ما الذي يعني لك حين تفكر في أمر فتصبح فإذا به ماثل بين عينيك؟
أو يهفو لك خاطر في وجبة ما فإذا جئت لتناول طعامك كانت الطبق الرئيس فيه؟
أو غاب عنك صديق فقفزت ملامحه فجأة إلى سقف ذاكرتك فإذا به يهاتفك أو يكون خلف طرقات بابك؟
أو تعقد أمراً وعندما تحدد له موعداً تفاجأ بأنه ذات التاريخ الذي يتصدر اليوم فيه أو الشهر كل موعد تبرمه أو قرار تتخذه أو خطوة تبتدئها..؟
ما سر المفاجآت التي تباغتك دون أن تكون لك فيها إلا الفكرة أو الخاطر أو مجرد التوافق...؟
وتدري أن هناك العديد بل الكثير من الآراء حول هذا الأمر...
كثيره يخرج عن معتقدك... وبعضه لا يفي بقناعتك... وبعضه يؤكد لك أن غيباً يحتويك فأنت إنسان لا تملك منك غير الذي تُسأل عنه... ولا يأتي لك إلا ما كُتب لك... ولا يصدر عنك إلا ما تعقله فيلزمك أو تسير فيه فتضع له...
وتدري أن علمك لا يزيد إلا بالإبحار... وعزمك لا يقوى إلا بالثقة... وثقتك لا تثبت إلا بالإيمان...
لذا ستقف عند حدود ما أُعْطيت من قدرة... لتفكر في حدود ما عملت عليه من معرفة... لتقنع بحدود ما قُسم لك من علم... لتثق في حدود ما وصلت إليه من إيمان...
فإن فوجئت بأن أيامك السعيدة تصادف أحد أيام الأسبوع أو الشهر أو العام أو أحد أعداد الأرقام... أو أنك تنطق بما ينطق غيرك أو تتخيل ما يوافق ما تسمعه أو تراه أو تجده من بعد... أو تتعود أمراً مفرحاً عند حدس فرح أو محزناً عند حدس قلق...
فإنك ستوعز كل ذلك لما تعرف في حدود ما تعلم بمحدودية متاحاتك البشرية...
وتبقى داخل مظلة إيمانك بأن هناك ما لا تعلم فيك...
ذلك يمدك بالثقة في أن ربك لن يخيبك... فتدفع ثقتك فيه تعالى برجاء ألا يفاجئك بما لا ترضى...
وأن يعيذك من شر فجاءة الغيب الذي لا تملك...
تلك متعة وأي متعة... لأنها من نعم الله تعالى عليك...