Al Jazirah NewsPaper Sunday  20/04/2008 G Issue 12988
الأحد 14 ربيع الثاني 1429   العدد  12988

رحلت ولن ننساك
أم عبدالعزيز: هيا بنت محمد الجمهور

 

هذه أبيات في رثاء أبي عبدالعزيز (عبدالرحمن بن عبدالعزيز الفياض) والذي انتقل إلى جوار ربه يوم الأربعاء 20-2-1429هـ، فرحمه الله رحمة واسعة،

وجمعنا به في جنات النعيم.

حَكمُ القضاء وأمر الله منتظر

من محكم الوحي والقرآن نعتبرُ

في آيه قصص قد كان أعظمها

موت الرسول ومن تاقت له البشرُ

والموت حق وكل الخلق ذائقه

آمنتُ.. فالحق ما قد سطر القدرُ

لا تبن آمالا طوالا في الدنا

فالكل ماض ولن يبقى وينتظرُ

واقضِ حوائجك التي تسعى لها

واعمل لأخراك إن فادت بك النذرُ

وإن أتاك بلاء فاصطبره فكم

قد أهلك السخط قوماً فيه قد مخروا

لابد أن نرضى ونمتلك الرضا

فالسخط يُهلك والمكتوب ينتصرُ

والنفس طوعتُها للصبر حين قضى

رب الخليقة فانقادت وتصطبرُ

تغالب الصبر حينا ثم يغلبها

وتذكر الله والشيطان يندحرُ

وتستلذ دموعا حين تسكبها

في ظلمة الليل والدلماء تستترُ

أبا بنيّ تركت الكل في ولهٍ

تركت دنيا بها الأكدار تستعرُ

تركتَ دنيا غرور لا أمان لها

وغبت عن ناظري يا أخلص البشرُ

رحلت عنا بعيدا دونما أمل

في عودة للقاء منك أو نظرُ

أبيات شعري وأوزاني وقافيتي

ترثيك ملتاعة والدمع ينحدرُ

والدمع ينزف حتى جف منبعه

أنياط قلبي عروقي مسها الخطرُ

تبكيك يا شامخا يعلو بهامته

فوق الثريا وفوق السحب والمطرُ

ففي السماء نجومٌ لا عداد لها

وليس يُكسف إلا الشمس والقمر

قد كنت فينا رفيقا حانياً سمحاً

فيك الأبوة والتحنان ينهمرُ

اختارك الله للبلوى فكنت لها

عبدا صبورا وعند الله مدخرُ

يُوفي لك الله أجرا قد وُعدت به

بلا حساب ولا وزن ولا صورُ

رحلت عنا ولن ننساك وما طلعت

للشمس شارقة أو ضاءنا قمرُ

تركت كنزاً عظيما لا مثيل له

يشدو بذكرك بل يسمو ويفتخرُ

عبدالعزيز الذي طابت منابته

نعم الخليفة نعم الابن والأثرُ

محمد ذاك ابن لا مثيل له

خلق وخُلق وطيب منه ينتثرُ

أما يزيد فحدث دون ما حرج

الله يحرسه يعلي له القدرُ

وغادة التي ضاء المكان بها

بنية في سويداء القلب تستترُ

فراس يمنى ويسرى للحبيب معا

الظل يبقى ويفنى حوله الشجرُ

وذاك فهد و بدر نور منزلنا

صغار قومٍ لهم في القلب مدخرُ

أبناء حر أصيل لم يمت أبدا

وذكره سابحٌ في الكون ينتشرُ

أدعو لك الله من قلب يحن إلى

لقاك في جنة يحلو بها الثمرُ

جنات عدن وأبواب مفتحة

مع النبي الأمين الصادق الخبرُ

بها الصفاء وعيش لا مثيل له

بها السعادة والأضغان تغتفرُ

بها لقانا وآباء لنا ذهبوا

والمسلمون فيا طوبى لمن ظفروا

والحمد لله ربي لم يزل أبداً

في فعله حكم كبرى لمن نظروا


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد