ترك رسالة قصيرة يخبر والديه بالذهاب للجهاد.. وأوصى أن يتبرعوا بما يملك.. وهو في الحقيقة لا يملك شيئاً.. عمره (18) سنة.. إلى الآن لا أحد يعلم عنه شيء!.
* * * * *
باعوك بثمن بخس، وكنت في أهلك ووطنك تساوي الدنيا وما عليها!
قالوا لك إن ديار الأفغان تئن فهب لنجدتها.. واجهت المصاعب بحثاً عن الشهادة.. فوجدت الرفاق غير الرفاق والإخوان غير الإخوان.. وقلت: يا مُقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.
مضت السنين تطوي بعضها بعضاً.. فقالوا لك عن الشيشان وعن كوسوفو وسراييفوا.. تركت كل ما ورائك بحثا عن نصرة الإخوة.. كنت محقا في الفكرة.. لكنك أخطأت الاجتهاد!
سبقك في ذلك فتية آخرون.. أحمد وعبدالله وسعيد وصالح... الخ أسماء مجردة من الألقاب.. لكنهم صغار السن مثلك.. ولديهم نفس الإيمان بالفكرة.. وذهب أيضا من بعدك أسماء أخرى لا احد يستطيع حصرها.. إلى العراق والصومال ولبنان.. هل قلت لبنان؟.. البلد الذي لم يكن احد يعرف عنه انه ساحة جهاد!.. فتاوى من هنا وفتاوى أيضاً من هناك، كلهم يريدون استخدام وتوظيف إيمانك وجهادك لأغراضهم وأجندتهم الخاصة!.
ليتك سألت الذي أفتاك بالخروج للجهاد أن يخرج معك أيضاً فهو أحق بالجهاد منك.. ليتك قبل رحيلك وكتابة وصيتك وأنت لم تبلغ الـ(18) بعد من عمرك.. ليتك سألت شيخك: لماذا لا يذهب أحد أبنائه أو أبناء أخيه أو أبناء عمومته للجهاد؟!.
ليتك سألت.. ليتك سألت.. ليتك سألت.. كنت على الأقل ستكتشف أن من غرر بك لا يملك واحداً في المائة من إيمانك وشجاعتك.. ليتك قبل رحيلك استأذنت والديك وهم الأحق بالسؤال.. وربما نسي شيخك أن يقول لك هذه المعلومة الشرعية.. وربما تناسى مخافة أن تتراجع عن قرارك.. أو أن يحبسك والدك خوفا عليك من نفسك!.
قلت لهم سأذهب إلى مكة.. وغبت طويلا.. لا أحد يدري هل مت فيتقبلوا فيك العزاء.. أم انك حي فيرجى عودتك..؟!
ما ضرك لو أنك فقط سألت قبل أن ترحل؟!.