مات عبدالله العجلان.. أفجعني الخبر.. وسرى في جسمي بكل ذهول الفجيعة.. وهول المصاب.. أشهد أن الموت حق وأنه مصير كل الأحياء.. لكن يسكننا الحزن حين يرحل أحد من نحب وينتابنا الأسى حين يغيب من نحب.
** عرفت عبدالله بن محمد السعد العجلان كان قريباً إلى قلبي.. مثلما كنت قريباً إلى قلبه.. وكنت في كل مرة ألقاه أزداد حباً له لنبل سجاياه وروعة مزاياه.. وصدق نواياه.. كان بهياً في أخلاقه.. نقياً في تعامله.. كريماًَ في عطائه.
** كنت عندما ألقاه بين الفينة والأخرى باشاً حفياً ودوداً يغرف من معدنه الطيب عبارات الترحيب.. ويعكس سجايا الرجل الكريم في أخلاقه وسماحة نفسه وشهامة معدنه.
** كانت تربطني به -رحمه الله- مودة خاصة ومحبة صادقة.. وعلاقة ودودة.. ومضى إلى جوار ربه.. وموعد معه لم يتحقق.. حيث كان يلح أن نلتقي في مزرعتهم العامرة.. وكنت في كل مرة يلح فيها على هذا الموعد.. أن مشاغلي لم تسمح لي بعد بتحقيق هذه الدعوة وأنا الخجول العاجز رغم حرصي على تلبية كرمه.. وسعادتي بلقائه وإخوته وأبنائه.
** أبا عجلان..
هل تعذرني.. على تقصيري معك.. في عدم لقائي بك كما كنت تود.
هل تعذرني.. وقد أحزنني رحيلك.. وأفجعني غيابك.
** أبا عجلان..
الرائعون في أخلاقهم.. الصادقون في سجاياهم.. هم الذين يخلدون محبتهم في قلوب الناس أحياء.. ويظلون كذلك حتى بعد رحيلهم إلى جنان الخلد.. وأنت كنت واحداً من هؤلاء الرائعين فقد كنت.. سمحاً.. وشهماً.. ونبيلاً.. لم تأخذك الدنيا إلى اللهاث وراء ملذاتها.. ولم يشغلك المال عن دروب البذل والإحسان ولم تصرفك مشاغل الحياة عن الاحتفاء بكل محبيك.
** أبا عجلان..
كيف أرثيك وقد كنت أسمع منك.. حرصك على وطنك وحرصك.. على أبناء وطنك.
كيف أرثيك.. وقد رأيت فيك أمثولة لرجل الأعمال الزاهد بالأضواء السخي في العطاء لكل محتاج وملهوف ليكون في ميزان حسناتك بإذن الله.
** أبا عجلان..
رحلت.. عن دنيا فانية.. إلى آخرة باقية.. في جنة عالية، جمعنا الله بك فيها عند رب غفور بعفوه ورحمته.
** أبا عجلان..
رحمك الله.. وأسبغ عليك شآبيب رضوانه.. والعزاء لكل محبيك مثلما هو لأشقائك وأبنائك وأسرتك.. و{ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }.