في رسالة خاصة مؤرخة في (10-3-1415هـ) بعث بها معالي الشيخ المرحوم - إن شاء الله - عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري وهو القامة الوطنية التي لا تحتاج الى تعريف إلى الشيخ عبد الله بن عبد المحسن الماضي (أبو عبد المحسن) نشرها الماضي بعد وفاة التويجري في مذكراته: ذاكرة من الزمن.. وفي مجلة الفيصلي.
الرسالة مهمة ومن المهم الوقوف عند كل سطر منها، لكن استوقفني كثيراً تساؤل التويجري في ديباجة الرسالة، وهو الذي رحل عن الدنيا وقد ضرب في كل أبواب الخير بسهم وافر، يقول أبو عبد المحسن التويجري ابن المجمعة سائلاً ابن المدينة المجاورة حرمة ما نصه: (أفي هذه الحياة الفانية شيء يستحق الوقوف عنده غير مكارم الأخلاق؟).. تأملت في تساؤل التويجري الذي جرَّب هذه الحياة منذ أن كان في مالية المجمعة يخاطب الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل - طيَّب الله ثراه - إلى آخر يوم من عمره قريباً من خادم الحرمين الشريفين - أمد الله في عمره - ثم يخرج بأن أهم ما يستحق الوقوف عنده هو مكارم الأخلاق.
أعجبني هذا النص كثيراً، وكم كان بودي أن يطلع عليه ويتأمل فيه كثير من الناس ممن أشغلتهم أمور حياتية بسيطة عن القيام بواجبهم الاجتماعي تجاه الآخرين.
والجميل أن من يتأمل في تراثنا العظيم يجد أن قضية التحلي بمكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال وشيم الرجال ليست قضية سلوكية فحسب، بل هي أصلاً عقدية ترد في كتب العقيدة لأنه أمر مطلوب ومؤكد عليه في نصوص الشريعة المطهرة.
والمتأمل في المؤلفات التراثية يجد عشرات الكتب التراثية الخاصة بالحديث في مكارم الأخلاق، وأما الموسوعات التراثية فجلها مليء بالحديث في هذا الجانب.
هذه خواطر سريعة أتت في ذهني.. وأنا أتأمل في النص وقائله والمرسل إليه.. فرحم الله التويجري على حديثه.. وشكر الله الماضي على نشر هذا النص النفيس في مذكراته وحفظه من الضياع.
للتواصل:فاكس: 2092858
Tyty88@gawab.com