موردي الخضار والمسيطرين على السوق باختلاق أزمات في بعض منتجات الخضار من أجل رفع سعرها لفترة محددة. وأشاروا إلى أن بعض الموردين ابتكروا أساليب لرفع أسعار بعض الخضار، وذلك بتقليص طرح هذا النوع في السوق؛ ما يؤدي إلى شح الكميات وبالتالي ارتفاع السعر. وبينوا أنهم لاحظوا هذا الأسلوب منذ بداية العام الحالي، حيث تم استهداف أكثر من ثلاثة أنواع من الخضار خلال فترات متتالية. ولفتوا إلى أن السوق يشهد حاليا تذبذباً في أسعار الطماطم المحلية والمستوردة، حيث قفز سعر الكيلو من 3 ريالات إلى أكثر من 10 ريالات في محال بيع الخضار والفاكهة ومواقع (السوبرماركت). فيما قفزت أسعار سلة الطماطم المنتج محلياً إلى 70 ريالاً، والمستوردة من تركيا التي كانت في السابق تباع بسعر 8 ريالات إلى 25 ريالاً. وأرجع محمد العبد الهادي صاحب محل خضار الارتفاع المفاجئ في بعض أنواع الخضار إلى قلة العرض في السوق، وتحكم تجار الجملة في الكميات المعروضة، وهو ما يؤدي إلى زيادة الطلب بشكل كبير على هذه السلعة؛ ما يفضي حتما إلى زيادة السعر.

وأشار إلى أن سبب شح بعض الخضراوات في الأسواق من فترة إلى أخرى يرجع إلى الموردين الذين يبررون قلة العرض بخفض النشاط؛ كي لا يتم إغراق السوق بسلع معينة يؤدي إلى كسادها، مستدركاً أنه يلحظ قصد منتجات بعينها لفترات محدودة، يتم فيها تقنين طرحها إلى السوق باتفاق جُلّ الموردين، مؤكدا أن ارتفاع سعر بعض منتجات الخضراوات الأساسية هو أسلوب جديد للتلاعب في الأسعار، مدللاً على ذلك بارتفاع سعر الكوسة خلال الفترة الماضية بشكل كبير جداً؛ حيث ارتفع من 3 إلى حوالي 18 ريالاً للكيلو الواحد، واستمر السعر على هذه الوتيرة فترة تقارب الشهر ونصف الشهر، تخللها ارتفاع غير مبرر في سعر الباذنجان، والآن جاء الدور على الطماطم. موضحاً أن أصحاب محال الخضار يذهبون كل يوم إلى سوق المزاد العلني للخضار وهم يتوقعون كثيراً من المفاجآت في الأسعار. وطالب السعود بضرورة تدخل الجهة المسؤولة للحد من ظاهرة المغالاة في الأسعار ومنع التلاعب وتعيين مراقبين بالسوق بصفة دائمة، خاصة وقت المناداة في الصباح الباكر.

من جهته قال عبدالرحمن بدر العوض تاجر تجزئة خضار إن أصحاب المحال الصغيرة يعانون من الطريقة التي انتهجها مستثمرو الجملة في سوق المزاد العلني الذين يقومون كل صباح بالمناداة على الخضار والفواكه وعدم إعطاء الفرصة الكاملة لتفحص الصناديق والتأكد من طريقة تعبئتها وفرز المغشوش منها، وإنما يتم الشراء عن طريق النظرة الخارجية، مؤكدا أن هذا يفتح باباً واسعاً للمتلاعبين في التعبئة؛ لأنهم يضمنون نفاد السلعة عن طريق المزاد الكلي. وبيّن أن سعر البيع على المستهلكين يتحدد يومياً بعد سعر الشراء في حلقة الخضار بالمزاد اليومي للبضائع.

على صعيد آخر أكد مختصون زراعيون أن المملكة تمر حالياً بأحسن مواسم السنة لإنتاج الخضار بوجه عام من حيث توافر الشمس المشرقة واعتدال درجات الحرارة وبرودة الأرض، وهي ظروف جيدة لإنتاج كثير من الخضراوات والفواكه وبخاصة الطماطم التي تحتاج مثل هذه الأجواء، ورغم تلك الظروف المواتية ظلت الطماطم تسجل معدلات أسعار مرتفعة!!