نهاية الأسبوع الجاري تبدأ إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني والتي تستمر أسبوعاً كاملاً يستعيد فيه (5) ملايين طالب وطالبة قواهم المثقلة بهم الدراسة والمناهج التي لم ينفع نسخها على أقراص مدمجة.. والمشكلة التي لازالت تؤرق التربويين عموماً ومسؤولي الوزارة بشكل خاص هو ما تحدثه الإجازات والاختبارات من حالات غياب جماعي للأسبوع الأخير منها وقد أرجعها في النهاية عدد من المسؤولين والتربويين لثقافة المجتمع بعد أن فشلت كافة الوسائل التي جربتها التربية خلال الأعوام الماضية من انتشال المدارس من حالة الفشل الذريع في صمود الطلاب والطالبات حتى آخر يوم دراسي.
وبما أن إجازة منتصف الفصل والتي تطبق لأول مرة هذا العام قد أقرت ولا رجعة فيها..
فلماذا يا ترى رفعت الوزارة توصياتها ومرئياتها لمجلس الوزراء الموقر وضمنتها هذا المقترح (إجازة منتصف الفصل) وهي تعاني من غياب جماعي للطلاب عند حدوث إجازات الأعياد والاختبارات والتي تحدث خلال العام الدراسي أكثر من مرة.
أليس في هذا تناقض لجهودها التربوية في التخلص من هذه المعضلة؟
هم يبررون سبب هذه الإجازة القصيرة -حسب ما جاء في قرار التقويم الدراسي للعشر سنوات المقبلة والذي صدر العام الماضي- بسبب طول واتصال الأيام الدراسية في هذا الفصل دون أن يتخللها إجازات.
إن على التربية إذا أرادت فعلاً القضاء على ظاهرة الغياب الجماعي للأسابيع الأخيرة أن تغير طريقة التعليم والتلقين وتهيئ المدارس بشكل أفضل وتستفيد من الدعم المادي الحكومي المتمثل في ضخ الملايين لمشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم قولاً وعملاً وواقعاً ملموساً أما أن تبقى تقتات على الفرقعات (الإعلامية) كسابق عهدها دون مساس واقعي بالميدان فإن المشكلة لن تنتهي والطالب سيكون أكثر سروراً ببقائه في المنزل وما قامت به التربية مؤخراً من نسخ المقررات الدراسية على أقراص مدمجة وتوزيعها على أكثر من (5) ملايين طالب وطالبة يؤكد هذه (الفرقعة) لأنها لم تسحب كتبها ومقرراتها التي أثقلت كاهل الصغار ولم ترفق لكل طالب معها جهاز حاسب آلي لتشغيلها في ظل تعثر مشروعها الذي استهدف جهاز حاسب آلي لكل طالب قبل 7 سنوات إن كانوا يتذكرونه!
n_nary@hotmail.com