«الجزيرة» - نواف الفقير
أكد مصرفيون أن العام القادم سيشهد مرحلة جديدة من المنافسة في تقديم المنتجات الإسلامية بين البنوك المحلية والأجنبية العاملة في السوق السعودية. وقالوا للجزيرة إن التوجه الحالي لمؤسسة النقد تجاه القطاع المصرفي سينتهي بتحول البنوك السعودية خلال السنوات القادمة إلى المصرفية الإسلامية كما حدث في بنك الجزيرة، والبنك الأهلي الذي بات قريبا جدا من متطلبات التحول الكلي نحو المصرفية الإسلامية.
وقال الشيخ عبدالله المنيع ل(الجزيرة) إن العمل المصرفي الإسلامي واجه تحديات وعقبات عديدة في بداية انطلاقته إلا أن ما وصلت إليه المنتجات الإسلامية من توسع كبير وتطور هو دليل على مواكبة النظرة الشرعية لأعمال المصارف الإسلامية ومنتجاتها وأضاف: تشجيع العملاء ومطالبتهم بالتحول إلى المصرفية الإسلامية أدى إلى القضاء على هذه العقبات.
وأضاف المصرفي فضل البوعينين أن الطلب المتزايد على المنتجات الإسلامية فرض على البنوك الأجنبية تقديمها وإتاحتها لعملائها في السوق السعودية مبينا أن العام 2009 سيشهد مرحلة جديدة من المنافسة في تقديم المنتجات الإسلامية بين البنوك السعودية والأجنبية العاملة في السوق المحلي.
وتابع البوعينين: التزام البنوك السعودية بالفتوى الشرعية هو تجاوب مع عمل هيئات الرقابة الشرعية التي تهتم كثيرا بتدقيق نماذج من القروض الإسلامية المقدمة للعملاء للتأكد من قيام البنك بتطبيق الفتوى الشرعية بحذافيرها بعيدا عن أية أخطاء قد تُلحق بالعقود الإسلامية بعض الشبهات نتيجة التطبيق. وأضاف: (ساما) تدعم المنتجات الإسلامية من خلال ثلاثة محاور رئيسة هي، الدعم المباشر، التدريب، الرقابة مشيرا إلى أن المنتجات الإسلامية أصبحت مستهدفة من قبل مجمل شريحة المقترضين السعوديين. كما أن طبيعة المجتمع السعودي المحافظ بات يفرض على البنوك المحلية تقديم منتجاتها الإسلامية بعيدا عن التقليدية، وأضاف: بلا شك فإن تشجيع (ساما) لهذا التوجه سينتهي بتحول البنوك السعودية خلال السنوات القادمة إلى المصرفية الإسلامية كما حدث في بنك الجزيرة، والبنك الأهلي الذي بات قريبا جداً من متطلبات التحول الكلي نحو المصرفية الإسلامية.
من جهته أشار محمد الفيصل (موظف بالبنك الأهلي) إلى أن الإقبال على المنتجات الإسلامية شهد نموا متسارعا عكس الطلب المتزايد للمؤسسات والشركات والأفراد عليها خصوصا فيما يتعلق ببطاقات الائتمان المتوافقة مع الشريعة مشيرا إلى أن التحديات التي واجهت العمل المصرفي الإسلامي في المملكة ساهمت في خلق منافسة بين المصارف مما انعكس على حدوث قفزة في تقديم تلك المنتجات.
واعتبر متعب المتعب مدير أحد فروع مصرف الراجحي تعدد الفتاوى الخاصة بمنتجات المصرفية الإسلامية هو السر في تطور منتجات المصارف المتوافق مع الشريعة مما انعكس على تطور الصناعة البنكية الإسلامية ككل وزاد حدة التنافس والبحث والتطوير.
وأضاف بدر السليم مدير عمليات بأحد فروع البنك العربي بأن تضارب الفتاوى الشرعية حول المنتجات الإسلامية قد يؤثر سلباً في سير أعمال المصارف خصوصاً وأن هذه المنتجات مثل التورق وشراء المساكن وأيضا البطاقات الائتمانية حظيت بقبول كبير لدى عملاء البنوك مبينا أن معظم الدول الخليجية والإسلامية شكلت لجانا شرعية خاصة بالفتاوى الشرعية المصرفية للحد من التضارب وتوحيد المنتجات وبالتالي لا بد أن يكون هناك توافق لما تقدمه المصارف من منتجات إسلامية مع الطرح الشرعي الموجود.