في يوم الثلاثاء الموافق 9-4-1429هـ التقى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز برؤساء ومديري الجامعات العربية الذين شاركوا في الدورة الحادية والأربعين لاتحاد الجامعات العربية التي استضافتها جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية برعاية سامية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
في هذا اللقاء تحدث صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية لرؤساء ومديري الجامعات العربية حديثاً مطولاً جسد من خلاله الوضع الأمني في العالم العربي محللاً الأحداث التي تجري هنا وهناك والتي أشار سموه الكريم إلى أن أسبابها ليست من أبناء الأمة العربية، بل من خارجها ولكنها وجدت قبولاً من الداخل، ودعا جميع الأطراف إلى تغليب المصلحة العامة ومصلحة بلدانهم.
وفي الجانب الأكاديمي وجّه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز حديثه المفعم بالشفافية والموضوعية والغيرة الوطنية إلى العقول التي تقود الفكر والعلم في الدول العربية، مؤكداً القيم الأكاديمية والعلمية التي يجب أن تتمثلها الجامعات العربية الموكل إليها إعداد أبناء الأمة لتقلد مراتب القيادة الفكرية والعلمية وليكون للعرب والمسلمين القيادة في هذه الجوانب كما كان أجدادهم، حيث كان الغرب والشرق ينهل من معين الإسلام والعروبة، العلم والمعرفة والفكر النيّر. وذهب سموه الكريم في حديثه إلى أبعد من هذا، حيث رسم الخطة الأكاديمية التي يجب أن تنتهجها الجامعات العربية فتناول المداخلات العلمية والأكاديمية وثمن دور عمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس كونهم ألصق بالطالب، فالنظم والأعراف الأكاديمية وإجراءاتها مهمة عمداء الكليات، فعليهم رسمها ومتابعة تنفيذها، أما أعضاء هيئة التدريس فهم أقرب إلى الطلاب وأكثر تأثيراً فيهم وأقدر على تزويدهم بالعلوم والمعارف والمهارات والقيم، فدورهم في العملية التعليمية البحث في المناهج والحقائق العلمية والمهارات التطبيقية وعرضها في بيئة تعليمية أكاديمية ترقى بالفكر وتحقق المتطلبات العلمية والعملية لتصبح مخرجات التعليم الجامعي على مستوى فكري متميز في أي فرع من فروع المعرفة، مؤكداً - أيضاً - أن دور أعضاء هيئة التدريس في الجامعات العربية دور مهم وبارز ومدعاة إلى الوصول بالفكر العربي إلى تطلعات الشعوب العربية ومواكبة التطورات العلمية المتسارعة في هذ العصر. وفي الجانب الفكري أكد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز أهمية دور الطالب في التفرغ للتعليم الجامعي حتى يتمكن من نيل حظه من العلوم والمعارف والمهارات التي سعى إليها عند التحاقه بالجامعة وترك التوجهات والايديولوجيات التي لا تخدم توجهاته العلمية ولا تخدم آمال أمته. فهم الجيل الذي يمثل أمل الأمة في أن ينهضوا بها ويسعون إلى بنائها وتقدمها مع تأكيد سموه الكريم على التخصصات العلمية التي تسهم في هذا البناء والتطور مثل الطب والهندسة والتقنية والزراعة وغيرها من العلوم التي تقاس حضارة الأمم بتقدمها في مجالاتها وتفوقها في برامجها ومهاراتها.
وفي قراءة فكرية لحديث سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز تلمس إلى جانب سلاسة الطرح وحديث القلب إلى القلب، تجسد القيم الأكاديمية التي تتمثلها الجامعات وتسعى إلى تحقيقها والكشف عن الجوانب العلمية والفلسفية لتلك القيم وإيضاح دورها في تعزيز الفكر الأمني بأسلوب علمي وبفكر وطني وإنساني، وإن مثل هذا الطرح من قائد الأمن العربي حري بأن يكون وثيقة علمية تتخذها الجامعات نبراساً وأسلوب عمل تهتدي به في برامجها وأهدافها.
وفق الله العاملين المخلصين لكل عمل فيه خير وأمان هذه الأمة.
* عميد مركز الدراسات والبحوث
جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية