تقرير - حازم الشرقاوي
توقع خبراء في قطاع الاتصالات أن يشهد الربع الأخير من العام الجاري 2008 منافسة حادة في الاتصالات وخدمات المعطيات، وذلك نتيجة اتساع نطاق عملية تحرير القطاع في المملكة بعد منح تراخيص لمشغلين جدد وهم: شركة زين للاتصالات لتكون المشغل الثالث في الاتصالات المتنقلة، وثلاث شركات متخصصة في الاتصالات الثابتة: الاتصالات الضوئية، عذيب، المتكاملة.. وقالوا: بدأت الشركات الجديدة تلقي بظلالها قبل طرح خدماتها حيث تشهد الاتصالات الثابتة تغيرات واضحة في الأسعار، ويتم طرح عروض تصل إلى 50%، مع قيام شركة الاتصالات السعودية منذ أيام بتقديم المكالمات إلى جميع المدن دون رسوم مقابل اشتراك شهري فضلا عن العروض المقدمة على خدمة DSL التي انخفضت بأكثر من 60% خلال أشهر معدودات.
وأضافوا: كل ذلك حدث قبل دخول المشغلين الجدد، لكن ماذا سيحدث بعد طرح خدماتهم والسعي للحصول على حصة مناسبة من هذا السوق الضخم.. الذي بلغ حجم الإنفاق عليه نحو (37.5) مليار ريال العام الماضي؟.. وكان أبرز المنفقين شركة الاتصالات السعودية وشركة موبايلي وشركة الاتصالات المتكاملة وشركة بيانات الأولى.. ومن المتوقع أن يرتفع إلى 55 مليار ريال خلال 2010 مدعوماً بدخول الشركات الجديدة التي سبق ذكرها، وكذلك وسط وجود توقعات بحدوث نمو في الاقتصاد السعودي وارتفاع في الناتج القومي إلى 414 مليار دولار في العام الجاري 2008، وارتفاع دخل الفرد إضافة إلى وجود هامش كبير لتسويق خدمات الإنترنت التي لا تتوفر بشكل كبير وتعاني من بطء شديد مقارنة بالدول المجاورة. وعلاوة على ذلك تعاني خدمات الهاتف الثابت من نقص شديد حيث تمثل المنازل التي تتوفر بها خدمة الهاتف الثابت نسبة 68% من إجمالي عدد الوحدات السكنية في عموم المملكة.. ومجموع الخطوط الثابتة في المملكة يُقدر بحوالي 4 ملايين خط ثابت بنسبة نفاذ تتعدى قليلاً 16%.. ويبلغ متوسط إنفاق الفرد في السعودية على خدمات الاتصالات بشكل عام حوالي 420 دولاراً شهرياً بينما يبلغ عائد الشركات من الفرد حوالي 39 دولاراً شهرياً لخط الهاتف المتنقل.
ومن المتوقع أن تواصل سوق الاتصالات في المملكة النمو بوتيرة سريعة جرّاء ارتفاع معدّل النمو السكاني والوحدات السكنية بما يتجاوز 2.8 % سنوياً في ظل النمو الاقتصادي المستدام في المملكة، وأن يتخطّى حجم سوق الاتصالات 18 مليون نسمة في عام 2010، بالإضافة إلى اتساع حجم سوق شركات الاتصالات وخدمات قطاع الأعمال، حيث يُتوقع أن يتضاعف حجمها خلال السنوات الثلاث أو الأربع المقبلة.
وكشف الدكتور سليم سعيدي خبير في مجال الاتصالات بشركة KPMG عن أن المرحلة المقبلة تحمل في طيّاتها تحدّيات كثيرة، منها متطلّبات الابتكار والتميُّز والمحافظة على العملاء، كما يُتوقع استمرار التراجع في الأسعار وفي متوسّط الإيراد لكلّ مستخدم.. وقال سليم سعيدي في دراسة عن مستقبل الجيل الثالث وما بعده: إن تغيرات في مجال الاتصالات تجلب معها تحديات لـ 3-5 سنوات القادمة، وأشار إلى أن المشغلين سيتنافسون على قيادة المنتج وعلى الأعمال ونماذج التشغيل بالإضافة إلى التنافس على إستراتيجيات النمو وعلى التعاون بين الشبكات.. وقال الدكتور سعيدي: يشهد قطاع الاتصالات تطوّراً تقنياً سريعاً مع بروز منهجيات عمل ومنهجيات تشغيل جديدة، ونذكر من بين الاتجاهات العامة الجديدة في قطاع الاتصالات السعودي تطوّر التقنيات البديلة ودمج الخدمات، وبروز تقنيات جديدة قلبت المقاييس في تقنيات الاتصالات مثل WiMax وWiBro والانتشار واسع النطاق لشبكات الإنترنت فائقة السرعة، وإطلاق الخدمات التي تدمج الاتصالات والصورة وجميع أنواع المحتوى Multi- play وVoIP والانتقال إلى شبكات الجيل الثالث.