هذه أبيات في رثاء أبي عبدالعزيز (عبدالرحمن بن عبدالعزيز الفياض) والذي انتقل إلى جوار ربه يوم الأربعاء 20-2-1429هـ، فرحمه الله رحمة واسعة، |
وجمعنا به في جنات النعيم. |
حَكمُ القضاء وأمر الله منتظر |
من محكم الوحي والقرآن نعتبرُ |
في آيه قصص قد كان أعظمها |
موت الرسول ومن تاقت له البشرُ |
والموت حق وكل الخلق ذائقه |
آمنتُ.. فالحق ما قد سطر القدرُ |
لا تبن آمالا طوالا في الدنا |
فالكل ماض ولن يبقى وينتظرُ |
واقضِ حوائجك التي تسعى لها |
واعمل لأخراك إن فادت بك النذرُ |
وإن أتاك بلاء فاصطبره فكم |
قد أهلك السخط قوماً فيه قد مخروا |
لابد أن نرضى ونمتلك الرضا |
فالسخط يُهلك والمكتوب ينتصرُ |
والنفس طوعتُها للصبر حين قضى |
رب الخليقة فانقادت وتصطبرُ |
تغالب الصبر حينا ثم يغلبها |
وتذكر الله والشيطان يندحرُ |
وتستلذ دموعا حين تسكبها |
في ظلمة الليل والدلماء تستترُ |
أبا بنيّ تركت الكل في ولهٍ |
تركت دنيا بها الأكدار تستعرُ |
تركتَ دنيا غرور لا أمان لها |
وغبت عن ناظري يا أخلص البشرُ |
رحلت عنا بعيدا دونما أمل |
في عودة للقاء منك أو نظرُ |
أبيات شعري وأوزاني وقافيتي |
ترثيك ملتاعة والدمع ينحدرُ |
والدمع ينزف حتى جف منبعه |
أنياط قلبي عروقي مسها الخطرُ |
تبكيك يا شامخا يعلو بهامته |
فوق الثريا وفوق السحب والمطرُ |
ففي السماء نجومٌ لا عداد لها |
وليس يُكسف إلا الشمس والقمر |
قد كنت فينا رفيقا حانياً سمحاً |
فيك الأبوة والتحنان ينهمرُ |
اختارك الله للبلوى فكنت لها |
عبدا صبورا وعند الله مدخرُ |
يُوفي لك الله أجرا قد وُعدت به |
بلا حساب ولا وزن ولا صورُ |
رحلت عنا ولن ننساك وما طلعت |
للشمس شارقة أو ضاءنا قمرُ |
تركت كنزاً عظيما لا مثيل له |
يشدو بذكرك بل يسمو ويفتخرُ |
عبدالعزيز الذي طابت منابته |
نعم الخليفة نعم الابن والأثرُ |
محمد ذاك ابن لا مثيل له |
خلق وخُلق وطيب منه ينتثرُ |
أما يزيد فحدث دون ما حرج |
الله يحرسه يعلي له القدرُ |
وغادة التي ضاء المكان بها |
بنية في سويداء القلب تستترُ |
فراس يمنى ويسرى للحبيب معا |
الظل يبقى ويفنى حوله الشجرُ |
وذاك فهد و بدر نور منزلنا |
صغار قومٍ لهم في القلب مدخرُ |
أبناء حر أصيل لم يمت أبدا |
وذكره سابحٌ في الكون ينتشرُ |
أدعو لك الله من قلب يحن إلى |
لقاك في جنة يحلو بها الثمرُ |
جنات عدن وأبواب مفتحة |
مع النبي الأمين الصادق الخبرُ |
بها الصفاء وعيش لا مثيل له |
بها السعادة والأضغان تغتفرُ |
بها لقانا وآباء لنا ذهبوا |
والمسلمون فيا طوبى لمن ظفروا |
والحمد لله ربي لم يزل أبداً |
في فعله حكم كبرى لمن نظروا |
|